قضت محكمة الجنايات، أمس الثلاثاء، في قضية الخلية الإرهابية المعروفة إعلامياً بقضية "خلية العبدلي" بإعدام المتهم الأول والمتهم ال 23 الحبس 15 سنة للمتهمين 2 و4 و16 و18 و19 و22 وبالحبس المؤبد على المتهم السادس ، بتهم التخابر مع إيران وميليشيات حزب الله، وكشفت اعترافات أفراد "خلية العبدلي" عن أن هدف إيران في السيطرة على المنطقة وتمزيقها طائفياً. كما قضت محكمة الجنايات ببراءة المتهم الخامس والرابع والعشرين والسادس والعشرين، وتغريم المتهم الخامس والعشرين بخمسة آلاف دينار كويتي. ويذكر أن المحكمة عقدت أولى جلساتها في 15 سبتمبر، وجميع المتهمين فيها كويتيون، ما عدا متهما واحدا إيراني الجنسية، وثلاثة ما زالوا فارين من العدالة. ونفت الحكومة الكويتية أثناء التحقيق المزاعم التي تحدثت عن تعرض المتهمين للتعذيب. وتعود القضية إلى أغسطس عام 2015، حين أعلنت وزارة الداخلية الكويتية ضبط أعضاء في خلية إرهابية ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات، في مزارع منطقة العبدلي. ويؤكد مراقبون أن "خلية العبدلي" كشفت عن أن هدف إيران في السيطرة على المنطقة وتمزيقها طائفيا لا يتغير وإن تغيرت الوسائل المعتمدة في ذلك. وقادت التحقيقات حول خلية العبدلي المسلحة المرتبطة بحزب الله اللبناني والتي ضبطتها وزارة الداخلية الكويتية، إلى الكشف عن أن عناصر تابعة لتلك الخلية تلقت تدريبات على كيفية استخدام القذائف الصاروخية "آر بي جي" والمواد المتفجرة في مواقع عسكرية تابعة للحرس الثوري في إيران قبل عام. واعترف رئيس الخلية بانتمائه إلى حزب الله منذ 16 عاما، وأنه التقى عددا من مسؤوليه على فترات متقطعة، وأن الخلية كانت تنتظر ساعة الصفر لتقوم بتفجيرات بهدف إشاعة الفتنة المذهبية". وقالت مصادر خليجية: إن ضبط الخلية تم بناء على معلومات من إحدى الدول الإقليمية للولايات المتحدة بعد ضبط هذه الدولة الإقليمية لديها، عنصرا مهما في حزب الله اللبناني، لتقوم واشنطن بإبلاغ الكويت بتحركات الخلية. وأضافت المصادر، أن نفس العنصر هو الذي أبلغ تلك الدولة بوجود خلية تابعة لحزبه في الكويت ولديها مخزن بالعبدلي، وأن جميع أعضائها يقطنون منطقة واحدة. وتتبعت الأجهزة الأمنية الكويتية أفراد الخلية، وأخضعت نحو 16 شخصاً للرقابة المشددة، ليتبين لها أن الخلية تخفي الأسلحة في سرداب بمزرعة في منطقة العبدلي وفي منزل بالرميثية، وتم نقل بعضها إلى منزل في منطقة عبدالله المبارك، لافتة إلى أن التحريات كشفت أن بعض المتهمين في تلك الخلية متطرفون تابعون ل«حزب الله» اللبنانيوإيران. وأضافت، أن التحريات توصلت أيضاً إلى أن المتهمين كانوا يتسلمون الأسلحة منذ قرابة 5 سنوات عن طريق قوارب سريعة في منطقة «الأرياق البحرية»، حيث يقوم أحدهم بلقاء عسكريين إيرانيين قرب جزيرة «الخرج»الإيرانية، فيتسلم منهم تلك الأسلحة، ثم ينقلها إلى الكويت للتخزين بالمزرعة المذكورة. وذكرت المصادر أن التحريات دلت على أن لبعض المتهمين علاقات سابقة بآخرين أدينوا في وقائع متصلة بأمن الدولة سابقاً، لافتة إلى أن التحقيقات مستمرة لضبط متورطين في القضية بخلاف المتهمين الثلاثة الذين أعلنتهم وزارة الداخلية في بيانها، أمس الأول. وروى المتهم (ح.ح) في التحقيق قصة انتمائه إلى «حزب الله» في العام 1999، حيث اتصل بداية برجال من الحزب فطلبوا منه الحضور إلى لبنان والنزول في فندق بعد أن زودهم برقم رحلة الطيران، وموعد الوصول، وهكذا بدأ بعض رجال الحزب يترددون عليه، فرادى أحياناً وجماعات أحيانا أخرى، فطلب منهم الانضمام إلى الحزب وحاز على الموافقة، وطلبوا منه توسيع نطاق المنتسبين إلى الحزب في الكويت وأن ينتظر أي تعليمات تصل إليه. واعترف (ح.ح) أنه حاول الاتصال بالسفارة الإيرانية في الكويت ومقابلة مسؤوليها بهدف إقامة علاقة مع الحرس الثوري الإيراني لكنه لم يجد قبولاً ولا تشجيعاً، وأنه استطاع تجنيد أربعة أشخاص أحدهم (ع.غ) كان سابقاً مدرباً في القوات الخاصة ويعمل حالياً مدرس ديكور، وكان يصطحبه معه في زياراته المتكررة إلى لبنان. وأقر المتهم الرئيسي في التحقيقات أيضا أنه توجس خِيفة بعد تفجير مسجد الإمام الصادق، وخاف من أن يفتضح أمره إثر التشدد الأمني الذي قامت به وزارة الداخلية حفظاً للأمن الوطني، فذهب إلى لبنان طالباً النصيحة من رجال «حزب الله» لكنه لم يتلق إجابة واضحة، وطُلب منه العودة إلى الكويت وأن ينتظر اتصالاً منهم، مضيفاً أنه من باب الحرص والحذر والاحتياط عمد الى إخفاء الأسلحة في حفر محصّنة بالاسمنت حتى يستعصي العثور عليها من قبل رجال الأمن. وقالت المصادر: إن المتهم أصرّ في التحقيقات على أن الأسلحة المضبوطة في مزرعته وفي بيته تعود إلى أيام الغزو العراقي، وعندما ووجه بأن ترسانة الأسلحة المضبوطة في حوزته تضم أنواعاً جديدة ومتقدمة لم تكن معروفة أيام الغزو لم يجب، مجدداً نفيه أن يكون قد جلب الأسلحة من دولة مجاورة، فيما التحريات تشير إلى أن بعض الأسلحة استقدم عن طريق البحر من دولة مجاورة وآخر عن طريق البر من العراق.