بمزيد من الحزن والألم بلغنا نبأ وفاة العم الودود الشيخ عبدالله فؤاد بن عبدالعزيز ابو بشيت فجر يوم الجمعة ونحن إذ نشاطر عائلة الفقيد هذا الفقد، نعزي جميع أفراد عائلة البوبشيت العريقة وعلى رأسهم الأخ العزيز فيصل عبدالله فؤاد وكل انسبائهم ومن يلتقي معهم بالقرابة وكذلك نعزي جميع منسوبي شركة عبدالله فؤاد القابضة وكل الموظفين الذين عملوا تحت مظلة هذا الأب الحنون وتخرجوا من مدرسته في الكفاح والتسامح والمثابرة، وأخيرا نعزي كافة رجال الاقتصاد في بلدنا بفقد رجل اقتصاد من الدرجة الأولى عاشر أجيال التطور منذ بداية نشأتها وتطور معها ليبني عبر سنوات حياته المديدة طودا اقتصاديا شامخا باسم مجموعة شركات عبدالله فؤاد القابضة. إن شخصية عبدالله فؤاد لم تكن أبدا مجرد شخصية عابرة بل كانت دائما علما تؤكد لنا مجموعة قيم بالعطاء والتواصل، بالاهتمام والاجتهاد، بالصبر والاستمرار، لقد كان مثالا لكل من عرفه ليتعلم منه شيئا ما، وكان يشع البهجة والابتسامة على من حوله وإذا تألم فبالكاد ترى ذلك عليه إلا بعينيه، لقد حمل بين جنبي جسده وخلف بشته الوديع قلبا كبيرا كان ينبض بالحياة والحيوية ويشع بصفاء السريرة وطيب العشرة. عبدالله فؤاد، رجل رحيم لكل من قصده بعطائه وبذله وجوده فهو يعمل الخير بالسر أكثر مما يظهره للعلن بأضعاف مضاعفة وأكثر ما يحرجه هو إعلان اسمه فهو يريد الأجر من الله لامن أحد، كانت له بصمات وله أياد بيضاء ومشاركات قلما يعلن عنها ولكنها هناك باقية نابضة ومشعة له بالشكر والامتنان. عبدالله فؤاد، رجل العلم ورجل الطب فدربه بهذا المجال طويل ومعروف للجميع ومساهماته فاقت منطقته لتنتشر على الجوار في دعم دور العلم والمدارس والتعليم في شتى المراحل والمستويات العلمية والمعرفية، وأما الطب الذي تمثل في توفير العلاج عبر ما فتحه من منشآت طبية لتوفير احدث وسائل العلاج ومساعدة المرضى فهي ايضا كثيرة ومعروفة، وما كانت تبرعاته لدعم هذا الجانب إلا تكملة لمشواره النير في هذا المجال الخير. عبدالله فؤاد، رجل الرياضة والتراث، فكم أود أن أسرد بعض الأمثلة لما قدمه من دعم وعطاء وتواصل وهي كثيرة جدا ومعروفة للأغلبية من الناس. أنا لو كتبت كل ما اعرفه عن الشيخ عبدالله فؤاد وما قدمه لمجتمعه خلال فترة معرفتي به فقط لا خلال فترة حياته الخيرة الطويلة لاحتجت الى مساحة كبيرة ووقت طويل وربما لن أوفيه حقه كما يجب فهو عطاء يتجدد، ونأمل لعائلته العريقة أن تستمر بما أسسه هذا الصرح وبهذا العطاء ولما رسخه بهم من معان وقيم عليا ستدوم بهم إن شاء الله. رحمك الله ياعم عبدالله فؤاد وسنظل نفتكرك دائما لأن ذكراك زرعت فينا شجرة من القيم وجسدت بيننا ينبوعا من الأخلاق والتسامح، فكيف ننساك، ندعو الله لك بالرحمة والمغفرة ولجميع من عرفك بالصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.