الإخلاص صفة جميلة نقية وشفافة فبمجرد قولنا إنسان مخلص ينتابنا شعور سحري خلاب أن هذا الإنسان مَثل الإنسانية من جانب مهم جداً الذي أصبح نادراً في هذا الوقت من يتحلى به، بل أصبح من الصعب على الناس أن يكونوا مخلصين للأسف لأن الكل يبحث عن مصلحته الشخصية وإن أدى ذلك لفقدان معيار الإخلاص والصدق في حياته الدينية أو الدنيوية من عمل وعلاقات في شتى المجالات مع الناس، وديننا الإسلامي الحنيف يعتبر الإخلاص والمصداقية في حياتنا كمسلمين أمرا أساسيا ومهما ولابد منه سواءً في عباداتنا لله بإخلاص النية أو مع الناس كما ذكرت آنفاً. من أروع الأمثلة على الإخلاص في العمل قصة حارس المدرسة عبدالله المهنا التي تداولتها وسائل الإعلام مؤخراَ فهو ضرب مثلاً جميلاً في إخلاص المواطن والموظف بدون مقابل فقد كان يؤدي دور الأب لفتيات المدرسة التي كان يعمل بها فقد كان يحرص على إيصال الفتيات إلى سيارات ولاة أمورهن ويهتم بهن ويحبهن كثيراً كوالدٍ حانٍ لا كحارس مدرسة يؤدي العمل وانتهى الأمر، فحتى هؤلاء الصغيرات يُكنِنَ له مشاعر الحب والاحترام وهذا أمر طبيعي لرجل مخلص مثله فهو حقاً يعتبر نموذجاً مشرفاً لا في نطاق عمله فحسب بل في جميع النطاقات، فهو يذكرنا أنه مهما كان عملنا بسيطا أو صعبا فلا بد من الإخلاص فيه, ولذلك لو تخيلنا أن كل فرد سيتعهد على نفسه وأمام ربه ومن ثم للناس أنه سيبذل قصارى جهده بإخلاص العمل لله ومن ثم للناس ماذا نتوقع لمجتمعنا أن يصبح؟ حتماً أمر استثنائي لا يكفيه الكلام وسأترك لكم الإجابة. وقفة: وإن ضاق بي الأمر ذرعاً من جهدٍ يضنيني فمعذرةً فإخلاصي لا شيء يثنيه