أعلنت وزارة التجارة الأسبوع الماضي أنها رفعت نظام التجارة الالكترونية للمقام السامي للموافقة عليه، ويمثل هذا النظام بداية حقيقية لممارسة التجارة الالكترونية من خلال تشريعات ولوائح واضحة ستساهم لاشك في رفع معدلات ممارسة تجارة التجزئة في السوق المحلي بشكل عال، مما يرفع ويعزز قاعدة ممارسة العمل الحر والعوائد الاقتصادية التي ستعود على اقتصاد المملكة بشكل عام. لا شك ان اعتماد هذا النظام سيمثل خطوة لبناء قاعدة حقيقية لتجارة انتظرناها طويلا وان كانت في الآونة الأخيرة بدا هذا النوع يظهر على السطح بشكل واضح، إلا أنه لم يصل إلى المستويات المعقولة التي تعكس حجم اقتصاد وتجارة المملكة لمثل هذا النوع من الممارسة، وبالتالي فان الخطوة القادمة المتوقعة من الوزارة هي وضع الآليات المحفزة والمشجعة على إبراز التجارة الالكترونية والإيجابيات التي يحصل عليها من يتجه نحو هذه التجارة. تشير الإحصائيات إلى أن السعوديين هم الأعلى في استخدام عدد مشاهدات اليوتيوب وكذلك من الأعلى استخداما لتويتر والفيسبوك، ومن أعلى الإحصائيات عالميا لاستخدام الشبكة العنكبوتية، وهذا مؤشر واضح ومحفز للعمل على تعزيز ممارسة التجارة الالكترونية لنرى احصائية جديدة تظهر أن السعوديين الأعلى استخداما للتجارة الالكترونية تكون أهم فوائدها فرص وظيفية عديدة للمواطنين وفوائد عديدة على التجار والوطن اضافة إلى سهولة عملية ممارسة التجارة. تجدر الإشارة هنا إلى أن متطلبات التجارة الالكترونية لا تقتصر فقط على إصدار النظام أو التشريعات المتعلقة بذلك، بل هناك متطلبات عدة تدعم هذا التوجه قد يكون أهمها هو البنية التحتية التقنية التي تساعد على أداء هذا العمل وسط بيئة معلوماتية آمنة وموثوقة، وكذلك اتاحة العمليات المالية بشكل تقني وأن يكون ذلك تحت شبكة ساما ومربوطة بالحسابات البنكية للمستفيدين بشكل مباشر، إضافة إلى الخدمات اللوجستية والتدريب والتوعية بهذه التجارة، لذا من المهم أن تقوم وزارة التجارة والصناعة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتحويل هذه التحديات إلى فرص وهي قادرة على ذلك بإذن الله. علينا أن نعمل على بناء رؤية أوسع وأشمل، وأن نستفيد من التجارة الالكترونية لتخطي الحدود الجغرافية وأن نبدأ باستقطاب العملاء من خارج الحدود وأن نخلق القيمة المضافة لاقتصاد الوطن، وهذه المهمة ليست مستحيلة في ظل توافر غالبية متطلبات نجاح هذه الرؤية، ومن خلال المراقبة للمشهد العام أرى أن الفرص واعدة في هذا القطاع بشكل كبير، ويبقى التحدي الوحيد وهو الإصرار والارادة فقط.