بالنسبة للكثير من أحواض بناء السفن الآسيوية، كان عام 2015 عاماً مؤلماً للغاية. هذا العام يمكن أن يكون أسوأ من ذلك. مع توقع انخفاض أسعار النفط إلى مستويات دنيا، ربما تكون بحدود 15 دولاراً للبرميل، وتباطؤ النمو في الصين، فإن طلبات الشراء للمشاريع البحرية والسفن الجديدة من الصعب الحصول عليها لشركة هيونداي للصناعات الثقيلة، ودايو لبناء السفن والهندسة البحرية، وسامسونج للصناعات الثقيلة، أكبر ثلاث شركات بناء السفن في العالم. في الوقت الذي تناضل فيه هذه الصناعة من الطاقة المفرطة ومعدلات الأسعار المنخفضة، فقد قام الزبائن بتأخير الجداول الزمنية للتسليم أو إلغاء الطلبات بشكل صريح، وهو اتجاه من المرجح أن يستمر هذا العام. غزوة مضطربة في بناء منصات الحفر البحرية أدت إلى تضخيم ديون الشركات الثلاث الكبيرة، مما دفعها إلى تسجيل الخسائر ودفع أسهمها للهبوط للعام الثاني على التوالي في عام 2015. وتنتشر الآن متاعب شركات بناء السفن الكورية الجنوبية لتصل إلى الشركات المنافسة في اليابانوالصينوسنغافورة، حيث حذرت عدة شركات لبناء السفن وشركات مصنعة للمنصات البحرية من الخسائر وسط انخفاض أسعار النفط. وقد أثرت هذه الأوقات العصيبة على أسعار أسهم الشركات. كانت لدى دايو لبناء السفن أسوأ أسهم من حيث الأداء في العام الماضي على مؤشر كوسبي 200 في سيؤول، حيث انخفضت بنسبة 73 في المائة. تتوقع سيمبكورب البحرية ومقرها سنغافورة، ثاني أكبر شركة لصناعة منصات النفط، أن تتكبد خسارة في الربع الرابع، وهي الخسارة الأولى منذ بدأت الشركة الإعلان عن نتائجها الربعية في عام 2003. شركة كوسكو في سنغافورة، ذراع بناء السفن لمجموعة الشحن اتشاينا أوشن، توقعت خسارة صافية "لا يستهان بها" في نفس الفترة. دايو لبناء السفن، ثاني أكبر حوض لبناء السفن، من المتوقع أن تعلن عن تسجيل أكبر خسارة لها على الإطلاق في عام 2015 بعد شطب التكاليف من إلغاء طلبات الشراء والتأخير في تقديم منصات الحفر البحرية. وسجلت كل من هيونداي للصناعات الثقيلة وشركة سامسونج للصناعات الثقيلة، خسائر في الأشهر التسعة الأولى من 2015. كتبت دايو لبناء السفن في رسالة لها عبر البريد الإلكتروني يوم 31 ديسمبر: "من المحتمل أن تكون بيئة بناء السفن أكثر تحديا العام المقبل، على الرغم من أننا نتوقع بعض طلبات الشراء من إيران بمجرد رفع العقوبات" وكتبت أيضا: "إن الأعمال في الخارج ستواجه أيضا صعوبات أيضا العام المقبل ما لم تنتعش أسعار النفط. بالنسبة للأرباح، فإننا نتوقع تحسنا كبيرا في العام المقبل". كذلك كتب تشوي كيل سيون، رئيس هيونداي للصناعات الثقيلة: "في حين أن معظم المشاريع الإشكالية هي في المراحل النهائية من البناء، إلا أنه لا تزال هناك شكوك". وأضاف: "إن انخفاض أسعار النفط، وزيادة أسعار الفائدة في الولاياتالمتحدة، وتباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، سوف يعني إعادة هيكلة جميع الصناعات." تخطط الحكومة الكورية الجنوبية للعمل مع البنوك لانشاء صندوق بقيمة 1.2 مليار دولار لمساعدة شركات الشحن المحلية لتدفع للسفن الجديدة التي تلقت طلبات شراء، وذلك وفقا لوزارة المحيطات ومصائد الأسماك. الحكومة أيضا سوف تدفع باتجاه قيام أحواض بناء السفن بتقليص حجمها والتركيز على أعمالها الأساسية، وستسعى لإغلاق أو بيع تلك التي لا يمكن بقاؤها على قيد الحياة من تلقاء نفسها. وفي اليابان، خفض عدد من أحواض بناء السفن توقعاته للأرباح لتعكس الخسائر الناجمة عن بناء السفن. شركة IHI، وهي شريك في ملكية ثاني أكبر شركة لصناعة السفن في اليابان، خفضت في أغسطس، صافي الدخل المستهدف للسنة المنتهية في مارس، وذلك جزئيا بسبب زيادة مصروفات مشروع سفن الحفر السنغافورية. كما خفضت ميتسوي للهندسة وبناء السفن توقعاتها في أكتوبر. قال جويل نج المحلل في KGI للأوراق المالية في سنغافورة: "دفاتر طلبات الشراء المحجوزة لشركات صناعة أجهزة التنقيب عن النفط سيتم تخفيضها خلال السنة إلى السنتين القادمتين". وأضاف: "نحن نشهد عمليات الإلغاء في الوقت الذي سيكون فيه من الصعب على شركات إنتاج النفط الصغيرة دفع ثمن أجهزة الحفر الجديدة التي يجري بناؤها". وقالت سيمبكورب مارين في أكتوبر: إنها كانت قد فازت بما قيمته 2.91 مليار دولار سنغافوري (2.1 مليار دولار أمريكي) من الطلبيات الجديدة حتى تاريخه في العام الماضي، مما وضعها على وتيرة لأبطأ عام لها منذ عام 2009. شركة كيبل، مالكة أكبر شركة لبناء الحفارات في العالم، تلقت عقودا جديدة بقيمة 1.7 مليار دولار سنغافوري في خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2015، مما يجعلها الأبطأ منذ عام 2002. ولم يكن لدى دايو لبناء السفن أي طلبات شراء للمشاريع في المنطقة المغمورة في العام الماضي. لكن ليس كل شيء قاتما بالنسبة للجميع: أرباح أحواض بناء السفن الكورية الجنوبية من المتوقع أن تتحسن هذا العام، حين يتم تسليم معظم المشاريع البحرية الموجودة في دفاتر طلبات الشراء، وفقا لهنا دايتو للأوراق المالية. وسوف يسمح هذا لهم بالتركيز على سفن الحاويات وناقلات النفط، وهي الأعمال التي تحقق هوامش ربح أعلى لأنها تتمتع بالمزيد من الخبرة فيها. كما تضررت أحواض بناء السفن الصينية. شركة كوسكو سنغافورة، وهي مملوكة من قبل الشركة الأم الصينية ولها أحواض بناء السفن على البر، شهدت إلغاء بعض طلبات الشراء الناقل في الوقت الذي أدى فيه تباطؤ الطلب على السلع في الصين إلى طاقة مفرطة وتراجع بنسبة 39 في المائة العام الماضي في مؤشر البلطيق الجاف. وقال لي جاي وون، المحلل في يوانتا للأوراق المالية كوريا في سيؤول، الذي ينصح بالإبقاء على أسهم الشركات الثلاث الكبار لبناء السفن: "ليس هناك الكثير بالنسبة لهذه الشركات لتتطلع إليه" هذا العام. وقال: "ربما سيكون عام 2017 أفضل."