قتل الجيش الإسرائيلي بالرصاص، أمس الإثنين، شابا فلسطينيا، بزعم طعنه إسرائيلية داخل مستوطنة في الضفة الغربية، وبذلك ارتفع عدد شهداء الانتفاضة إلى 162 منذ مطلع أكتوبر الماضي، فيما واصل جيش الاحتلال البحث عن فلسطيني قتل مستوطنة إسرائيلية في مستوطنة بجنوب الخليل، واعتقلت القوات الإسرائيلية، أمس 27 فلسطينياً خلال حملات اقتحام ودهم لعدد من المدن في الضفة الغربية، في إطار الاشتباه بعلاقة المعتقلين بعملية مقتل المستوطنة الإسرائيلية، وتواصل رام الله اتصالاتها لعقد مؤتمر دولي للسلام يوقف الاستيطان، وينهي الاحتلال، ويوفر الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. وقالت صحيفة "معاريف": إن المستوطِنة القتيلة كتبت قبل شهرين عن الواقع المرعب بالضفة الغربيةالمحتلة بعد موجة العمليات وخشيتها من ذلك الوضع. ووصفت المستوطنة "دفناه مئير" (39 عامًا) والتي قتلت بالعملية داخل مستوطنة جنوب الخليل الواقع الذي يعيشه المستوطنون بالضفة في ظل موجة العمليات بلعبة "الروليت" المستخدمة في القمار، وذلك في سلسلة من المقالات التي نشرتها منذ بداية انتفاضة القدس. فيما كشفت صحيفة "هآرتس" النقاب عن إعادة نشر الجيش لعدد من أبراجه ونقاطه العسكرية المتواجدة على مداخل وحول مدن الضفة الغربيةالمحتلة. وذكرت الصحيفة، أن الجيش أبلغ السلطة الفلسطينية نيته نشر أبراج عسكرية في محيط مدينة نابلس بشمال الضفة، وذلك على ضوء استمرار موجة العمليات الحالية للشهر الرابع على التوالي. وأضافت، إن الجيش عاد للتمركز بموقع "شدماه" قرب مدينة بيت ساحور بالجنوب، وذلك بعد أن هجره في العام 2006 في حين خططت وزارة الصحة الفلسطينية لإقامة مستشفى في المكان. وأكدت مصادر عسكرية نية الجيش نشر المزيد من الأبراج بشمال الضفة على وجه العموم ومنطقة نابلس على وجه الخصوص، ومن بينها إقامة برج قرب المكان الذي قتل فيه المستوطن "هنكين" وزوجته في الأول من أكتوبر الماضي. كما شرع الجيش وبالتعاون مع شعبة البناء في الجيش بإعادة تأهيل مواقع هجرها في أعقاب انتهاء انتفاضة الأقصى عام 2005، حيث شرع الجيش بتأهيل مواقعه القديمة ليستوعبوا الجنود وذلك في محاولة للتغلب على موجة العمليات. من جهته، أكد د. زكريا الأغا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، مفوض عام التعبئة والتنظيم في المحافظاتالجنوبية، على أن القيادة الفلسطينية تجري اتصالاتها على أعلى المستويات مع الأطراف العربية والإقليمية والدولية، لعقد مؤتمر دولي للسلام لاتخاذ قرارات تفضي بوقف الاستيطان، وإنهاء الاحتلال، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني . وأضاف: إن الحراك السياسي للقيادة الفلسطينية سيتواصل بالتنسيق مع المجموعة العربية لطرح مشروع قرار إلى مجلس الأمن لقبول فلسطين عضواً كامل العضوية في الأممالمتحدة وتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال . وأكد الأغا في كلمته في نادي بيت لاهيا شمال غزة، إن نضال الشعب الفلسطيني سيبقى مستمراً ومتواصلاً ومتناغماً مع النضال السياسي والدبلوماسي الذي يقوده الرئيس أبو مازن لدعم حقوق شعبنا المشروعة والعادلة من خلال مواصلة الانضمام للمؤسسات والمنظمات الدولية والعمل على تأمين الحماية الدولية لشعبنا وملاحقة إسرائيل ومحاكمتها في المحاكم الدولية على جرائمها بحق شعبنا . وأوضح الأغا أن الانتفاضة الجماهيرية التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى وأدها ستتواصل ما دام الاحتلال مستمرا في ممارساته واعتداءاته اليومية، ولن تتوقف ما دام الاحتلال موجوداً وجاثماً على الأرض الفلسطينية . وأضاف: إن جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصل عبر الإعدامات الميدانية التي تستهدف أطفالنا ونساءنا، واحتجاز جثامين الشهداء وهدم البيوت والاعتقالات الجماعية لأبناء شعبنا، وتدنيس باحات المسجد الأقصى، لن تنال من عزيمة شعبنا المصمم على المضي في معركة الحرية والاستقلال حتى جلاء الاحتلال عن كل أراضينا المحتلة وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس . وأكد الأغا ضرورة إنجاز ملف المصالحة والاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية، والاتفاق على الانتخابات العامة، وإنجاح التحضيرات لعقد المجلس الوطني الفلسطيني.