افتتح مؤتمر (رؤية الدعاة حول تجديد الخطاب الديني وتفكيك الفكر المتطرف) بالأقصر وحضور وزراء الثقافة والآثار وعلماء ومفتين ل45 دولة عربية وأوروبية وأفريقية وإسلامية ونخبة كبيرة من العلماء والمفكرين والمبدعين والمثقفين. برئاسة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ومشاركة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر اجتمعت كوكبة من علماء الأمة ومفكريها في المؤتمر الدولي مؤخراً، وتدارسوا خلال اجتماعاتهم ما يمر به العالم في الآونة الأخيرة من أزمات سياسية وأمنية وفكرية نتجت عنها ممارسات خاطئة وظواهر مقيتة كالإرهاب والعنف والتطرف الفكري مما يهدد الأمن والسلم العالمي ويضرب استقرار كثير من الدول والمجتمعات الإنسانية في مقتل حتى أصبحت أكثر دول العالم مهددة بالدخول في دوامة الفوضى المدمرة والعنف الذي لا يُبقي ولا يذر. وقال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصرى: إن انعقاد المؤتمر على أرض مدينة الأقصر أبلغ رد على العمليات الهمجية التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية المتطرفة تجاه المعالم الحضارية والأثرية ليكون وجود هؤلاء العلماء والمفتين ووزراء الشؤون الإسلامية من مختلف دول العالم بين هذه المعالم خير شاهد على سماحة الإسلام تجاه جميع الحضارات وحفاظه على المعالم الحضارية والأثرية وعلى التراث الإنساني. مؤكدًا أن الإرهاب لا دين له ولا وطن له وأنه شر كله مؤملاً أن يسهم هذا المؤتمر في وضع حلول لاجتثاث هذا الإرهاب الأسود الغاشم من جذوره. وأن قضية الخطاب الديني هي قضية الدعاة والأئمة لتجلية غبار التشدد والإرهاب عن وجه الأمة لبناء خطاب لا نتوء ولا عثرات فيه. وأن خطاب التشدد جاء من الجهلة الذين أصيبت عقولهم بخلل مؤكدا أن تصحيح الفكر والخطاب أمر عسير تراكمي تتحكم فيه عوامل متعددة، مؤكدا أن الأمر يحتاج إلى جهد لاختصار الزمن وردم الفجوة بين الواقع والطموح الذي نسعى إليه معبرا عن رغبته في صياغة فكر عربي وإسلامي جديد موحد لتجديد الفكر الثقافي والديني والاجتماعي كله لذا اجتمعت كل تلك النخبة في مؤتمر الاوقاف لإعادة صياغة العقل العربي والإسلامي. الوجه الحضارى وبين أن قضية الخطاب الديني هي قضية الأوقاف الأولى فهي قضية حياة لمن يريد أن يجلي الغبار عن الوجه الحضاري لديننا الإسلامي الوسطي السمح ولمن يريد أن يبني وطنا أو أمة على حضارة سمحةٍ مستقيمةٍ لا نتوءَ فيها ولا اعوجاج ذلك لأن ما أصاب الخطابَ الديني على أيدي أعدائه وأيدي الجهلة والمستأجرين وغير المؤهلين وغير المتخصصين من المحسوبين عليه من بعض أبنائه من الخلل والعطب في الفهم والتفكير يحتاج إلى جهود مضنية لإصلاحه وإزالته. وأن تصحيحَ الفكر والثقافة وتصويبَ مسار المعتقد الخاطئ ليس بالأمر الهين أو اليسير إنما هو أمر تراكمي من جهة وتتحكم فيه عوامل وعناصر متعددة من جهة أخرى، فإن الأمر يحتاج إلى جهد دؤوب وإلى عزيمة قوية وعلو همة لاختصار الزمن المطلوب وتقريب المسافات البعيدة وردم الفجوة بين الواقع المؤلم والطموح الذي نسعى إليه. المعالم الأثرية وأضاف وزير الأوقاف: أردنا أن نرسل رسالة توضح نظرة الإسلام السمحة تجاه جميع الحضارات وحرصه على استيعابها والتعايش معها بما يحمل ردا عمليا على التنظيمات الإرهابية التي تقوم بنهب ممنهج للثمين والنفيس من الآثار ثم تقوم بتدمير ما تبقى من حطامها لتخفي جرائم النهب التي تقوم بها، مؤكدًا أن أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يهدموا أثرا ولم يطمسوا معلما حضاريا واحدا في البلاد التي فتحوها ولم يثبت في تاريخ الإسلام أن الصحابة حطموا تمثالا واحدا سوى الأصنام التي كانت تُعبَد حول الكعبة يوم فتح مكة، وبإذن الله تعالى لن نركع ولن نستسلم لقوى الشر ولن تزيدنا المحن إلا صلابة فالضربة التي لا تقصم ظهرك تقويه ولن نتراجع قيد أنملة أو ما دونها في مواجهة الإرهاب والدفاع عن أوطاننا وقضايانا العادلة وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته على حدود ما قبل الرابع من حزيران 1967م وعاصمتُها القدسُ الشريف معتمدين على الله (عز وجل) موقنين بأن خزائن الله ملأى لا تنفد أبدا وأن نصره آت وقريب والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. العلم والفكر وأكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن (العلماء) هم أولى الناس بالمسئولية عما يحدث للمسلمين اليوم وإن ما حدث لهذه الأمة مؤخرًا ما كان ليحدث لو أن علماءها ومفكريها كانوا على يقظة لما يدبر لها من داخلها وخارجها وعلينا أن نعلم أن سر بقاء هذه الأمة رغم كل الضربات القاتلة التي تسدد إليها ليس مرده إلى أرباب العلم والفكر وإنما مرده إلى الله القوي العزيز الذي تعهد بحفظ القرآن الكريم من لدنه وبقاء هذه الأمة على قيد الحياة، وإذا كان العلماء هم ورثة الأنبياء فإن هذه الوراثة ليست قاصرة على وراثة العلم والتشريع فحسب بل تشمل أول ما تشمل وراثة رسالتهم – عليهم الصلاة والسلام – في الإصلاح والتغيير وبذل المجهود والعرق والتعب من أجل إنقاذ الأمة وإسعادها. الفتاوى المشددة وأشار شيخ الأزهر إلى أن شريعة الإسلام صالحة لكل زمان ومكان فأين هذا مما نحن فيه اليوم من صراع بين متطلبات الحياة من ناحية والفتاوى المتشددة والأقوال المتسيبة من ناحية أخرى وصمت العلماء المؤهلين من ناحية ثالثة؟!. إن معنى صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان أنها شريعة جاهزة قادرة على تلبية الحاجات المتجددة لحياة الإنسان المسلم ومعلوم أن ذلك لا يكون إلا بتجدد أحكام الشريعة واختلاف الفتوى من زمن لزمن ومن مكان لآخر، ومن العجيب أننا – نحن أهل العلم – نحفظ عن ظهر قلب ويتردد على ألسنتنا دائما أن الفتوى – في شريعة الإسلام – تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال والأشخاص، ومعنى ذلك أن الفتوى التي كانت تواكب مستجدات القرن الماضي قد لا تصلح لمستجدات اليوم التي لا تكف عن التبدل والتغير وإذن فكيف رهنَّا مشكلات اليوم بفتاوى القرون الخوالي وحكَّمنا فيها أقوالا لو بعث أصحابها اليوم لقالوا غير ما قالوه؟! واقترح أن يلجأ علماء العالم إلى اجتهاد جماعي يدعى إليه كبار العلماء ممن يحملون هموم الأمة ومشكلاتها ليواجهوا بشجاعة القضايا العالقة مثل قضايا الإرهاب وتحديد مفهوم دار الإسلام والالتحاق بجماعات العنف المسلح والخروج على المجتمع وكراهيته واستباحة دم المواطنين بالقتل أو التفجير، أو ما كان متعلقًا بحقوق الإنسان والحرية أم كان متعلقًا بأمور الاجتماع وأولها قضايا المرأة وتحديد أوائل الشهور العربية بالحساب الفلكي ومسائل الحج وبخاصة الإحرام من جدة للقادم جوًا أو بحرًا ورمي الجمرات في سائر الأوقات، وغير ذلك مما يفرضه واجب الوطن وواجب الوقت وحاجة الناس مع استنهاض الأمة لاستصدار فتاوى تُوجب العمل وتحرّم التقاعس والكسل شريطة ألا يُفتى في هذه القضايا الدقيقة بفتاوى مجملة ونصوص عامة لا تنزل إلى الأرض ولا تحسم القضية ولا تغير الواقع. دينية ووطنية وشدد حلمي النمنم وزير الثقافة المصري على تجاور الحضارات من خلال إقامة هذا المؤتمر بمدينة الأقصر التي بها ثلث آثار العالم، وأن ما يحدث بالعالم الآن من العنف والتخريب يؤكد على أن الإرهاب لا دين له ولا وطن وأول من دفع ثمن التطرف هم المسلمون والمستفيد الوحيد على طول الخط هو إسرائيل. مشيرًا إلى أننا بحاجة إلى اجتهاد حقيقي دون خوف وإلى فقه متجدد يلائم ظروفنا، موضحًا أن المشكلة الحقيقية في التطرف ليست اقتصادية إنما المشكلة الحقيقية هي المشكلة الثقافية فالتجديد ضرورة دينية ووطنية. إرهاب اسرائيل وأوضح محمد أحمد حسين مفتي القدس أن ما تمارسه إسرائيل من إرهاب على الشعب الفلسطيني لا يقل خطرًا عن الإرهاب الذي ترتكبه الجماعات الإرهابية على مستوى العالم. العقيدة والدين وأوضح الدكتور أحمد تميم مفتي أوكرانيا أن الأمن والأمان يكون في فهم مقاصد الشريعة الإسلامية فمنبع التطرف الجهل بالدين، مشيرًا إلى أن الحملات العسكرية قد تقضي على الجماعات المسلحة إلا أنها لا تملك إنهاء الفكر المتطرف الذي أسس على الإرهاب الفكري من خلال التشكيك في العقيدة والدين والقضاء على الإرهاب ومكافحته يتطلب استراتيجية عقائدية صحيحة بعيدة عن الطعن في أهل السنة والجماعة. الجهل الدينى وأشار عبد الحي عزب رئيس جامعة الأزهر إلى أن الأزهر الشريف بمؤسساته العريقة يسعى جاهدًا لنشر الفكر الوسطي المعتدل ومناهضة الغلو والتطرف. وأن مثلث الرعب الذي يواجه الأمم هو الجهل والفقر والمرض والأعظم خطرًا هو الجهل لأنه يصيب العقل والفكر، وأعظم أنواع الجهل خطرًا هو الجهل الديني والذي يترتب عليه الفهم المتشدد والتطرف والعنف وعلى المؤسسات الدينية الدور الأكبر في الرد على هذا الفكر المتطرف. الفكر المتطرف ومن جانب آخر قال إبراهيم الهدهد نائب رئيس جامعة الأزهر عما لمسه من واقع الخطاب الديني اليوم بأوجهه الثلاثة – خطاب منغلق جدا يدعو إلي تفسيق وتبديع المجتمع وإعادتنا لفكر الخوارج الذين كفروا الخليفة الراشد علي بن أبي طالب، وخطاب الانحراف أو الانفلات فإما أن ينحرف بالنصوص خدمة للأهواء أو ينفلت بمحو قداسة النص الإلهي، وخطاب وسطي يجمع بين العقل والنص ويراعي الزمان والمكان وهو ما ينبغي أن يسود المجتمع المسلم ويفعل دوره لينحسر خطاب الانفلات والانغلاق والانحراف. مبينا أن منطلقات الحل لتفكيك الفكر المتطرف تكمن في أمور أهمها: فهم النصوص الشرعية في ضوء تحقيق مصالح البلاد والعباد. وضرورة التجديد لاتساع الكون في زمن تجاوز البشر فيه كوكب الأرض إلى كواكب أخرى فقد اختلف الفقهاء وما اقتتلوا وما خطأ أحد منهم أحدا. الفكر السمح وأكد الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة أن التمييز بين الإرهاب والتطرف أمر واجب، فالتطرف فكر والإرهاب عمل التطرف من أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات في كل العصور، مشيرًا إلى أن الفكر المتطرف يتولد عنه الإرهاب وأن من يتطرف في فكره يبحث عن آليات لفرض أفكاره فيلجأ إلى العنف والإرهاب، فينبغي مواجهة التطرف بالحجة والبرهان وبيان جوهر الدين وحقيقته وتقديم الفكر السمح للمسلمين ولا بد من نشر الثقافة الدينية حتى لا يقع طلاب الكليات العلمية في فخ الفكر المتطرف. تاريخ الإسلام ومن جانبه أكد الدكتور عبد الله النجار عضو هيئة كبار العلماء أن الفكر المتطرف لا يمثل خطرًا على حياة الإنسان فقط بل على وجود الدين نفسه، لهذا كانت مواجهة الفكر المتطرف من أوجب الواجبات مشيرًا إلى أن المتطرف يتسم بالانحراف في فهم الدين وقد تسبب في إيقاع كثير من المصائب في تاريخ الإسلام، مؤكدًا أن من أول مظاهر تعطيل التجديد السمع والطاعة للبشر فهي طاعة لله فقط. حماية الإسلام وأكد الدكتور السيد محمد الديب أستاذ اللغة العربية بجامعة الأزهر أن تجديد الخطاب الديني لا يعني تنحية القرآن والسنة، ولن يتجدد الفكر الديني في يوم وليلة فيوصي بعضنا بعضًا بالصبر ولا نتعجل نتائج التجديد ونحتاج إلى عقل وفكر الشباب، موضحًا أنه يجب العمل على حماية الإسلام مما يسيء إليه ويشوه شخصية المسلم فليس من المقبول أن يؤخذ التراث بالجملة أو يطرح بالجملة، فهذا الميراث يحتاج إلى تكاتف الجهود وبيان وجه الحق والصواب في كبريات القضايا مثل العلاقة بين العلم والدين وفقه الأولويات وعلم الأجنة والاستنساخ والتركيز على القضايا ذات الأهمية الكبرى للحرص على الوقت كما يجب أن يتسلح المسلمون بالعلم والمعارف العصرية والمتنوعة. عهد الخوارج وأكد الدكتور بكر زكي عوض العميد السابق لكلية أصول الدين أن أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) اختلفوا فيما بينهم لكن لم يكفر بعضهم بعضًا، وكذلك افترق المسلمون بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يكفر أحد منهم أحدًا مشيرًا إلى أن أول حكم بالكفر قد ظهر في عهد الخوارج، موضحًا أن الفكر التكفيري يعتمد على مصطلحات أربعة: الإيمان وما يتعلق به. والكفر وما يتعلق به. والبدعة. وقضية الخلافة. واقترح إعداد كتب شاملة وجامعة متنوعة حول هذه المصطلحات يشارك فيها العلماء من كل دول العالم فنحن أحوج إلى كتب العقيدة الميسرة مع إعداد قواعد جديدة تساعد على فهم النصوص الدينية. الأمية الدينية وأكد الدكتور شمس الدين كريم نائب رئيس الجامعة الإسلامية بكازاخستان أننا نحتاج إلى محو الأمية الدينية من خلال الإنترنت، وذلك بتوجيه رسائل للشباب تعنى بتصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم والتي يبثها وينشرها أعداء الدين من أصحاب الأفكار الهدامة التي لا تمت إلى صحيح الدين بصلة. مشكلات المجتمع أوضح الشيخ محمد الدومي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف أن القرآن الكريم والسنة المطهرة ليسا من التراث وإنما يقوم التراث حولهما، والمهم أن نمتلك أدوات البحث والفهم والتنقية اللازمة لهذا التراث كما اقترح عدة آليات لتجديد الخطاب الديني ومنها: منع غير المختصين من التحدث في الدين ومحاولة الاجتهاد فيه. واقتراح إقامة دورة تدريبية لمدة ستة أشهر تتناول أهم مهارات الإفتاء ليتمكن المتحدث في وسائل الإعلام من الإجابة بطريقة وسطية علمية صحيحة. وضرورة حصول الداعية على دورة كافية في علم النفس وفي علم الاجتماع ليطلع على مشكلات المجتمع ويعرف كيفية التعامل معها بشكل صحيح. توصيات المؤتمر ومن فعاليات المؤتمر التي أوصى بها: ضرورة المواجهة العلمية للأفكار المنحرفة وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول كثير من القضايا وفي مقدمتها أسباب التطرف وآليات تفكيكه وإزالة هذه الأسباب، والعمل على كشف توظيف بعض المنتسبين للإسلام الدين لأغراض نفعية أو سلطوية أو حزبية وبعد جلسات علمية وحوارية ونقاشية مطولة انتهى المجتمعون إلى أهم أسباب التطرف والغلو: الانغلاق والجمود والتقليد الأعمى وسوء الفهم والوقوف عند حرفية النص والابتعاد عن فقه المقاصد والمآلات وعدم فهم القواعد الكلية للتشريع وإتاحة الفرصة لتصدر غير المؤهلين وغير المتخصصين لبعض جوانب المشهد الدعوي. متاجرة بعض الجماعات والتنظيمات بالدين واتخاذه مطيّة لتحقيق مصالح سياسية وحزبية مع إيثار مصالح الجماعات والتنظيمات على المصالح العليا للدين والوطن وغلبة التدين الشكلي والتدين السياسي على التدين الخالص لله (عز وجل). نجاح بعض القوى الاستعمارية في استقطاب عملاء لها في كثير من الدول العربية والإسلامية سواء على وجه المصالح المتبادلة، والوعود الوهمية لبعض الجماعات أم عن طريق شراء الذمم والولاءات. القضايا العصرية ومن آليات تفكيك الفكر المتطرف وعلاج أسبابه: التأكيد على قصر الخطابة والدعوة والفتوى على أهل العلم المتخصصين دون سواهم وقصر الخطبة على المسجد الجامع دون الزوايا والمصليات ودعم موضوع الخطبة الموحدة. والعمل على تجفيف منابع التطرف بالجامعات وذلك من خلال منع تجنيد الشباب عن طريق حوارات علمية عن الإسلام وروحه السمحة تتسم بالواقعية والموضوعية والعقلانية وبما يمس القضايا العصرية مسّا واقعيًا وكذلك عن طريق منع تحويل القاعات المخصصة للمذاكرة أو الترفيه بالجامعات والمدن الجامعية إلى زوايا لتجنيد طلاب الجامعات لصالح الجماعات المتطرفة والمتشددة والاستعاضة عن ذلك بمسجد جامع في كل جامعة وكل مدينة جامعية يقوم بالإشراف عليه من الناحية الدعوية العلماء المتخصصون من وزارة الأوقاف وأئمتها. الأفكار الضالة والتحصين المبكر للأطفال والناشئة والحرص على عدم وقوعهم في أيدي المتشددين وبخاصة في مرحلة الروضة والتعليم الابتدائي، وعدم إسناد تدريس مادة التربية الدينية إلى غير المتخصصين وعدم تمكين أي من المنتمين للتيارات المتطرفة أو المتشددة من تشكيل عقول أبنائنا في هذه المراحل السنية المبكرة مع التوسع في مجال ثقافة الطفل بأعمال هادفة. مواجهة الجماعات المتطرفة بتفكيك شبهاتها والرد عليها بالأدلة العلمية الدامغة وذلك عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، حتى لا تنطلي هذه الأفكار الضالة المنحرفة على عقول الناس وبخاصة النشء والشباب مع التوسع في الدراسات والبحوث والكتب والمجلات التي تعمل على تفكيك هذا الفكر. وضرورة التنوع الثقافي من خلال الانفتاح على الآخر والتواصل معه مع إعداد الموفدين إعدادًا متميزًا وبخاصة في مجال اللغات بما يؤهلهم للتواصل مع الآخر والتوسع في مجال الترجمة والنشر، والانفتاح والتواصل الثقافي الداخلي على شاكلة "ملتقى الفكر" الذي نظمته وزارة الأوقاف بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة طوال شهر رمضان بما يجمع العلماء والمفكرين والمثقفين والأدباء والإعلاميين على مائدة فكرية واحدة مع التأكيد على أهمية وجود بناء معلوماتي قوي ومحترف يستطيع مواجهة ما ينشر من أفكار هدامة تصحيحًا وتفنيدًا ومراجعة حرصًا على عقول الشباب وغيرهم من أن تتخطفها أيدي المتشددين. عظمة الأخلاق والتأكيد على أهمية قيام وسائل الإعلام باستضافة العلماء المتخصصين الذين يحملون الفكر الوسطي المستنير وإبراز فكرهم وعدم السماح لحملة الفكر المتطرف والمتشدد أو المتحلل من الوصول إلى الشباب عبر القنوات الإعلامية المرئية أو المسموعة أو المقروءة، مع التركيز على نشر الخطاب الديني الوسطي القائم على عظمة الأخلاق وحسن المعاملة واحترام الآخر وتقديره والابتعاد عن التدين السياسي والتدين الشكلي الظاهري البعيد عن جوهر الدين. وتعميق جسور التواصل والتعاون بين الأزهر الشريف ووزارات: الأوقاف والتربية والتعليم والتعليم العالي والثقافة والشباب والرياضة ودار الإفتاء المصرية والمؤسسات الإسلامية الوسطية بالدول العربية والإسلامية من أجل تفكيك الفكر المتطرف والقضاء عليه وبيان خطورته على الفرد والمجتمع والعالم مع العمل على بناء تكتل عربي وإسلامي وإنساني لمواجهة قوى الشر والتطرف والإرهاب. الشهور العربية والعمل على تحقيق الاجتهاد الجمعي الذي يدعى إليه كبار علماء المسلمين ممن يحملون هموم العالم ويعملون على حلّ مشكلاته لينظروا غير هيابين ولا وجلين في القضايا المشكلة والعالقة، خصوصًا ما كان منها متعلقًا بقضية الإرهاب وتحديد مفهوم دار الإسلام والالتحاق بجماعات العنف المسلح والخروج على المجتمع وكراهيته واستباحة دم المواطنين بالقتل أو التفجير، أو ما كان متعلقًا بحقوق الإنسان والحرية أم كان متعلقًا بأمور الاجتماع وأولها قضايا المرأة وتحديد أوائل الشهور العربية بالحساب الفلكي ومسائل الحج وبخاصة الإحرام من جده للقادم جوًا أو بحرًا ورمي الجمرات في سائر الأوقات، وغير ذلك مما يفرضه واجب الوطن وواجب الوقت وحاجة الناس مع استنهاض الأمة لاستصدار فتاوى تُوجب العمل وتحرم التقاعس والكسل شريطة ألا يُفتى في هذه القضايا الدقيقة بفتاوى مجملة ونصوص عامة لا تنزل إلى الأرض ولا تحسم القضية ولا تغير الواقع. والإشادة بإقامة هذا المؤتمر والتوصية بتكرار التجربة في المؤتمرات المختلفة العلمية والثقافية والاقتصادية وغيرها.