لم تكن المهمة التي كلّفت بها أنا وإخواني أعضاء مجلس إدارة الجمعية في دورته الخامسة في 20/6/1436ه بالسهلة ولا اليسيرة، وذلك بسبب الأهمية الكبيرة للجمعية، والمكانة العظيمة التي تبوأتها، وكثرة المستفيدين من خدماتها. لذا كان لزاماً على المجلس الجديد - وهو الذي تُمثّل فيه خمس جامعات - أن يواصل المسيرة معتمداً على الله تعالى متوكلاً عليه، مستعيناً - بعد ذلك - بالأساليب العلمية والإدارية الحديثة؛ من وضع الخطط الاستراتيجية، وتشكيل اللجان الفرعية والفنية، إضافة إلى أنَّ المجلس الجديد يضم عدداً من الخبرات العلمية والإدارية والإعلامية، وعلى رأسهم نائب رئيس مجلس الإدارة فضيلة الأستاذ الدكتور عيسى الدريبي، وفضيلة الدكتور عبدالله السبتي أمين عام الجمعية، وفضيلة الدكتور عبدالعزيز اليحيى الأمين المالي للجمعية، وفضيلة الدكتور حسين الحربي رئيس اللجنة العلمية، وفضيلة الدكتور عبدالعزيز الضامر رئيس اللجنة الإعلامية، وفضيلة الدكتور أحمد الحريصي رئيس لجنة التدريب، وفضيلة الدكتور عبدالعزيز المزيني وفضيلة الدكتور راشد الثنيان. ويضاف إلى تلك الجهود والخبرات جهود (20) فرعاً من فروع الجمعية - منها خمسة فروع نسائية - تم تشكيل مجالس لإدارتها والإشراف عليها، حيث بلغ عدد أعضاء تلك المجالس أكثر من 100 يشتركون جميعاً في حمل رسالة الجمعية وتحقيق أهدافها. لقد حرص مجلس إدارة الجمعية في هذه الدورة على الإفادة من كل الطاقات والخبرات والإمكانات التي يمتلكها المتخصصون في الدراسات القرآنية والمؤسسات التي ينتمون إليها، ولذلك فإنَّ الكليات والأقسام المتخصصة في القرآن وعلومه والكراسي والمراكز البحثية في مجال القرآن الكريم وعلومه كلها ممثلة في مجالس الجمعية ولجانها وفروعها، كما أنَّ الجمعية ترتبط مع أغلب تلك الجهات باتفاقيات تعاون وتفاهم. وكان من نتيجة ذلك أن تضمنت الخطة الاستراتيجية للجمعية للسنوات الثلاث القادمة عدداً من الأهداف النوعية والمشاريع الطموحة والبرامج المتميزة والأفكار الإبداعية؛ مستهدفة تطوير البرامج العلمية التي تقدمها للمستفيدين، متطلعة إلى زيادة الحضور الإعلامي الإيجابي، مؤملة تحقيق الجودة في أداء الجمعية وفروعها، مستمرة في تفعيل الشراكات الإيجابية وزيادتها. ومن أبرز مشاريع الجمعية في هذه الدورة (تطوير تدريس مقررات الدراسات القرآنية في مدارس التعليم العام)، ومنها كذلك (استثمار أبحاث الدراسات العليا في القرآن وعلومه في خدمة المجتمع وحل مشكلاته)، ومنها كذلك (تعزيز مكانة المرأة الباحثة في الدراسات القرآنية وتطوير إمكانتها)، ومنها أيضا (التربية بالقرآن الكريم في المحاضن التربوية). كما ستقيم الجمعية عدداً من الدورات التدريبية الإعلامية لمنسوبيها الذين يشاركون في البرامج الإعلامية التلفزيونية والفضائية). إضافة إلى برامج الجمعية المعتادة من لقاءات وندوات ومؤتمرات وإصدارات وغيرها من البرامج. ولا شك أنَّ تلك البرامج الطموحة والأفكار المتألقة تحتاج إلى عزائم وهمم لتنفيذها والقيام بها، وقبل ذلك توفيق الله وعونه وتسديده. أسأل الله «عز وجل» أن يخلص النيات ويوفق العاملين في هذه الأعمال المباركة لكل خير وصلاح.