حين يتفشى الفساد في بعض مفاصل المجتمع بصورة واضحة، وحين نرى المفسدين يسرحون ويمرحون دون خوف من الله أولاً ثم من الجهات المسؤولة عن المراقبة والمحاسبة ثانيا. هنا لا بد من وقفة ومراجعة.. إن مقومات الحياة الكريمة للناس متوافرة، إلا أن بعض ضعاف النفوس أفسدوا على الناس حياتهم، اذ يجعلون الناس لا ينعمون بخيرات الوطن بسبب سطوهم على مصالح العباد والبلاد.. ان من يوطن نفسه على الفساد دون مراعاة لضمير او احساس بعدم المسئولية او الشعور بأنه امن العقاب واهم.. فمن خانوا الأمانة التي اؤتمنوا عليها، وجعلوا مصالحهم فوق المصلحة العامة لضعف الوازع الديني، والانصياع لشهوات النفس الأمارة بالسوء او سلكوا مسالك وفق مقولة إن الغاية تبرر الوسيلة. وكذلك التكسب من وراء الوظيفة العامة، واستغلال الممتلكات العامة للدولة، وإقحام الواسطة للحصول على حقوق الآخرين ظلما وعدوانا، وإساءة استخدام السلطة الرسمية، واستغلال النفوذ، والاستيلاء على المال العام، وابتزاز أصحاب الحاجة، وعدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، والتهاون في تطبيق الانظمة والتشريعات أو تطبيقها على البعض دون الآخر، لا بد انه سيخضع للعقاب اذا لم يكن في الدنيا ففي الآخرة وعليه ان يدرك ذلك ويدرك انه لا بد من أنه سيقع ذات يوم تحت يد عدالة الدولة او عدالة الخالق مهما كان ضعف بعض مؤسسات المجتمع المدني، وضعف تطبيق الانظمة، وعدم الشفافية في إيضاح حقوق الافراد وواجباتهم. لابد من وقفة صارمة من الدولة للضرب بيد من حديد لكل مستهتر بالوطن ومكتسباته، فَلَو حوسب من أخذ الرشوة، أو من استغل موقعه الوظيفي لإعطاء من لا يستحق ومنع من يستحق حقه الثابت له، او من اعتمد استلام أي مشروع غير مطابق للمواصفات، لأمكن محاربة الفساد، فالتشهير بشرذمة متمردة، سوف يردع من تسول له نفسه الإساءة الى الوطن والمواطن، لتبقى بلادنا كما تخطط لها الدولة، بأن ترتقي الى مصاف الدول المتقدمة، خصوصاً انها تمتلك جميع المؤهلات اللازمة لذلك.