إنشاء منجم وتشغيله على سطح القمر أو كويكب هو أقل تكلفة من بناء أكبر محطات الغاز على الأرض، وفقا لبحث قدم إلى منتدى يضم التنفيذيين في الشركات وعلماء وكالة ناسا. قد تكلف بعثة إلى سيريس، كوكب صغير على بعد 414 مليون كيلو متر من الشمس وتبلغ مساحته حوالي 700 ألف كيلو متر مربع، نحو 27 مليار دولار. تشمل النفقات إطلاق 10 صواريخ لنقل المعدات، واستخراج المعادن والمياه، وبناء منشأة في المدار لمعالجة المواد الخام. تحديد التكاليف يأتي من طلاب الدراسات العليا في كلية الأعمال في جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا، التي تتعاون أيضا مع ناسا حول اقتصاديات تعدين الفضاء. وعلى سبيل المقارنة، تطوير أكبر مورد في استراليا - مصنع جورجون للغاز الطبيعي المسال، التابع لشركة شيفرون - من المتوقع أن تبلغ تكاليفه حوالي 54 مليار دولار. ومع ذلك، إقناع المستثمرين بشراء حصة في الرؤية العظيمة التي تقول إن البشرية لديها مستقبل في النجوم، هو أمر ليس من السهل الوصول إليه. وقال رينيه فراديه، نائب مدير مديرية الهندسة والعلوم في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في باسادينا، كاليفورنيا، وأحد المتحدثين في منتدى التعدين خارج الأرض في سيدني: "ينبغي علينا ألا نبالغ في توقعاتنا. المستثمرون موجودون، لكنهم بحاجة إلى معرفة طبيعة المخاطر والعائد على الاستثمار". الاستعمار النهائي بشكل حاسم، لم يعد أنصار الفكرة يعتزمون إرسال المعادن إلى الارض لتجديد الموارد المحدودة. تعتبر تكاليف الرحلة ذهابا وإيابا غير اقتصادية، والتركيز بدلا من ذلك ينصب على توفير المواد اللازمة للصناعات التي تعمل في الفضاء، من أجل تشغيل الاستكشاف والاستعمار في نهاية المطاف لكوكب المريخ وما بعده. التعدين على سطح القمر سوف يكون تجارة رابحة نسبيا، حيث إن النفقات الرأسمالية تصل إلى نحو 9 مليارات دولار، وفقا للبحث. الاستيلاء على أجزاء من الكويكبات القريبة من الأرض، وهو هدف لشركات تقوم منذ الآن بتطوير برامج لبدء التعدين في الفضاء، قد يكلف فقط 492 مليون دولار. يصر مؤيدو البرنامج على أن تعدين الفضاء سوف يتطور في نهاية المطاف إلى صناعة تبلغ قيمتها تريليون دولار لتوريد المعادن والمياه لأماكن الإقامة ووقود للصواريخ في سوق كانت مدفوعة بالبداية من برامج استكشاف الفضاء، وشركات تشغيل الأقمار الصناعية. اقتصاد الفضاء وقال جوليان مالنك، عضو مجلس إدارة موفيت فيلد، شركة "صناعات أعماق الفضاء" ومقرها كاليفورنيا، التي تخطط لاستخراج المعادن من الكويكبات وإجراء عمليات التجهيز والتصنيع في الفضاء: "حتى لو وجدت الذهب هناك، أُفَضِّل أن أتركه هناك". وقال: "هناك اقتصاد حقيقي في الفضاء سيتم بناؤه، والمواد موجودة هناك لبنائه". وقال فراديه إنه يجري إنشاء الدليل على أن تكنولوجيا استخراج المعادن في الفضاء هي أمر ممكن من خلال البرامج بما في ذلك مهمة إعادة توجيه الكويكبات في ناسا. وقال إن الخطوة الرئيسية هي بناء حجة تجارية موثوق بها يمكنها إقناع المتشككين في صناعة التعدين. وقال جيف كولتون، وهو محاضر أول في كلية UNSW للمحاسبة، الذي قام طلابه بإجراء العمليات الحسابية لتعدين الفضاء والذي تحدث أيضا في منتدى تستضيفه الجامعة: "إنه ليس مشروعا يدر الربح بعد". وأضاف: "هناك احتمال كبير بأنه سيكون مشروعا جيدا مدرا للربح خلال 20 إلى 30 إلى 50 عاما في المستقبل". أصحاب المليارات في جوجل حسابات التكاليف الأخرى هي أقل من ذلك. كل بعثة للتنقيب في أحد الكويكبات قد تكلف فقط بين حوالي 50 مليون دولار و100 مليون دولار، بحسب ما تقوله بلانيتري ريسورسيز، وهي مشروع لتعدين الكويكبات مدعوم من أصحاب المليارات في جوجل، لاري بيج وإريك شميدت. وقد عقدت بلانيتري ريسورسيز المحادثات بشأن خططها مع كبار المسؤولين التنفيذيين ورؤساء أقسام الاستكشاف في شركات التعدين، كما قال الرئيس وكبير المهندسين كريس لويكي، لكنه امتنع عن تسمية الشركات. وقال: إن النهج الذي تستخدمه شركات التعدين هو "كيف نستطيع الانخراط في هذا الأمر حتى لا نجد أنفسنا متخلفين عن الركب أثناء تطويره." كبار المسؤولين التنفيذيين ليسوا رافضين لذلك. في فبراير قال سام والش، الرئيس التنفيذي لمجموعة ريو تينتو، إن تعدين الفضاء يطرح أسئلة مثيرة للاهتمام، وإذا كان من الممكن تطويره، ستكون شركته متواجدة حينئذ.