كم هو جميل الحزم ضد الإرهاب كله، وضد الفساد والجريمة بقوة وصدق، خاصة وأن الإرهاب لا يختصر بفعل واحد محدد، بل يجر خلفه مصائب وجرائم وكوارث عدة، وهو غير مختص بفعل مشين واحد ولا بمجتمع أو مجموعة دون أخرى، بل بأفعال كثيرة تهدم المجتمعات الإنسانية وتعرقل نموها، وكل من يحارب الخير فهو شر محض والخير والشر معروفان منذ الأزل فلا تختلط المسميات إلا على من لا عقل له. كل ما يؤذي المجتمع من قريب او بعيد، هو ارهاب قل او كثر، وكل ما ينفعها بلا فوضى فهو خير نرجو دوامه، ولا شك أن (نبراس)، وهو المشروع الوطني للوقاية من المخدرات، من أهم البرامج التي تقي من الإرهاب بإذن الله، والمهم في القوانين والتشريع والبرامج هو التنفيذ والتطبيق فإن سن القوانين بلا تطبيق لها، يبقى مجرد عبث واضاعة للجهد والوقت وحبر على ورق وعبء، وخسارة، وتعب لا جدوى منه. الكل يعلم بأن مجتمعنا يعاني معاناة شديدة من الضياع والمشاكل الكثيرة التي تعرقل نموه بسبب (التعاطي للمخدرات) بأنواعها والكل يكاد يعلم بأن المخدرات فتنة وشر مستطير لم يبق بيت الا ودخلته بشكل أو بآخر وبطريق مباشر او غير مباشر. وعلى العقلاء التنبه لهذا الشرر المستطير والذي احرق بيوتا وقلوبا وأفئدة وعطل مسيرات الخير والتنمية في الوطن الواحد وفرق شمله أشتاتا بحيث عاث فسادا في المجتمع فالمخدرات هي الفساد بعينه ويندرج تحت لوائها كل خبث وقبح وكسبها حرام ومحرم. وقد بلغنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخطورة الولوغ في مستنقع المال المكتسب من الحرام فقال بوحي من الله عز وجل «إن الجنة لا يدخلها لحم نبت من سحت» والسحت هو المال الحرام. المخدرات تهدم العقل وتؤذي الجسد الذي لا قيمة له بلا عقل سليم واع ومفكر يسيره ويجعله يؤدي ما خلق له من اعمار الأرض بكل ما فيها وما عليها، ونموها نموا مطردا. ونحن كأفراد مجتمع وأولياء أمور، واعون لخطورتها، ونطالب بالتعاون مع مكافحة المخدرات وكبح جماح الأنانيين الذين يدمرون المجتمعات من أجل راحة أنفسهم فقط، ونحن كأرباب أسر علينا التعاون بشرح وتفعيل دور (نبراس) خاصة ونحن في أوقات الاختبارات وهو وقت رواج المخدرات وأنواع الانحرافات والانفلات، فكل أسرة مهددة بالخطر وتخاف من وقوع أحد أفرادها في براثن وأيدي تجار المخدرات الذين لا رب لهم سوى المال وجمعه من حرام ولو كان بالقتل غير المباشر، نطالب بالقصاص من المروج، كما هو الحال مع المهرب، فالكلام والتوعية لا شك أنها جيدة، ولكنها لا تكاد تفيد شيئا في محاربة مهربيها ومروجيها، فلهم أساليب أفعوانية للإيقاع بالشباب ذكورا وإناثا في شباكهم الخطيرة. نافذة ضوء انتبه لنفسك عزيزي الطالب البطل واعلم أن المخدرات تجارة في الأنفس الطاهرة البريئة فلا يخدعك أحد مروجيها بالكلام الحلو والمعسول ويوقعك في مستنقع رمالها المتحركة فلا تعد ملك نفسك ولا تستطع الخروج من مصيبتها الا بعد ضياع عمرك الجميل. تنظم اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ملتقيات للتعريف بالمشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس) برعاية كريمة من أمراء المناطق وعلى الجميع الحرص على الحضور والحرص على المشاهدة للتغطية وأخبار الملتقى وذلك على حساب شبكات التواصل الاجتماعي الموحد.