في أمانة المنطقة الشرقية نشعر أن لأهل المنطقة حقا، ولهم في اعناقنا التزام.. حقهم ان نشيد بهم وبدعمهم الكبير لاعمالنا وتجاوبهم الصادق مع برامجنا فضلاً عن تفهمهم المستمر لطبيعة مهامنا التي قد تبدو احيانا مزعجة، وان كانت في حقيقتها جزءا من حرصنا على تقديم افضل خدمة لهم، لقد كان تعاون ابناء المنطقة الواسع مع انشطة الامانة من بين عوامل اساسية ساعدتنا -بعد فضل الله تعالى- في تحقيق العديد من الانجازات حققتها مدن منطقتهم على المستوى المحلي والاقليمي والعربي مثل ما تحقق في مدينة الدمام والخبر أكثر من مرة في مجال النظافة والبيئة والجمال، وحتما ان مثل هذا التفوق والحضور اللافت في المحافل المختلفة يمثل شهادة موثقة على ان الدمام حاضرة المنطقة الشرقية تعيش طفرة بيئية وجمالية تبشر بأن القادم سيكون بإذنه تعالى محققا لأمانينا جميعا، طالما ان هناك منظومة عمل ملتزمة وكفؤة على رأسها قيادة مالكة لرؤية شاملة بعيدة المدى. اما الالتزام فيتمثل في ان نواصل العمل الجاد المخلص للحفاظ على المستوى الجمالي الذي وصلته الدمام، وان نسعى بصدق لنصل بكل مدن المنطقة لذات المستوى الذي يلبي مطالب السكان، ويحقق تطلعات قيادتنا الرشيدة، غير ان ذلك كله لن يتم الا ببقاء جسور التعاون ممدودة مع المواطنين، الذين اظهروا- في العديد من المناسبات- وعيا عميقا بأهمية حماية البيئة والعمل على الوصول بها لأعلى مستوى من النظافة والجمال، ليس فقط لما يحققه ذلك من فوائد على كل المستويات، وانما ايضا باعتباره عنوانا لرقيهم وتحضرهم. كدليل على هذه الحقيقة، اقول ان فشل كثير من تجارب وسياسات حماية البيئة في العديد من الدول منها القريب منا والبعيد عنا، لم يكن نتيجة لنقص في الامكانيات او غياب في الاهتمام الرسمي وانما لعدم تعاون المواطن وتمسكه بالسلوكيات الضارة وعدم العناية بجمال الاماكن العامة وتشويه أي شكل جمالي موروث او مستحدث، فضلا عن اعاقة كل جهد فردي او جماعي، اهلي او حكومي لمقاومة مظاهر القبح. إن الوعي بأهمية البيئة والحرص الشعبي على جمال الأماكن، وقبلها النفوس، هو الجسر الذي يجمع المواطن والمسؤول على طريق واحد، ويجعل من جهد كليهما متمما للآخر، حتى وإن اختلفا في طبيعة العمل وحدوده.. يكفي أن يتشارك الجميع في اليقين بأنهم سيدفعون، ومعهم الأجيال المقبلة، ثمن أي ضرر يلحق بالبيئة، ويكفي كذلك أن يعلموا أن التلوث البيئي الذي يتزايد من حولهم لسوء تعاملهم مع نعم الله تعالي وفق ما ينبغي هو السبب الأبرز في الكثير من المشاكل والأزمات والأمراض التي تلاحقهم وتحرمهم حقهم في التمتع بنعم الخالق سبحانه. أخيرا لعلني لا أضيف جديدا إذا قلت ان ديننا الحنيف قد سبق العلم الحديث بتأكيده، وكذا حثه للانسان على حماية البيئة سواء باعتبار ذلك جزءا من دوره في عمران الأرض أو بوصفه محققا لغاية الوجود كله الا وهي عبادة الخالق الأحد. من هذا المنطلق أحسب اننا بحاجة مستمرة لتنمية وتعزيز الوعي البيئي لدى مواطيننا، لاسيما الشباب منهم، ذلك عن طريق تزويدهم بالرؤية الصحيحة عن البيئة ومكوناتها بما يؤهلهم للقيام بدورهم المطلوب في الارض.. ويستدعى ذلك تنمية وتكوين القيم والاتجاهات والمهارات البيئية الاسلامية لدى الانسان المسلم، حتى يستطيع على ضوئها مواجهة مختلف صعابها بإرادة قوية ومن ثم استغلالها بصورة نافعة بما يحقق غايات الاسلام، دين الحق والخير والجمال. إن واجبنا هو خدمة المواطنين والمقيمين في كافة المجالات ذات العلاقة بالخدمات التي تقدمها الامانة، وأن نوفر لهم مقومات العمل والابداع والانطلاق، وفي ذات الوقت نأمل منهم أن يكونوا عونا وسندا، سواء كان ذلك بدورهم في عملية التنمية، أو بدراستهم للبيئة، ثم بحرصهم على جمالها وحمياتها من أي خدش أو أذى.