هل هنالك ضوء في نهاية النفق بالنسبة إلى شركة واجن؟ يبدو أن السوق تظن كذلك. مبدئيا، كان الأمر يبدو كما لو أن الأزمة واستدعاء 11 مليون مركبة قد يتسببان بإلحاق أضرار خطيرة طويلة الأجل بسمعة فولكس فاجن ومبيعاتها وتدفقها النقدي. كانت الأنباء الأخيرة أفضل قليلا. حيث إن الإصلاح الفني لمركبات الديزل المتضررة والبالغ عددها 8.5 مليون في أوروبا بسيط نسبيا ويمكن أن يكتمل في العام القادم. وقد ثبت أن الشكوك حول التباينات غير القانونية في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لا أساس لها. كما علِقت شركة فولكس فاجن بتخصيص مبلغ 6.7 مليار يورو (7.4 مليار دولار) لتغطية التكاليف المذكورة، والتي قد تكون قد ابتلعت حوالي نصف الدخل الصافي للعام الماضي. صحيح أن فولكس واجن لا تستطيع حساب كامل التكاليف المتصلة بالأزمة، خصوصا لأنها لا تعرف حجم الغرامات الأمريكية أو كم سيستخلص المحامون منها من خلال الدعاوى المدنية المختلفة القائمة. كونها أرغمت على شراء المركبات الأمريكية المتضررة مرة أخرى قد يكلفها ما مقداره مبلغ 9.4 مليار دولار، وفقا لبلومبيرج إنتيليجنس. لا يزال هنالك توترات مفهومة حول أثر الفضيحة على الإيرادات، حيث ان العلامة التجارية لشركة فولكس واجن تعاني الآن من هبوط بنسبة 25 بالمائة في مبيعات الولاياتالمتحدة الشهر الماضي. قال الرئيس التنفيذي ماثياس ميولر يوم الخميس إن طلبات الشركة ارتفعت بنسبة 3.5 بالمائة خلال الأشهر ال11 الأولى من العام، ولم تشهد أي سبب لتعديل التوقعات بأن مبيعات السيارات لعام 2015 قد تتطابق مع مبيعات العام الماضي. ارتفعت أسهم أفضلية عدم التصويت بنسبة 40 بالمائة منذ بداية أكتوبر. وهذا ضيق الخسارة في الرسملة السوقية منذ اندلاع الفضيحة إلى 12 مليار يورو. لوضع هذا في السياق، انخفضت الرسملة السوقية لشركة فولكس واجن بمقدار 40 مليار يورو عن الذروة التي وصلت إليها في مارس حتى سبتمبر، مباشرة قبل فضيحة سيارات الديزل، إلى حد كبير بسبب المخاوف إزاء التباطؤ في الصين. يعكس انتعاش أسعار الأسهم الأخير جزئيا تحسن التوقعات في الصين، وهي سوق ساهمت بنسبة 39 بالمائة من مبيعات سيارات فولكس واجن العام الماضي. على مستوى نطاق الصناعة، ارتفعت المبيعات الصينية للسيارات الجديدة بنسبة 18 بالمائة في نوفمبر بعد أن خفضت الحكومة الضرائب المفروضة على المبيعات. ما يحدث في الصين هو ربما أكثر أهمية بالنسبة لتوقعات شركة فولكس واجن طويلة الأجل مما هو للصعوبات التي تواجهها في الولاياتالمتحدة، التي استأثرت بنسبة 6 بالمائة فقط من مبيعات السيارات كلها العام الماضي. لذلك، هنالك حجة تقول إن تراجع الأسهم مبالغ فيه، حتى لو كان هنالك حساب لمخاطر عدم وضوح الرؤية بالنسبة للتكلفة النهائية للأزمة. تشير تقديرات بنك يو بي إس أن التكاليف المرتبطة بالفضيحة ستكون حوالي 34 مليار يورو ، لكنه يقول إن سعر السهم يتضمن حوالي 50 مليار يورو من التكاليف (استنادا إلى تقييم البنك القائم على جمع تكاليف الأجزاء المختلفة من التكاليف). هل أصبح المساهمون متهاونين؟ ارتفعت إلى الضعف مبالغ التأمين ضد الإعسار على سندات فولكس واجن لأجل خمس سنوات، مقارنة مع وضعها قبل الفضيحة. لكن شركة فولكس واجن لديها موارد يمكنها اللجوء إليها قبل أن يواجه مستثمرو السندات أية أضرار. كان لدى وحدة السيارات فيها 19.8 مليار يورو من النقدية وأشباه النقدية في نهاية سبتمبر، بالإضافة إلى 11.9 مليار يورو في الأوراق المالية القابلة للتسويق. بالإضافة إلى ذلك، تفاوضت بشأن تسهيلات تمويلية بمبلغ 20 مليار يورو مع المصارف. قال ميولر إن تلك المحادثات بشأن التمويل أظهرت أن سمعة فولكس واجن الطيبة مع المجتمع الاستثماري هي سليمة ولم تتأثر، كما أن نظرة سريعة على سندات الشركة تشير إلى أن أسواق السندات أصبحت أكثر استرخاء حيال الفضيحة. العائدات المستحقة على سندات الشركة لأجل سبع سنوات والتي من المقرر أن تستحق في عام 2020 لا تزال مرتفعة بنسبة 1.47 بالمائة، مقارنة مع انخفاض بنسبة 0.4 بالمائة في فبراير. مع ذلك، يعتبر هذا أضيق بكثير من نسبة 2.9 بالمائة التي وصلت إليها في سبتمبر عندما اندلعت الأزمة. وفي حين كان ينبغي على المسؤولين التنفيذيين في الشركة التخلي عن الطائرات النفاثة المملوكة للشركة من طراز إيرباص إيه 319، إلا أنهم لا يقبلون بالتخلي عن أي من العلامات التجارية ال12 للشركة، ومن بينها أودي ودوكاتي. وهذا دليل آخر على الثقة.