ابن من أبناء مكة، لم ينح كما ينوح البقية جراء بعض المضايقات. كان في كل يوم يحمل أمتعته ومعشوقته كرة القدم الى شواطىء جدة في نادي الاتحاد العريق، يهاجر من مدينته كل يوم ليعود اليها وقد أنهكته كرة القدم وبعد المسافة، شق طريق النجومية في الزمن الصعب. عبر العصور والازمان تطورت وسائل النقل من الخيول الى السيارات الى السفن الى الطائرات الى القوة العاشرة «محمد نور». الذي انتقل بالاتحاد من الاخفاقات الى اكبر الانجازات، لتعرف حقيقة هذا اللاعب انظر الى تاريخ الاتحاد قبله وبعده. صنع انقلابا وغير به تاريخ العميد، دائما متطلع لما في المنصات، علاقته بناديه تنبع من شعور عاشق وليس شعورا ماديا . كان شخصا صلبا ليستطيع بهذه الشخصية توجيه الاحداث لمصلحته وناديه ايضاً. هناك من يحلم بالانجازات منذ سنوات في ذلك الحين، هو قد انتهى من تحقيقها. فليتغنى به المحبون فهو يعيش في كوكب الاتحاد لانه ظل طوال تاريخه الرياضي مخلصا لمحبيه ساعيا للارتقاء بناديه. ابتعد عن مستواه وذهب ناديه الى متاهات الهزائم، خرج من ناديه مجبرا على ذلك وكأن قنبلة انفجرت في النادي. خرج من ناديه الاتحاد ليغفو قليلاً! لم يكن باليد حيلة، فوجد في النصر عصرا جديدا من البطولات. أراد العودة لرد الاعتبار، أعاتبه الآن: لماذا عدت يا نور؟! الركض خلف كرة القدم اخذت منه الوقت الكثير على حساب نفسه ومن حوله، كانت كفيلة لتضيع منه لحظات السعادة. اكثر ما يرهق الاتحاديين ماذا سيحل بالعميد بعده ! الاتحاد يحتاج الى «نور» جديد كي يستطيع العودة للبطولات.. ولكنني اعتقد ان هذا مستحيل! هل بعد الذهب شيء آخر؟ وهل بعد نور اتحاد آخر؟ ستستمر عثرات الاتحاد بعدك يا نور حتى يصبح العميد من التراث. قد يكون الاعتزال قائلا.. ولكنه افضل من ان يراك من لا يعرفك حقا تخسر في الملاعب.. أخاف عليك أن يجرحك طفل بكلمة لا استطيع ان اقنعه بالماضي، لانه ما مضى من «نور» لم يعد يشفع الان! ما اقبح اولئك المتعصبين الذين يدافعون عن الوان انديتهم ويسيئون للالوان التي لا تعجبهم! لو كنا نعلم الخفايا لخرست السنتنا.. فاتقوا الله عباد الله.. هي مجرد كرة قدم تسعين دقيقة نشجع فيها من نريد وبعدها نعود للحياة الطبيعية. قل لي من بقي من جيل الطيبين! أقل لك هما المحمدان «نور و الشلهوب» .