تعتبر ممارسة الرياضة -مع اختلاف أنواعها وطرق ممارستها- ترفيها عن النفس وهواية بالدرجة الأولى، وفي الميدان الرياضي مجال للمنافسة الشريفة بين اللاعبين. والحصول على أحد المراكز الثلاثة هو ما يصبو إليه أي مشارك، سواء أكانت اللعبة جماعية أم فردية، والمركز الأول هو طموح اللاعب وهدفة المرجو وإن لم يحالفه الحظ أو لا يتمتع بالمهارة الفنية اللازمة لنيل الميدالية الذهبية؛ فستظل الميدالية "الفضية" أو "البرونزية" إنجازا يحتفى به، خصوصاً كلما اتسع أفق وقوة ومكانة المنافسة محلياً أو عالمياً. والرياضة في الأساس: تهذيب للنفس وتطويع للذات على تقبل الفوز والخسارة، ويجب على جميع الرياضيين التحلي بروح المنافسة الشريفة وهي الغاية من المشاركة في البطولات الرياضية. ويظل التعارف وبناء الصداقات والعلاقات الحميمة مع اللاعبين والفرق المشاركة (الفوز) الأهم والمنشود من هذه اللقاءات. ومع هذا هناك بعض الاتحادات والمنظمات الرياضية من تعمل على تغيير الصورة الحقيقية لمفهوم الرياضة، باستحداث منافسات ونزالات وجهها الخارجي رياضي وفحواها مادي قذر بحت، واللاعب ما هو إلا أداة لتحقيق هذا الربح. ومنها ما يسمى ب (بطولة القتال النهائي UFC) - إن صحت الترجمة- وهي رياضة تعتمد على الركل بالأيدي والأرجل، وتقام على حلبة يطوقها سور شبكي، وقوانينها تسمح بالضرب والركل في أغلب أجزاء الجسم حتى في أخطرها وأكثرها حساسية. فهي لعبة تعتمد على إيذاء الخصم وكلما كان الضرب مبرحا؛ كسب اللاعب الضارب نقاطا أكثر للفوز. وماذا بعد..؟! لعبة تعتمد على الوحشية كأساس للفوز، كما أن ممارستها لها تأثير على سلوك الفرد، وتنمي روح العداء بين اللاعبين، بالإضافة إلى المشجعين على مقاعد المدرجات الذين يناصرون لاعبهم أو ممثلهم. كما أن هناك ضررا نفسيا على سلوك الأطفال والشباب المراهق في مجتمعنا المسالم والودود؛ بسبب هذه اللعبة، والتي للأسف! يتم نقل نزالاتها على أغلب القنوات الفضائية الخليجية والعربية، وللأسف للمرة الثانية! هناك دول خليجية وعربية تستضيف هذه اللقاءات على أراضيها، وتلقى تشجيعا وترحيبا من قبل رؤساء ومسؤولي الرياضة والشباب. إن مستقبل هذه الرياضة - لا تستحق أن تنعت برياضة - وما على شاكلتها ك (الكيك بوكسنج والملاكمة) يجب ألا ترى النور في مجتمعنا، ويجب أن تُلغى فعاليتها والأنشطة والقنوات التي تشجع وتدعم وتستضيف هذه اللقاءات نهائياً. وإلا، كيف يكون للاعب أن يهنأ ويفتخر بتعليق كؤوس ودروع وميداليات فوز وانتصار مزيف، حصل عليها بسبب إيذاء إنسان، كرّمه الله وحفظ دمه.