بيان وزارة الداخلية السعودية أمس بشأن تصنيف كيانات وأشخاص تابعين لمنظمة حزب الله المسمى لبنانياً، في قائمة مكافحة الإرهاب، هو بيان التصنيف رسمياً، إذ الحزب عملياً وسلوكاً هو منظمة إرهابية، مارس كل فنون الإرهاب، مثل «داعش»، وأداة إيرانية تسعى إلى تدمير الوطن العربي وتخريب المجتمعات العربية وتسميم أفكار الشباب العربي وتلويثها بالطائفية واستفزاز الطائفيين، تحت شعار قناع «المقاومة» الزائف. وكان يفترض أن يصنف الحزب مبكراً وفي كل دول الخليج على أنه منظمة تخريبية، خاصة أن الحزب سبق أن نفذ عمليات تخريب في الكويت. ويمد اذرعته ونشاطاته التدميرية إلى كل دول الخليج والعراقولبنان واليمن وسوريا التي يعيث فيها فساداً ويدير مجموعات إرهابية متعددة الجنسيات ويشن حرباً إرهابية في بلاد الشام، لحساب إيران. ولا يختلف حزب الله عن المنظمات الإرهابية الأخرى، فهو يمثل «داعش» الشيعية، وينفذ كل أدبياتها بأسلوبه الخاص الناعم، ولكن النتيجة واحدة، دعك من هياط حسن نصرالله، أمين الحزب، وماكينته الإعلامية، فالحزب ينتج الأيديولوجيا الطائفية، ويقتل على الهوية، ويخترق حدود الدول، وينفذ عمليات إرهابية في الدول العربية. بل إن «داعش» نمت وترعرت وكبرت على أساس رد فعل لطائفية الحزب وارتكاباته التخريبية. والحزب يتبادل المنافع مع «داعش» فلو لم تكن داعش وسلوكياتها، لما كبر وأعلن عدوانيته، ولو اختفى حزب الله لاختفت داعش أيضاً، حتى أصبح كل منهما يعلم أن وجوده مرتبط بوجود الآخر. والغريب أن الاثنين اتفقا على معاداة الخليج والوطن العربي والاثنان يخدمان مخططات إيران كل على طريقته. والحزب يرفع شعارا شيعيا، ولكن في الحقيقة وفي جوهره ليس شيعياً، ولا إسلامياً، هو حزب تابع للدولة الإيرانية حيثما تتوجه الأصابع الإيرانية يطلق مدافعه. ويعادي الحزب علماء شيعة لا يبزهم نصرالله، وفاء للمذهب، لكنهم يرفضون الخضوع للنفوذ الإيراني، فاعتبرهم حزب الله مخربين وعاصين، وأخرجهم من جنته وجردهم من شيعيتهم ونبذهم وسلط آلته الإعلامية لمهاجمتهم. ويقرب الحزب ما يسميهم شيوخاً سنة، ليس لأنهم يبدون بهيئات إسلامية، ولكن لأنهم تابعون للخط الإيراني. ويعادي أمريكا بكل قوة وحزم ويعتبرها كياناً تخريبياً، لكن الآلة الإعلامية للحزب مجدت الاتفاق الإيراني الأمريكي. وكان الحزب اعمى وأصم حينما أزيلت شعارات «الموت لأمريكا» من شوارع طهران، وهو الذي ربى أتباعه ومواليه على أن الاقتراب بأي شكل من أمريكا أو الاتفاق معها أو التنسيق معها، كفر وزندقة وخيانة، وكان أصم أيضاً عن التنسيق الإيراني الأمريكي في العراق، ولم يعترض على الاتصالات الأمريكيةالإيرانية، وهو ليل نهار يشن حملات على آخرين يعقدون اتفاقيات مع أمريكا. حزب الله هو آلة عسكرية ايرانية مصممة للتدخل والتخريب في الوطن العربي والتبشير بالهيمنة الإيرانية، وليس معنياً بأي قيم إنسانية أو تنموية لا في لبنان ولا في الوطن العربي ولا في العالم، بل إن حسن نصرالله الذي يتحكم بوزراء ونواب في لبنان أعلن صراحة أنه «جندي في نظام ولاية الفقيه»، وسبق أن أعلن أن هدف الحزب هو تأسيس جمهورية في لبنان تابعة لإيران، ويحكم لبنان بقوة سلاح إيران، وهو الذي يقرر الحرب والسلام على الأراضي اللبنانية دون الرجوع إلى الحكومة أو مجلس النواب. وليس اكثر من ذلك تخريباً، وليس اكثر من ذلك عمالة لدولة أجنبية من منظور الولاء الوطني. وفي الواقع فإنه يتعين على الدول العربية أن تصدر قرارات حازمة تمنع الحزب من التحدث بالشئون اللبنانية والعربية لأنه حزب إيراني ولاء وتصميماً وهندسة وتمويلاً وتسليحاً ونفساً وروحاً. وتر من دجلة لشاهقات الأطلس.. المتاجرون بالدم والمفجرون يفاخرون.. بضاعتهم الطائفية، وكره الإنسان، وتحريف كلام الله يزرعون الأشواك والشقاق والآلام في الحقول الخضر وفي ضفاف الأنهار والواحات الدافئة وتلوث انفاسهم سماوات الصفاء.