في ظل تراجع أسعار البترول في السوق العالمية، والذي يعتبر المصدر الأساسي لإيرادات الميزانية العامة للدولة، ورغم أن الإيرادات المتوقعة 513.8 مليار ريال، فإن الإنفاق بلغ 840 مليار ريال، بعجز قدر ب326.2 مليار ريال، ويدل هذا الإنفاق رغم العجز، على أن الدولة رعاها الله تهتم بالمواطن وتحرص على تنفيذ المشاريع التنموية، بحيث لا تتأثر الخدمات والمشروعات التي تخدم المواطن بهذا العجز، وأن وزارة المالية ستقوم بتمويل العجز وفق خطة تراعي فيها أفضل خيارات التمويل المتاحة، وأن الدولة لديها من الخطط ما يجعلها في مأمن من تقلبات أسواق البترول العالمية، واضطراب الاقتصاد العالمي. ويظل الاقتصاد السعودي اقتصاداً متيناً، حسب ما أكده اقتصاديون، وتبقى الاحتياطات البترولية مطمئنة للأجيال القادمة بمشيئة الله، وحتى ما قيل عن النفط الصخري فإنه لا يعتبر منافساً قوياً للبترول، وقد بدأ التراجع عنه لكلفته. لقد أبان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله عند إعلانه ميزانية السنة المالية 1437/1438ه بأنها تأتي في ظل انخفاض أسعار البترول، وتحديات اقتصادية ومالية إقليمية ودولية، حيث تراجع النمو الاقتصادي العالمي عن مستوياته السابقة، وغياب الاستقرار في بعض الدول المجاورة، وقد وجه حفظه الله مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بالعمل على إطلاق برنامج إصلاحات اقتصادية ومالية وهيكلية شاملة، وأن هذه الميزانية تمثل بداية برنامج عمل متكامل وشامل لبناء اقتصاد قوي قائم على أسس متينة تتعدد فيه مصادر الدخل، وتنمو من خلاله المدخرات وتكثر فرص العمل، وتقوى الشراكة بين القطاعين العام والخاص، مع مواصلة تنفيذ المشاريع التنموية والخدمية، وتطوير الخدمات الحكومية المختلفة، ورفع كفاءة الإنفاق العام، ومراجعة منظومة الدعم الحكومي، مع التدرج في التنفيذ لتحقيق الكفاءة في استخدام الموارد والحد من الهدر. ولأنه- حفظه الله- يضع المواطنين نصب عينيه، ويوليهم اهتمامه ورعايته الكريمة فقد أكد على المسؤولين تنفيذ مهامهم على أكمل وجه وخدمة المواطن الذي هو محور اهتمامه، مع مراعاة تقليل الآثار السلبية على المواطنين متوسطي ومحدودي الدخل، وتنافسية قطاع الأعمال. ومما تقدم يشعر المواطنون بالاطمئنان لقيادة خادم الحرمين الشريفين رعاه الله، في حين أن من في قلوبهم مرض لا يعجبهم أن تكون المملكة بكل ذلك الاقتدار، وأنهم يتحينون الفرصة لعلهم يجدون ثغرة تحقق لهم إحداث خلل في اللحمة الوطنية، فعند صدور الميزانية العامة للدولة، وإعلان العجز هبوا يبثون سمومهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي علهم يصلون إلى مأربهم، لكن المواطن السعودي واجههم بما يملك من فطنة، ويقظة، فكتب الشاعر، وسطر الكاتب، وعبر المواطن العادي أن حب الوطن والقيادة لا مساومة عليهما، وأنهم يقفون صفاً واحد ضد من يستغل هذا الحدث. من خلال متابعتي لما نشر في مواقع التواصل الاجتماعي أثبت المواطن السعودي أنه عند مستوى الحدث، وأنه يقف مع قيادته فيما تراه مناسباً لدعم الاقتصاد الوطني، وأنه يعلم أن سعر البنزين قبل سنوات كان أعلى من تسعيرته الجديدة، ورغم هذه الزيادة الطفيفة، فإن سعره يظل في مستويات أقل من الدول المجاورة بكثير، كما يدرك أنه مع بلده قلبا وقالبا خاصة في ظل الظروف الحالية التي تمر بها في قيادتها حلفاً عربياً لتحرير اليمن، وخوضها لذلك حرباً في جنوبها، وقيادتها تحالفاً إسلامياً لمكافحة الإرهاب، ووجود أحداث إقليمية في محيطها العربي، ومواجهتها دولاً وأحزاباً لا تريد بنا خيراً. أمام كل ذلك يشعر المواطن أن قيادة بلاده ترقب بثاقب بصيرتها تلك المتغيرات على الساحة الإقليمية، وتعمل على أن تكون المملكة في منأى عن تلك الأحداث، كما أن ساسة العالم يقفون إكباراً وإجلالاً للقيادة السعودية الحكيمة التي تعمل دون ضجيج. دمت يا وطني عزاً، وبقيادتك فخراً.