قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأربعاء إن هدف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع الممتد منذ أربع سنوات في سوريا هو التوصل إلى حل طويل الأجل لا يشمل بشار الأسد. وأضافت في كلمة قوبلت بتصفيق حاد من المشرعين الألمان في مجلس النواب (البوندستاج) "يتعلق الأمر بإنهاء الحرب في سوريا بدون الأسد... لا يمكن للأسد أبدا أن يكون جزءا من حل طويل الأجل". وأمس بدأ الجيش الألماني دعم الغارات الجوية التي تستهدف مواقع تنظيم داعش في سوريا. وقال متحدث باسم قيادة المهام الخارجية للجيش الألماني إن طائرة تزود بالوقود تابعة لسلاح الجو الألماني قامت ليلة الثلاثاء/الأربعاء بتزويد مقاتلتين تابعتين للتحالف الدولي ضد داعش بالوقود في الجو. وأضاف المتحدث إن طائرة الجيش الألماني من طراز إيرباص (إيه 310) حلقت لمدة خمس ساعات في الجو. يذكر أن البرلمان الألماني (بوندستاج) وافق على مشاركة الجيش الألماني في مهام لمكافحة داعش، وذلك في أعقاب الهجمات الإرهابية في باريس. ومن المنتظر أن تبدأ ست طائرات استطلاع ألمانية من طراز "تورنادو" في التجسس على داعش. كما تدعم سفينة حربية ألمانية حاملة الطائرات "شارل دي جول" التي تنطلق منها مقاتلات فرنسية لمكافحة داعش. تجدر الإشارة إلى أن هذه ثالث مهمة قتالية دفاعية في تاريخ الجيش الألماني منذ تأسيسه قبل 60 عاما، وذلك عقب مشاركته في حرب كوسوفو عام 1999 والمهمة القتالية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان، والتي انتهت عام .2014 ويشارك الجيش الألماني في مهمة مكافحة داعش بنحو 1200 جندي. ولم يدل المتحدث باسم قيادة المهام الخارجية للجيش الألماني ببيانات عن جنسية المقاتلتين اللتين تم تزويدهما بالوقود. ويشارك في الغارات الجوية على داعش في سوريا والعراق مقاتلات فرنسية وأمريكية وبريطانية وعربية. وترى الحكومة الألمانية أن مهمة مكافحة داعش تحظى بغطاء أممي عبر عدة قرارات من الأممالمتحدة وميثاق الأممالمتحدة. من جهة اخرى، اعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" ان آلاف الصور التي تم تسريبها عن معتقلين قضوا تحت التعذيب داخل السجون الحكومية في سوريا تشكل "أدلة دامغة" على ارتكاب جرائم ضد الانسانية، وفق ما أعلنت في تقرير نشرته الاربعاء. وأكدت المنظمة الحقوقية في تقرير بعنوان "لو تكلم الموتى: الوفيات الجماعية والتعذيب في المعتقلات السورية"، انها "وجدت أدلة على تفشي التعذيب والتجويع والضرب والأمراض في مراكز الاعتقال الحكومية السورية". ويستند التقرير الذي اصدرته المنظمة بعد تحقيق استمر تسعة اشهر، الى 28 ألف صورة لمتوفين في معتقلات حكومية، سربها مصور سابق في الشرطة العسكرية السورية يعرف باسم قيصر بعد فراره من سوريا في يوليو 2013. ونشرت صوره علنا للمرة الأولى في يناير 2014. وأفادت المنظمة في تقريرها المؤلف من تسعين صفحة ان تلك الصور "تظهر ما لا يقل عن 6786 معتقلا ماتوا إما في المعتقلات أو بعد نقلهم من المعتقلات إلى مستشفى عسكري"، بعد اعتقالهم جميعا في "خمسة فروع لأجهزة المخابرات في دمشق". ونقل التقرير عن نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المنظمة نديم حوري قوله "حققنا بدقة في عشرات الحالات والشهادات، وواثقون أن صور قيصر تقدم دليلا موثقا ودامغا على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في سوريا". وتمكن باحثو المنظمة من "التعرف على 27 شخصا ظهروا في الصور"، بينهم صبي يدعى احمد المسلماني كان في ال14 من عمره حين القي القبض عليه عند احدى نقاط التفتيش، بعد العثور على "اغنية مناوئة للاسد في هاتفه" عام 2012. وقال حوري "لا يساورنا الشك في أن من ظهروا في صور قيصر جُوعوا وضُربوا وعُذبوا بطريقة منهجية، وعلى نطاق جماعي"، موضحا ان "هذه الصور لا تمثل إلا شريحة ضئيلة ممن ماتوا في عهدة الحكومة السورية والآلاف غيرهم يعانون من المصير ذاته". واعتبرت المنظمة الحقوقية في تقريرها ان "ثمة مسؤولية خاصة على عاتق روسيا وإيران، الداعمين الأساسيين للحكومة السورية، للضغط على سوريا كي تمنح حق الوصول الفوري ودون عوائق لمراقبين دوليين (...) الى جميع مرافق الاحتجاز".