نجح الأطباء في زراعة شعر الرأس، ونحن لم ننجح في زراعة أرضية الملاعب الرياضية، فما زالت تعاني من الصلع وكأنها مصابة بداء الثعلبة!! فهل تعرضت لعامل نفسي جراء الإهمال؟! بعض المتعصبين لم يجد مقعدا في مدرجات فريقه، فاتخذ مقعدا في وسائل الإعلام يصفق له عدد من الحالمين والواهمين، ويتظاهر بنبذ التعصب، ولسان حاله يقول ما قاله برنارد شو حين قال: من قال إنني لا أستطيع ترك التدخين، لقد تركته أكثر من ألف مرة!! الإعلاميون يتهمون الحكام بالظلم، والحكام يتهمون الإعلاميين بالتعصب أيضاً، فالأول والأخير مثل الذي يلوم البلديات على تقصيرها وهو يلقي بالنفايات من نافذة سيارته إلى وسط الشارع!! بعض كتابات أصحاب الميول والتعصب الرياضي تشعرك بأن هناك تباريا بينهم، ولماذا هذا التنافس المجاني العلني على سقوط الروح الرياضية؟! وكأن هناك جائزة نوبل للتعصب!! جالت بخاطري هذه الحكمة الشعبية: (شابت لحاؤهم والعقل ما جاءهم)!! لو كنت أحد رجال اتحاد القدم الآسيوي لقدمت اقتراحا يتضمن الاستعانة بحكام الحواري أو حكام دوري المدارس لإدارة مباريات دوري آسيا، الذي لم يرق مستوى الحكم الآسيوي إلى مستوى البطولة القارية!! تراجع يتبعه آخر عن الروح الرياضية تسجله بعض الأقلام الرياضية في الطعن حد الكذب في حق لاعبي الأندية الأخرى، وآراء جوفاء ليس لها مبرر سوى أن يجعلوا من (الحبة قبة)، فإذا قرأت لأحد هؤلاء فكذبه وأنت مطمئن، وكلك نظر! معنى الانضباط الاحترافي هو ضبط العمل في سبيل تحقيق النجاح، وهو آلية تشمل إدارة ولاعبين. ولكن الذي يعمل به في بعض الأندية هو أن تريد الإدارة من اللاعب الانضباط ولا تطبقه على نفسها، وفي مثل هذه الحالة تتحول من آلية انضباط احترافي إلى آلية انضباط «انحرافي»!! يذكرنا اللاعب المخضرم حسين عبدالغني بالمقولة التي أطلقت على الشاعر أبي الطيب المتنبي عندما قالوا عنه: «مالئ الدنيا وشاغل الناس» قالوا أن النجم حسين عبدالغني يقلد اللاعب بيرلو، وإن لعب بحماس قالوا عنه: عصبي، وحين لعب بهدوء أمام الأهلي قالوا عنه: لا يرغب في أن النصر يفوز على الأهلي!! وبات النجم حسين عبدالغني «مالئ الملاعب وشاغلهم»، ولكن ماذا يريدون هؤلاء من هذا الرجل؟! عجبت لبعض الإعلام المنحاز لبعض الأندية، ذلك الذي يصور ناديه إذا فاز كأنه يقهر ولا يُقهر، ويكسر ولا يُكسر، وإذا انهزم «سكتم بكتم!!». إلى من يهمه أمر التحكيم، الناس كانت تهمس همسا عن أخطاء التحكيم، ثم بدأت تتكلم على استحياء عن سوء التحكيم، وبعد أن زادت الأخطاء وبلغ السيل الزبى، باتت تجهر وتصرخ صراخا بصوت عالٍ، فإلى أين المسير؟!