مرة أخرى تتم مقارنة فضيحة الانبعاثات من (فولكس واجن) بأزمة بريتش بتروليوم في خليج المكسيك لعام 2010، حين شاهد العالمُ بذهول الشركةَ وهي تحاول إيقاف النفط المندفع من بئر ماكوندو. بالنسبة لمساهمي فولكس واجن، السؤال المهم هو متى سوف تتمكن الشركة من إيقاف الجدول المتواصل من المطلوبات المترتبة عليها. قبل الاعتراف الأخير يوم الثلاثاء الماضي بأن هناك أخطاء في القراءات الخاصة بانبعاث ثاني أكسيد الكربون في 800 ألف سيارة - بما في ذلك، وللمرة الأولى، السيارات التي تعمل بالبنزين - هناك من يقول إن العقوبات التي تفرضها السوق على ثاني أكبر شركة في العالم لصناعة السيارات شديدة أكثر مما يجب. تراجعت الأسهم الممتازة بنسبة 37 بالمائة، منذ أن اتهم الجهازُ التنظيمي الأمريكي الشركةَ بالتلاعب في اختبارات الانبعاثات في سبتمبر. وهذا قضى على 23.5 مليار يورو (26 مليار دولار) من قيمتها السوقية. وتبلغ القيمة الكلية للشركة الآن فقط 1.1 مرة ضعف الوزن النسبي للأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء، بالنسبة للسنتين الماليتين 2015 و 2016، وفقا لبيانات من تجميع بلومبيرج. بالمقارنة، تبلغ قيمة BMW 7.3 مرة. مع ذلك، الاعتراف الذي صدر يوم الثلاثاء - إلى جانب مشاعر القلق من أن الفضيحة يمكن أن تمتد إلى قسم بورش - يبين أن التراجع في السعر مبرر تماما. صحيح أن الشركة تسبح في بحر من النقدية، الذي يساعدها على تسديد تكاليف الاسترداد والغرامات التنظيمية والقضايا التي ستقام ضدها. حتى نهاية سبتمبر كانت النقدية المتوفرة لدى الشركة هي 27.8 مليار يورو. لكن حتى هذه الأكوام من النقدية ستتعرض للضغط إذا واصلت التكاليف ارتفاعها. يوم الثلاثاء قالت الشركة إنها سوف تضيف مبلغ 2 مليار يورو إلى المبلغ المخصص سابقا (وهو 6.7 مليار يورو) الذي وضعته جانبا من أجل تمويل تكاليف الاسترداد الأولي لما مجموعه 11 مليون سيارة. وراء ذلك، فإن تقدير التكاليف القانونية والأضرار المحتملة للعلامة التجارية للشركة هي أقرب إلى كونها لعبة تخمين، حيث إن المحللين يقدرون إجمالي المطلوبات بأنه يتراوح من 13 مليار يورو إلى رقم لا يكاد يصدق، وهو 78 مليار يورو. (القيمة السوقية لشركة فولكس واجن هي 53 مليار يورو فقط). المشكلة الأخيرة التي أثيرت حول قرارات ثاني أكسيد الكربون تجعل الوضع حتى أكثر صعوبة من حيث تحديد تطورات الأحداث. حتى الآن تؤثر هذه المشكلة على 800 ألف سيارة، لكن هذا الرقم من الممكن أن يرتفع. فإذا علمنا أن فولكس واجن سوف تتكبد 2500 يورو مقابل إصلاح كل سيارة من السيارات المذكورة، في مقابل 609 يورو للسيارات التي تم فيها تركيب برنامج الغش في الانبعاثات، فإن أي زيادة كبيرة في الأرقام ستكون مكلفة. بالتالي، إذا أراد أي شخص أن يستفيد من هذه الأزمة ويعتبرها فرصة لشراء أسهم شركة عملاقة بأقل من قيمتها الحقيقية، ربما يجدر به أن ينتظر حتى يتم الكشف عن السلسلة الكاملة من المشاكل. أسهم شركة بريتش بتروليوم لم تصل إلى أدنى مستوى لها إلا أن بعد مرور سنة على حادثة انفجار البئر.