- باستثناء المواسم الثمانية الأخيرة ولسنوات طويلة امتدت لأكثر من أربعين عاما كان الديربي مثيرا ورائعا ومحفزا للمتابعة نتيجته أشبه بلغز من الصعب الجزم والتنبؤ بمن سيحتفل جماهير الزرق أم عشاق الأصفر؟. - دربي حقيقي التنافس فيه داخل الملعب لا خارجه الحظوظ متساوية والكفة متعادلة حتى وإن تدنى مستوى أي من طرفيه وغابت عنه الانتصارات وابتعد مؤقتاً عن المنصات فكثيراً ما كان الديربي فرصة للعودة ومصالحة الجماهير ولملمة الجراح. - بداية بجيل أبناء الجوهر والدنيني والسدحان ومبروك ومروان والغول والعمدة وغازي وسمير سلطان مروراً بحقبة الإمبراطور النعيمة والبيشي والمصيبيح والغانم وهذال وماجد ويوسف خميس وعبدربه ودرويش ولغاية زمن الجابر والدعيع والثنيان والتخيفي والتيماوي وشريدة والمطلق والجمعان كانت احتمالات الفوز والخسارة كما هو التعادل واردة. - ظروف الإصابات والإيقافات والغيابات لا تعني أن الانتصار يسير باتجاه الفريق الأكثر جاهزية والمواقف الصعبة والحرجة للأزرق أو الأصفر لا تعني التسليم بالنتيجة بقدر ما تكون محفزة، فكثيراً ما ردد الهلاليون أن النقص وغياب كم هائل من العناصر الدولية يولد قوة وبالمقابل كانت مقولة النصراويين ان النصر بمن حضر تعزز الثقة وتزيل المخاوف والقلق. - بالمواسم الثمانية الأخيرة فقد الديربي إثارته وغابت الندية وأصبح من طرف واحد سيطر الهلال على غالبية لقاءاته بجاره النصر وتفنن نجومه بإذاقة الغريم التقليدي مرارة الخسارة حتى أصيب المتابع بالملل وأصيب الديربي بالرتابة ليتحول من دربي حقيقي إلى وهمي لا يرقى لتطلعات وامال الجماهير، ولا يوازي مردوده الفني ما يحاط به من هالة إعلامية وتصريحات ومتابعة وترقب. - مطلع موسم 1425 انقلبت موازين الديربي ومالت الكفة للأزرق وغاب الأصفر وأصبح حضوره لتأدية الواجب لا أقل ولا أكثر. - ثمانية وعشرون لقاء لعبت بالمواسم الثمانية الأخيرة خمسة عشر بالدوري وأربعة بكأس ولي العهد ومثلها بكأس الملك للأبطال وخمسة بكأس الأمير فيصل حفلت بثمانية وستين هدفا نصيب الأزرق منها 46 وللأصفر 22 فاز الهلال بستة عشر والنصر بثلاثة والتعادل حسم تسع مباريات. - أرقام تعطي دلالة واضحة وتعزز القناعة بأن الديربي أصبح محطة يتزود منها الهلال بالدوري بالنقاط أو بوابة عبور سهلة يمر منها الزعيم بأمان وبأقل جهد لمراحل متقدمة بمسابقات خروج الخاسر ولمنصات التتويج. - باللقاء الأخير تكرر السيناريو قبل المواجهة هدوء بالزعيم نابع من ثقة وواقعية بالتعامل مع ما يسبق المواجهة يقابله بالنصر حالة استنفار وحماس وكأن الفريق مقبل على لقاء حسم وتحديد مصير. - مع صافرة البداية يفرض الواقع نفسه بالهلال فروق فردية وإمكانات عناصرية وكفاءة فنية وإعداد نفسي والتفاف شرفي يثمر عن فوز مستحق بثلاثية كانت قابله للزيادة. وبالجانب الأصفر عشوائية وانفعال وارتباك يدفع ثمنه الفريق خسارة يتجرع مرارتها جماهير ملت الصبر لحد اليأس. - سيظل الديربي على حاله إذا ما استمر العمل بالهلال على نفس النهج التطلع للمستقبل والرغبة بالتطور ومنح الفرصة للوجوه الشابة ودعم الفريق بأفضل العناصر محلية وأجنبية وعدم التوقف أمام محطات التعثر، وإن لم يحدد النصراويون أهدافهم ويتعاملوا بواقعية مع حاضرهم لا مع ماضيهم والقناعة بعدم الاعتماد على رجيع الأندية وإهدار المال والوقت على عناصر منتهية الصلاحية والمكابرة والعناد وعدم وضوح الرؤية.