حذر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء المجتمع من التستر على مروجي المخدرات داعيا إلى كشف مخططاتهم وأحوالهم للجهات المسؤولة لعل الله أن يفتح على أيديهم قبل أن ينشروا الفساد في الأرض وقال سماحته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض أن المخدرات التي أجمع المسلمون على أنها حرام فهي أعظم ضرر من الخمر بمئات الأضعاف، فالمخدرات كالأفيون والحشيش وأمثالها التي يعترف متعاطوها بأنها تغير العقل في الحكم على الأحداث فيرى القريب بعيدا والبعيد قريبا، ويذهل عن الواقع ويتخيل غير الواقع ويهيج في بحر من الأحلام والأوهام مع ما تهدمه في فتور الجسد وخذول في الأعصاب وتميع في الخلق ونخر في النفس وانحلال الإرادة وعدم الشعور بالمسؤولية هذا شيء من أضرار المخدرات، ولما شاهد المسلمون أضرارها ومساوئها حكم عليها بالتحريم بل جعلوا تحريمها أعظم من تحريم الخمر، والخمر أقل شراً منها ففيها مفاسد عظيمة وشروركثيرة, ولهذا النبي- صلى الله عليه وسلم- سمى الخمر أم الخبائث فقال (اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث). وأوصى سماحته في هذا الصدد الآباء والأمهات وقال: الله الله في أبنائكم وبناتكم جنبوهم طرق الفساد وجلساء السوء والسهر مع من لا خير فيه وتدبروا حالهم واسألوا عن جلسائهم فإن كثيرا من هذه المخدرات إنما تروج عن طريق المجتمعات الشبابية, فراقبوا أولادكم وبناتكم وراقبوا جلساءهم في نهارهم وليلهم لعلكم بهذا أن تقضوا على ترويج المخدرات. وقال سماحته أيها المروج للمخدرات أتق الله في نفسك واعلم أنك ممن يسعى في الأرض فسادا, واعلم أنك فاسد ومفسد تسعى في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين, أعلم أنك من حزب الشيطان وحزب الشيطان هم الخاسرون, أعلم أن كل ضحية من البشر إثمها عليك إياك أن تغتر بالأموال تحصلها من تصدير هذه المخدرات فإنها أموال سحت، أموال خبيثة وسخة أموال محرمة تطعم بها أهلك وتغذيهjم على السحت وكل جلد نبت من السحت فالنار أولى به، فاتق الله في نفسك وإياك أن تكون عونا للشيطان على الإفساد.