ما هي موهبتك؟... هذا السؤال بسيط ولكن يتطلب تفكيرا عميقا للإجابة عليه لكي تكتشف ما هي الموهبة التي بداخلك، وهناك البعض الذي اكتشف موهبته وطورها ويعيش سعيداً متفاخراً بها، وهناك البعض الآخر الذي لم يحالفه الحظ لاكتشافها بداخله، ومنا من لا يتعب نفسه ويحاول اكتشافها ويعيش حياته في تعاسة وبلا أمل. الموهبة هي قدرة خاصة جداً اختصك الله بها، وقليلون جداً لديهم نفس قدرتك تلك، وقد تكون هذه الموهبة هي الرسم، وقد تكون الغناء، أو كتابة الشعر، أو القدرة على التحليل، أو التأليف، أو الحفظ، أو تنسيق الألوان، أو البلاغة. واكتشاف موهبتك من شأنه أن يحدث في حياتك تغييرا جذريا وسيزيد ثقتك بنفسك لما سيكون بداخلك من إحساس بأنك متميز، فضلاً عن حبك لما تقوم به لأنك أخيراً ستقوم بعمل شيء تحبه، وبالتالي قدرتك على الإبداع والتميز، ستكون أفضل وسوف ينعكس هذا على أسرتك بشكل إيجابي؛ لأن نجاحك هو نجاح لعائلتك وإحساسك بالنجاح سيجعل قدرتك على العطاء أكبر. ولاكتشاف تلك الموهبة يجب تحديد الاهتمامات، فقد تجد نفسك تميل إلى موهبة معينة مثل الرسم أو ممارسة رياضة معينة، وقد تجد أيضاً أنك تنجذب إلى أكثر من مهارة ووقتها ما عليك سوى تحديد المجال الذي تبدع فيه أكثر. إن أخطر عائق نحو طريق اكتشاف الموهبة هو الخوف من الخطأ أو الفشل، فلا تستسلم لهذا الخوف المعوق، واعلم أن الفشل هو أقصر الطرق للنجاح. إذا كنت لا تستطيع تحديد موهبتك فحاول تجربة الرسم، محاولة تصليح أي جهاز عاطل، الغناء، ويجب تجربة كل ذلك بعيداً عن من حولك حتى لا تشعر بخجل يؤدي إلى تراجعك عن الانخراط في طريق الموهبة والتميز. في هذه المرحلة وبعد تجربة كل ما كنت مهتما به ستجد نفسك مولعا بشيء أو اثنين، فعليك تنمية هذا الشيء بداخلك، فكثير من الموهوبين تذبل موهبتهم وتموت؛ لأنهم لم يصقلوها بالدراسة والتعلم والمران المستمر. فعليك بعد تحديد مجال موهبتك أن تعمل على صقلها وتطويرها، من خلال الاطلاع على الكتب الخاصة بها، والالتحاق بالدورات التدريبية في مجالها، والتعرف على بعض الشخصيات البارزة فيها، ومصاحبة بعض من يشتركون معك فيها من أجل التعاون المثمر والتنافس النافع. وسرعة التعلم في مجال ما، هي علامة على قدرتك على النجاح فيه، وعلى أصالة الموهبة التي لديك في هذا المجال، وشاور أهل الخبرة مثل الوالدين، والمعلمين، ومن تثق فيهم من الأصدقاء.