الكثير من الناس يعتقدون أنهم ليسوا مميزين وقدراتهم محدودة وامكانياتهم ضعيفة وضئيلة ومن الصعب عليهم خوض معركة التنافس والنجاح والأهم من ذلك إثبات الذات ورسوخ الأثر لهم ولمجتمعاتهم بأن يكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع بدلاً من الركون على زاوية الأرفف يملأهم الغبار وتضيع وتمضي عليهم السنين هباءً منثوراً فلا أفكار ولا إبداع ولا إنجاز يستحق الذكر ولكن لماذا! لم الاستعجال في إطلاق الاحكام التي لا أساس لها من الصحة ولا مصدر ثابت يستحق التصديق، للأسف إن الكثير من الأشخاص يمتلكون قدرات ومواهب متميزة ومبهرة لكنهم يجدون صعوبة في معرفتها واكتشافها بأنفسهم، ولعل من أهم الأسباب التي تعوق الإنسان عن اكتشاف قدراته الكسل والخمول والرفقة السيئة التي قد تحول بشكل كبير عن معرفة مواطن القوة لدى الإنسان لانشغاله بتوافه الأمور والوقت يعد عاملاً هاماً بالتأكيد وأيضاً الكثير من الناس يخشون الوقوع في الفشل عند القيام بأي محاولة لإثبات ذواتهم وأيضاً التحطيم المعنوي الذي قد يواجه الإنسان في أي مرحلة من مراحل حياته، والبيئة التي يعيش فيها الإنسان لها دور كبير جداً في وضع حواجز تمنع الشخص من الثقة بنفسه واكتشاف قدراته فذلك سيؤثر سلباً على امكانياته، والسؤال المطروح هنا لم لا بد أن يخبرنا الآخرون بقدراتنا ومدى قوتها وتأثيرها وتميزها؟ لم لا نكتشف نحن أنفسنا ؟فالنفس الإنسانية عالم واسع من الآفاق يستحق أن نغوص فيه الى أقصى الأعماق لذلك اكتشافنا للقدرات التي نمتلكها سيسهل علينا كثيراً مسيرة النجاح والتميز لأنه إذا أدرك الموهوب موهبته وآمن بها ووثق بالقدرات التي يمتلكها حتماً سيسعى لتطويرها فهو بذلك يواصل المسير في عجلة الإنجاز الى أن يبلغ أقصاها فلا شيء مستحيل وصعب الحصول عليه فقد يكون الطريق طويلا لكن من سار على الدرب وصل ومن اجتهد حتماً سيرى ثمار جهده فلكل مجتهد نصيب والله لا يضيع الجهود فالمستحيلات أعذار واهية في قاموس الإستسلام والركود، فإذا قال الإنسان لنفسه مستحيل منذ بداية الطريق فقد ضيق واسعاً وأخمد النار قبل اشتعالها وأمات الزرع قبل نمائه واخضراره، فلم لا نمنح أنفسنا فرصة بإدراك قدراتها وتطويرها ومشاركتها مع العالم لكي يكون مكاناً افضل للعيش فيه فيكون مليئاً بانتاجات فكرية تخدم الوطن والإنسانية بشكل عام، فتلك القدرات التي لم تكتشف ولم تر بعد أفق النور قد تكون عاملا مساعدا في حياة أي انسان نعرفه أم لا فقد تغير الكثير في حياة الكثير من الناس وأولهم أنت يا من تمتلك الكثير وقد تتفاجأ من نفسك إذا اطلقت العنان لها، فثق انه تحت ظلام الفشل والآلام خيوط من نور تحتاج أن تكون قوياً لتنسج لوحة من ضياء فاقبل خوض التجربة التي قد تأخذك إلى عالم لم تعرفه من قبل. والآن هل أنت مستعد لاكتشاف نفسك؟!