يتوقع خبراء الطقس أن تشهد المنطقة الشرقية، انحساراً نسبياً للكتلة السيبيرية الباردة، إن شاء الله، حيث تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع الطفيف يومي الخميس والجمعة، ثم تبلغ مستوى الدفء تدريجياً، الأسبوع المقبل، بسبب زيادة الرطوبة. ويسبق ذلك الفترة التي تمثل عمق فصل الشتاء معتاداً في نهايات ديسمبر، الذي يتزامن مع منزلة (القلب)، وفقا للحسابات الفلكية لموسم المربعانية، وفيها هبوب الرياح الشمالية الباردة، وأكبر انخفاض تبلغه درجات الحرارة خلال العام، وهي ثاني منزلة بمربعانية الشتاء، ونجمها يقع بين منزلة الإكليل غربا، والشولة في الجنوب الشرقي، ضمن مجموعة العقرب جنوب خط الاستواء السماوي، وتنزلها الشمس ظاهريا مدة 13 يوما، بداية من يوم 20 ديسمبر لنهاية اليوم الأول من يناير. و(القلب) نجم أحمر من القدر الأول، وهذه التسمية لموقعه في قلب نجوم العقرب، متميزا بينها بحجمه الكبير الذي يكبر قطر الشمس بنحو 430 مرة، ويبعد عن الأرض مسافة 250 سنة ضوئية، الذي يوضح استحالة تأثيره على مناخ الأرض، فيما يؤخذ منذ القديم في العلامات النجمية على توقيت زمني، يتكرر بظهوره السنوي اشتداد البرد مع الاختلاف بين عام وآخر بحسب المواقع الجغرافية. في حين بدت البوادر في موعده القادم، بإذن الله، محتملا بعودة انخفاض درجات الحرارة مجددا إلى الصفر المئوي. وفي هذا السياق، يوضح الباحث الفلكي سلمان آل رمضان، أن البرودة تشتد بالمنطقة الشرقية مع دخول طالع القلب، وعدد أيامه 13 يوماً، بدءا من 20 ديسمبر، ويسمى نجم القلب ب (الأحيمر)، وفيه أطول ليلة في العام وأقصر نهار على مدار 12 شهرا، وفيه يبدأ النهار في الزيادة فيأخذ من حصة الليل، وهو من النجوم اليمانية. وهذه المنزلة تمثل موعدا لهبوب الرياح الباردة وظهور الضباب والغيوم، في حين يكون دخول الشتاء ( فلكيا ) في التوقيت المعروف بالانقلاب الشتوي، الذي يمثل ذروة فصل الشتاء في 22 ديسمبر، بانعكاس وضع الشمس على كوكب الأرض، فتكون مائلة بشدة على نصف الكرة الشمالي، وشبه عمودية على الجنوبي خلال دورتها الظاهرية في مدارها، وتكون في ذلك اليوم في أدني ارتفاع سنوي في أي منطقة وقت الزوال (أذان الظهر). أما بداية الشتاء ففيه تكون الشمس في برج القوس وليس برج الجدي كما هو الحال قبل نحو 2000 سنة، ثم تبلغ أدنى اقتراب لها في يناير المقبل، بمشيئة الله ، ولا علاقة بين اقتراب وابتعاد للأرض عن الشمس في البرد والحر، وإنما يعود ذلك لاتجاه الأشعة للأرض ومستوى ميلها بين الفصول، وتبلغ الحرارة الصغرى بين 08 و 10 درجات، والكبرى 20 درجة مئوية في المتوسط العام خلال منزلة القلب، وبطبيعة الحال يوجد اختلاف بين المواقع ومن عام إلى آخر. من جهتهم، يتوقع متابعون للأحوال الجوية تراجع حدة البرودة في مناطق المملكة اليوم بارتفاع نسبي على درجات الحرارة، وتكون صافية ومستقرة حتى مطلع الأسبوع المقبل، بإذن الله، وتظهر السحب العالية والمتوسطة في الشمال والجنوب الغربي، وتكون الرياح متقلبة الاتجاهات خفيفة إلى معتدلة السرعة معظم الأحيان. وينحسر تأثير الكتلة الهوائية الباردة نتيجة وقوع المنطقة بمقدمة منخفض جوي جديد شرق البحر المتوسط، في حين تستمر الأجواء باردة في المناطق الشمالية من المملكة وخاصة الجوف ومنطقة الحدود الشمالية وتبوك، مع إشارة إلى أن موجات البرودة الحالية كانت سابقة لموعدها في المستوى الذي بلغته في شرق وشمال ووسط المملكة من حيث تدني درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة في بداية فصل الشتاء. والأخذ بهذا المؤشر في توقع معاودة البرودة قوية خلال الفترة بأواخر ديسمبر وبداية الشهر المقبل، ويبقى الطقس مستقرا بشكل عام عدا جنوب غرب المملكة التي تتأثر بتواجد السحب الرعدية المترافقة مع احتمالات تساقط زخات الأمطار- بمشيئة الله.