في كل أغلب الكوارث التي تحدث في بلادنا تبقى ردة الفعل الوقتية للمسؤولين من خلال وعودهم بأنه سيتم تكوين لجان للتحقيق في ملابسات القضية لمعرفة الأسباب ومحاسبة المتسبب !! لكن الظاهر أن التحقيقات التي تتم تكون نتيجتها أنه كان هناك سبب لا يعرف ومسبب مجهول ليبقى كل ما حدث قضاء وقدر!! في كارثة سيولجدة وحريق عين دار وحريق المدرسة في جدة وناقلة الغاز في الرياض وحريق سكن أرامكو وأخيرا حريق مستشفى جازان وفي كل ذلك لم نسمع أو نطلع على النتائج التي توصلت إليها اللجان التي شكلت وليبقى كل ما كان قدرا سببه الاهمال، وقضاء جهلنا كيف نستعد ونتهيأ له!! اللجان التي تشكل هل لديها الاختصاص لمعرفة الاسباب وتحديد أوجه القصور والمقصر؟ أم أنها - كما تجري العادة - يتم تكوينها من الجهات التي لها علاقة مباشرة بالقضية، لذلك يتم التبرير والتشتيت ليكون السبب بلا مسبب والمسبب لا يتحمل الأسباب. ما هو ثابت ومعلوم في واقعنا ويأتي يقينا في فهمنا وإدراكنا أنه عندما يتم تكوين لجنة للتقصي والتحقيق لتحديد الخلل ومحاسبة المقصر فإن ذلك يعني نهاية القصة التي بدأت بكارثة لتستمر كما هي!! لماذا ننتظر حصول الكارثة حتى نكون اللجان؟ ولماذا لا تكون هناك لجان استباقية تتوقع أسوأ الاحتمالات؟ ويكون من أبسط مهامها وضع الانظمة والخطط واستغلال شباب مدربين ومؤهلين في السلامة ومتابعتها بتوظيفهم في مصانعنا ومدارسنا ووزاراتنا والمجمعات والعمائر السكنية والأسواق التجارية وأن يرخص لشركات متخصصة تقوم بتدريب الشباب ويتم توظيفه لذلك الغرض. عندما تحدد المهام والاختصاصات لن يكون هناك مجال للتبرير والتنصل من تحمل المسؤوليات ولن نكون في حاجة إلى تكوين لجان تكون النهاية لكل كارثة نبقيها ولا نعرف كيف ننهيها..!.