هذا العنوان قفز إلى ذهني حينما قرأت خبرا يقول إن الرئيس الامريكي الأسبق جورج بوش احتفل بعيد ميلاده التسعين قافزا بالمظلة من مروحية تطير بالقرب من منزله في كينبنكبورت. ذلك أن القفز بالمظلة بحد ذاته أمر يتخوف منه حتى العسكريين الشباب؛ كونه ينطوي على مخاطر جمة واحتمالات سيئة ليس أصعبها حصول خلل في المظلة وعدم انفتاحها آليا أو يدويا. ورغم أن الرئيس الأمريكي الأسبق ذو خلفية عسكرية وقد خدم في الجيش الأمريكي وسبق له أن قفز بالمظلة عندما أسقطت طائرته في الحرب العالمية الثانية، إلا أن الإقدام على هكذا خطوة في عمر التسعين أمر يثير الدهشة والإعجاب رغم الملاحظات الكثيرة التي اكتنفت مسيرة الرئيس بوش في الشرق الأوسط والحروب التي شنها أثناء ولايته. وعلى الرغم من أنه لا أحد يعتقد بعدم فائدة الرياضة في الصحة العامة، إلا أن أعداد من يمارسها في مجتمعنا لا ترقى إلى المستوى المطلوب لأسباب تتعلق بالطقس والكسل ونمط الحياة أو ببعض الأعراف البالية. وبعيدا عن جوانب الصحة الجسمية للرياضة، فإن لها إيجابيات اجتماعية وشخصية جمة، فهي تنمي روح العمل الجماعي مع المنافسة والتحدي، وتسهم أحيانا في كسر حدة المواقف المتطرفة في النظر للأمور عبر احترام قوانين اللعب، وقد تعمل على المساعدة في بناء علاقات اجتماعية متجددة باستمرار. وعلى الصعيد الشخصي تنمي الرياضة الثقة بالنفس وتخفف من الضغوط النفسية وتساعد على اكتساب مهارات حياتية هامة، كما تقحم الرياضة ممارسها من حيث شاء أم أبى في مشاعر هي أقرب إلى روح الطفولة والشباب مثل مشاعر الفرح والحزن، والفوز والخسارة وربما رفع الصوت للتعبير عن ذلك كله. ويقول بعض ممارسي الرياضة من كبار السن إنهم طالما شعروا بالحماس والروح الشبابية تدب في أجسادهم (التي أتعبتها السنين) وذلك أثناء وبعد ممارستهم للرياضة، واستعادوا بذلك اتقادهم الذهني ولو لفترة وجيزة، نعم ليست جميع أنواع الرياضات مناسبة لجميع الفئات العمرية، لكن ما ينبغي أن نتفق عليه هو أن العمر لا يجب أن يقف عائقا أمام ممارستها وبنفس حماس الشباب.ويلاحظ متابعو بعض الرياضات (كالجري السريع مثلا) وجود ما يطلق عليه (نشوة العدائين) عند الرياضيين الذين يجرون لمسافات طويلة، يرجعه بعض الأطباء إلى قيام الجسم بإفراز مادة الEndorphins التي تسهم في بث حالة من البهجة والسعادة في النفس وتقلل من الشعور بالألم، إلى درجة قال عنها أحد الأطباء «ألن هيرش»: لماذا نلجأ للمخدرات السامة بينما نستطيع حثّ دماغنا على الشعور بالسعادة والاسترخاء. وتفسير (هيرش) لذلك هو أن ما تقوم به بعض المخدرات مثل المورفين والهيروين هو انتاج للأندروفينس لا أكثر، لكن الخبراء يقيدون افراز هذه المادة باستمرار الجهد البدني المعتدل لمدة 20 دقيقة فأكثر.ومن أجل تشجيع الرياضة في بلادنا نحتاج إلى تنمية البنية التحتية لها في كل مدينة وقرية وأن نقوم بمحاولة تلطيف أجواء شوارعنا لدفع مختلف الفئات العمرية للناس للخروج من منازلهم وممارسة شتى صنوف الرياضة.