قضية الرواتب التي تمنح في القطاع الخاص، لا يمكن أن تقارن مع القطاع الحكومي بأي حال من الأحوال، باعتبار أن القطاع الحكومي يخضع لأنظمة وتشريعات ولوائح وسلم رواتب ومراتب لا يمكن الحياد عنها وفق قطاعات معينة وأيضا هي قطاعات لا تهدف للربح، وبالتالي لست مطالبة بأهداف لتحقيقها وإن لم تتحقق سيكون مصيرك الفصل والإبعاد كما هو في القطاع الخاص. لا يمكن عمل مقارنة من أي نوع بين من يعمل بالقطاعين الحكومي والخاص، باعتبار أن المهارات والمتغيرات هي ليست جامدة أو مستقرة، فهناك مرونة عالية في القطاع الخاص بعكس الحكومي كسرعة القرارات مثلا. "تيم كوك " هو الرئيس التنفيذي لشركة "ابل" المعروفة والمصنعة لأجهزة "أي فون" و" آيباد" وغيرها، يحصل على مكافآت وراتب سنوي يصل إلى 378 مليون دولار أي 1،417 مليون ريال ما يعني أنه يحصل يوميا على 3.88 ملايين ريال، هل هو مبلغ كبير؟! لا شك كبير وضخم جدا، هل هو مبرر؟! التبرير بالنتائج ماذا عمل "تيم كوك" كرئيس لأكبر شركة بالعالم كقيمة سوقية، شركة تملك "رصيدا" نقديا أعلى من الحكومة الأمريكية الآن بما يقارب 100 مليار دولار وهي أرباح لديها. والشركة لازالت تحقق نموا وربحا هو الأميز بتاريخها خلال الأربع سنوات الماضية وإلى اليوم، فربح شركة "ابل" في الربع الرابع فقط 6.6 مليارات دولار ويتوقع أن تصل 30 مليارا سنويا. وضع "تيم كوك" الذي أتى خلفا للمبدع "ستيف جوبز" الذي توفي بمرض عضال مؤخرا ليكمل مسيرة الشركة، والشركة لا تعاني من ارتفاع مستوى دخل الرئيس التنفيذي أو المستثمرين في ظل تحقيق نتائج مميزة وغير مسبوقة. في وسطنا الرياضي الآن يتحدثون كثيرا عن راتب "مدرب المنتخب" وأنه مرتفع جدا ويفوق راتب عدة وزراء، وهذا لن يكون مستغربا أبدا، وبعض العاملين في القطاع الخاص لدينا تفوق رواتبهم وزراء، فأين المشكلة في السعر والدفع؟ هذا طبيعي ومنطقي، ولكن يجب أن نربط "الراتب والمكافأة" بالإنجاز العملي. فما قيمة رواتب عالية بدون إنجاز وعمل وتميز؟ ومدرب المنتخب لم يفرض نفسه على المنتخب، بل نحن من ذهبنا إليه، ولن نجد تطويرا وتغييرا في الرياضة أو غيرها بدون إنفاق وبذل المال، وهذا منطق طبيعي، لكن السيء والمثير للسؤال أن تدفع رواتب عالية وأنت لا تملك أدوات النجاح.