في الوقت الذي اطلقت فيه طهران سجناء امريكيين، أوعزت لميليشياتها في العراق بخطف امريكيين، في لعبة ايرانية مكشوفة لإرسال رسائل الى واشنطن بأنها لاعب رئيسي في المنطقة. وفسر محللون الخطوة الايرانية على انها رد على العقوبات الامريكية التي اوقعتها واشنطن على طهران بسبب برنامجها الصاروخي الباليستي، فندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري بالعقوبات الامريكية الجديدة، معتبرا أنها "غير مشروعة". وأفادت تقارير إعلامية بأن ثلاثة متعاقدين أو مدربين أمريكيين اختطفوا مع مترجم في حي الدورة يوم الجمعة، لكن ضابط شرطة كبير قال إن السلطات لم تتيقن بعد من سبب اختفائهم. وشوهدت طائرتا هليكوبتر للجيش العراقي تحلقان فوق المنطقة، فيما قامت سيارات الشرطة بدوريات في الشوارع. والمخطوفون هم "متعاقدون أو مدربون" يعملون لدى شركات أميركية بمطار بغداد. وقالت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الأحد: إنها تعمل مع السلطات العراقية لتحديد مكان الأميركيين المفقودين، لكنها لم تؤكد أنهم خطفوا. وقال نائبان بالبرلمان العراقي لرويترز اليوم الاثنين: إن ثلاثة مواطنين أمريكيين تم الإبلاغ عن اختفائهم في بغداد اختطفوا. وقال محمد الكربولي عضو لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان: إن الثلاثة تمت دعوتهم لمناسبة خاصة في حي الدورة جنوب شرقي العاصمة، حين خطفهم مسلحون مجهولون. وقدم اسكندر وتوت، وهو عضو في نفس اللجنة، رواية مماثلة قائلا: إنهم اختطفوا من مبنى سكني في حي الدورة. وقال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي: "تلقينا تقارير عن فقدان مواطنين امريكيين في العراق"، وقال: "نعمل بالتعاون الكامل مع السلطات العراقية لتحديد مكان هؤلاء الاشخاص واستعادتهم". واضاف: ان "سلامة وأمن المواطنين الامريكيين في الخارج هما اولوية قصوى لدينا"، دون ان يحدد عدد المخطوفين او ظروف اختفائهم. من جهته، أكد عقيد في الشرطة العراقية طلب عدم كشف هويته، ان ثلاثة امريكيين ومترجمهم العراقي خطفوا في جنوببغداد. وأكد العقيد امس ان عملية البحث تتركز حاليا على جمع المعلومات الاستخباراتية. وكان ذكر سابقا ان الخاطفين عناصر مليشيا يرتدون ازياء عسكرية. والحي الذي تقطنه اغلبية سنية كان معقلا لمقاومة الغزو الأمريكي عام 2003 ومسرحا لاقتتال طائفي بلغ ذروته في عامي 2006 و2007. وللجماعات الشيعية المسلحة التي تعتبر عنصرا اساسيا في قتال تنظيم داعش وجود في المنطقة كذلك. وما ان تم الاتفاق الامريكي الايراني على تبادل السجناء، حتى اعلن في بغداد عن خطف ثلاثة امريكيين، ما يؤكد انها خطوة ايرانية لمزيد من الضغط على واشنطن، وأفرجت طهران بموجب الاتفاق عن أربعة أميركيين من أصول إيرانية، مقابل الإفراج عن سبعة إيرانيين كانوا معتقلين في الولاياتالمتحدة، بتهمة مساعدة البرنامج النووي الإيراني. والأربعة هم جيسون رضائيان مدير مكتب "واشنطن بوست" في طهران وسعيد عابديني القس من إيداهو وأمير حكمتي العسكري السابق بمشاة البحرية الأميركية من ولاية ميشيجان ونصرة الله خسروي. وقال مسؤول أميركي: إن السجين الخامس وهو الطالب الأميركي ماثيو تريفيثيك أُفرج عنه بشكل منفصل عن الأربعة الآخرين السبت. وفي سياق قريب، واصلت مليشيات طهران عمليات التطهير العرقي والديني في مدينة المقدادية بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد, وحذر رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري من أن الخيار البديل هو أن تحمي كل فئة نفسها بنفسها من جرائم القتل التي ترتكبها مليشيات تسعى لبث الفتنة، وهو ما يعني وجود كانتونات داخل العراق.