سؤال أوجهه لكل مسؤول يتحمل جزءا من أمانة علقت في عنقه وتحمل هو بكل سرور تبعاتها, ألا يكفينا ما نراه من دمار على مستويات متعددة الوجوه البشعة؟! لماذا الدمار يحيط بأرواحنا من كل الجهات الأصلية, والفرعية والمحتملة؟! لست متشائمة ولكنها الحقيقة الموجعة التي بسببها سينزع الله منا النعم بألوانها.. في التحقيق الذي نشر في جريدتنا (اليوم) يوم الجمعة الماضي والذي رصد خلاله المحقق مشكورا, الدمار البيئي على مسافة امتداد الشاطىء الشرقي من المشعاب الى الخفجي وهي مسافة لا يستهان بها, وقد ارعبني حقا ما نقلته الصورة لنا, من اشكال التلوث المخيفة على الشاطىء البكر الذي كان جميلا قبل ان يداهمه الدمار من كل ناحية ويشوه وجهه وجسده وأرواحنا, بالمخلفات التي القتها الأمواج الى الشاطىء, او التي تركتها يد البشر بعد الفراغ من استعمالها, ولا من حياة لمن تنادي ولا من مغيب لصوت البيئة وهي تنوح تحت اطنان من البشاعة الآدمية التي تلقى عليها وتطمس وجه الطبيعة الرائع, بعفونة المنظر وتثير الاشمئزاز في نفس من لديه ذرة من ذوق. ليس الشاطىء موضوع التحقيق, هو الذي يعاني وحده دمار التلوث والاهمال, واستهتار مرتاديه واعراض اقسام النظافة في أمانات المناطق التابع لها لو كان الأمر كذلك لربما هانت المعاناة واوجدنا العذر للأمانات في اهمالها, لبعد المسافة واعتبارها مناطق نائية قد لا يسهل تقصي ما يصيبها من تلوث وعبث بجمال طبيعتها, غير ان المصيبة الكبرى في تلوث السواحل القريبة من العمران والتابعة لآمانات مدن كبرى تعتبر عواصم مناطق كالخبر والدمام والتي تعتبر منتجعا لأهالي المنطقة وللقادمين من خارجها على مدار العام مثل شواطىء (العزيزية) و(نصف القمر) هذه الشواطىء تئن تحت وطأة التلوث البيئي السافر.. في الطريق المؤدي الى ما يسمى شاطىء (تالا) كما هو مكتوب في اللافتات لا أدري من أين اخذت التسمية وهو شاطىء ممنوع ارتياده من قبل عامة الناس, وعندما تمشي مسافة في الطريق المؤدي اليه, وهو طريق معبد ومزدان بالأشجار الوارقة تجد طريقا فرعيا يخترق الأشجار منحرفا ذات اليمين الى الشاطىء الغربي, هذا الطريق غير المعبد صنعته سيارات رمي القمامة التي خانت الأمانة بفعلها وبسبب عدم وجود رقيب ولا حسيب عليها فهي تنقل مخلفات البناء والمطاعم من القصور والشاليهات المجاورة, وتلقي بأدرانها وخبثها في هذه المنطقة غير مبالية بما تحدثه من تلوث ودمار بيئي لمنطقة الجمال البكر.. أين عيون المراقبين عن مثل هذه التشوهات؟ ولم تعان البلدان العربية عامة مشكلة النظافة في الوقت الذي ترفع فيه شعارات (السياحة الداخلية) والجذب السياحي؟ عشرات الأسئلة تطل بأعناقها من نوافذ المواطنة الحقيقية, نأمل لو تجد تجاوبا قبل ان تجد اجابة فهل من مستجيب؟ لنبدأ نحن الإصلاح والإخلاص من الباطن ليصلح الله لنا الظاهر.. أشياء بسيطة جدا وغير مكلفة, وبناءة فهل نبدأ الآن؟