ربما يكون العام قليلا في حياة الأمم والشعوب لتظهر فيه بعض إنجازات، وتبرز فيه ملامح مجد ومعالم حضارة، لكنه في حياة القادة العظام ليس بقليل، فالشهور والأيام فضلا عن الدقائق واللحظات تكون حاسمة وفارقة، وهذا ما بدا واضحاً جليا بعد مرور عام منذ أن شرف الله المملكة بقيادة الملك سلمان -حفظه الله ورعاه-، فأينما وقعت عينك خلال العام وقعت على أمور عظام، ومهام جسام احتاج كل منها إلى رباطة جأش وقوة فؤاد وسعة أفق وحكمة، وبُعد نظر بل وإلى فهم واقع وسمات قيادة حكيمة رشيدة، تقود السفينة إلى بر الأمان بمهارة واقتدار، وقبل ذلك وبعده تأييد من الله وتوفيق منه جل وعلا، وهكذا كان الملك سلمان حفظه الله ورعاه شفيقا على رعيته حريصا عليهم، عينه على تطوير تعليم ليكون قاطرة التقدم، وعين على تحسين صحة لتبرأ الأبدان من الأمراض والعلل، ويجد الصغير والكبير دواء لعلته ورعاية حال مرضه، ولم ينس حفظه الله، تحسين مستوى الدخل ليحقق لرعيته الرفاهية والإسعاد، وهكذا في كل ركن من أركان المملكة يد تبني وتعلي البناء، تمهد طريقاً، أو تنشئ مدرسة، أو تطور مستشفى، أو تزين حديقة او متنزهاً، او تدعم جمعية خيرية، أو تبني مدرسة لتحفيظ كتاب الله عز وجل، أو تقيم مسابقة لحفظ القرآن الكريم أو للسنة المطهرة، وفي خضم ذلك كله كانت عينه وعيون رجاله في مواجهة أخطار الخارج إذ أخذت المملكة زمام المبادرة تخطيطاً وإعدادا وتنفيذاً مما بوَّأ المملكة منزلة القيادة والصدارة والريادة للأمة، في صورة زرعت الثقة والفخر والاعتزاز في قلب كل من خطا على ثرى هذه البلاد من أقصاها إلى أقصاها، فحمى الله به حدود الحرمين الشريفين من أيد عابثة وقلوب حاقدة، فرد كيدها في نحورها وشرد بهم من خلفهم، ومعه ساعداه حفظهما الله: ولي العهد، وولي ولي العهد قد شد الله بهما أزره وأشركهما في أمره فكانا له عونا وسندا في مواجهة أخطار الفئات الخارجة عن أمر الله ورسوله. مديرعام فرع وزارة العدل بالمنطقة الشرقية