الفزعة .. أشبه بالمهدئات التي تخفف الألم , لكنها لا تشفي من المرض , وفي عالم كرة القدم قد تكسب مباراة من العيار بالحماس والمعنويات ومضاعفة الجهد ومؤازرة الجماهير , لكن لا يمكن أن تواصل النتائج الايجابية, إذا كانت ( الفزعة ) هي العنوان الأبرز لأي فريق دون مقومات وأدوات النجاح الواجب توفرها قبل الدخول في أي منافسة طويلة النفس أو قصيرة. والاتحاد يعمل بآلية الفزعة لا أكثر ولا أقل, بل إن السواد الأعظم من محبيه يدرك أن المنافسة على الألقاب في هذا الموسم شبه مستحيلة لعدم توافر أدوات النجاح تنظيميا وفنيا وعناصريا , رغم التفوق الجماهيري لهذا النادي العريق في حضور مباريات فريقهم العميد. ودون شك فإن عملية المد والجزر داخل أروقة الاتحاد الكيان من خلافات شرفية وإدارية وحتى إعلامية ساهمت في عدم التشخيص الصحيح لأوضاع قدم العميد التي بدت معاناتها واضحة قبل موسمين وأكثر , أيضا بسبب الانقسامات , والعناد والمكابرة بين الأطراف المتنازعة, حتى انتقلت تلك الخلافات داخل كل فئة كانت متحدة ومتوافقة في السابق, ما جعل الاتحاد أطرافا عديدة غطت على لعبة الشطرنج بين ( مطنوخي وعتريسي ) وهي بداية الشرارة التي عصفت بالفريق الكروي لنادي الاتحاد في الآونة الأخيرة. ما يمر به الاتحاد حاليا , يذكرنا بما عاناه النصر في السنوات العجاف , حتى أن ثلاثية أصفر نجد في شباك أصفر جدة , أعادت لنا الصورة المقلوبة , إبان قوة العميد وضعف العالمي , حيث كان الأخير لا حول ولا قوة له أمام طوفان نور ورفقائه, لكن المعادلة أصبحت بالمقلوب, وأصبح العميد حملا وديعا أمام فارس نجد في الآونة الأخيرة. الاتحاد لن يذهب بعيدا إذا استمرت خلافات رجاله داخل البيت الواحد بهذه الصورة التي تبدو فيها الإطاحة بالخصم من أهل الدار - ممن يختلفون في الرأي والتوجه - أقوى وأكثر حماسة من هزيمة الفرق خارج الدار، في منافسات كرة القدم. ما مر به النصر من مأساة السنوات العجاف بسبب الخلافات الشرفية, يجب أن يكون عبرة وعظة للاتحاديين ..!!