بفقد فضيلة الشيخ الدكتور عمر عبدالله كامل ، خسر الوطن ابناً باراً من ابنائه البررة الذين قدموا عصارة فكرهم ومالهم وجهدهم لكل وجوه الخير، ولقد كان لوفاته الاربعاء الماضي وقع الأسى في نفوس الكثيرين ممن عرفوا واقتربوا منه، وعلموا بصفاء نفسه ونقاء سريرته واخلاصه لدينه ووطنه. وقد اعرب العديد من الشخصيات داخل المملكة وخارجها عن ألمها لغياب علم بارز من اعلام الحجاز وابن من ابناء مكة وأسرها العريقة، بعد حياة حافلة بالعطاء والجهد وعمل الخير.. (البلاد) استطلعت اراء عدد من المهتمين فكانت هذه المحصلة: قال الكاتب والباحث الاستاذ عبدالله الشريف:" ان عمر عبدالله كامل كان صديقا من اخلص الاصدقاء وكان رحمه الله رجلا عاملا عابداً امضى عمره في الدفاع عن دينه وامته، وهو اول من كتب عن الخوارج والتطرف وذلك في كتابه المعروف (خوارج هذا العصر) والذي سجل فيه دفاعاً عن دينه وكعادته في كل كتاباته ورؤاه وافكاره فقد كان غير مهموم بالدنيا، بقدر اهتمامه بدينه ومصالح امته". واضاف الشريف : "والراحل الشيخ عمر كامل معروف في العالم الاسلامي فهو شقيق رجل الاعمال المعروف الشيخ صالح كامل من اسرة مكية شهيرة، وقد كان عطوفاً على الناس محباً للفقراء مصاحباً للعلماء نسأل الله تعالى ان يرحمه ويغفر له ويكتبه في عليين، وعزاؤنا لأسرته الكريمة وشقيقه الشيخ صالح وابنائه كافة، وان يكرم نزله ويوسع مدخله ويغفر لنا وله". وقال الاستاذ الشريف في تغريده له ضمن حسابه في (تويتر) : "حزني على أخي عمر عبدالله كامل عظيم، فهو الاخ الكريم وشقيق الروح الحقه الله بالشهداء والصالحين الذين احبهم ووفي لذكرهم". والعزاء في دار والده بجدة الكورنيش الشمالي. وتحدث الدكتور (واصف كابلي) صاحب منتدى الروضة والمشرف على مركز أمل للمعاقين في جدة فقال :" بداية اقول إنا لله وإنا إليه راجعون، غفر الله لشيخنا فضيلة الدكتور عمر عبدالله كامل الذي كان قامة شامخة وعلماً معروفاً من اعلام الحجاز فقد كان يحب العلماء ويجالسهم ويستفيد منهم ثم يقوم بايصال ذلك العلم للناس ولطلبته فقد كان له طلبة علم يتعلمون منه وقد تعلمنا منه رحمه الله الكثير من العلم الرصين الجيد". واضاف د. كابلي بقوله : "والواقع ان المرحوم الشيخ عمر كامل كان محباً للفقراء ويعطف عليهم ويقدم لهم الشيء الكثير واكثر من دون ان يعلم احد وكان رحمه الله من الذين يهتمون بالتاريخ والتراث الاسلامي سواء في مكةالمكرمة او المدينةالمنورة وله دروس وكتب ومحاضرات كثيرة في ذلك وقد كان له مجلس علم في داره في جدة يحضره طلبة العلم ومحبي المعرفة والخير. كما كان رحمه الله من الذين ينافحون عن الدين والعلم الشرعي والمعرفة وكان من الذين يتحدثون عن الوقائع الاسلامية في تاريخنا الاسلامي مثل احاديثه عن الغزوات فاذا حلّ مثلا موعد يصادف غزوة بدر تحدث عن ذلك وكذلك بقية الغزوات أحد والخندق وغيرها وكان يتحدث عن ليلة 27 من رمضان ويحضر لسماع محاضراته وحديثه العلمي عدد من طلبة العلم ومحبي فضيلته. والخلاصة ان شيخنا فضيلة الدكتور عمر عبدالله كامل كان علامة مميزة وتاريخاً من تاريخ الحجاز وبلادنا الغالية ينافح عن السنة والشرع المطهر ويحذر من الغلو والتطرف ويدعو الى التلاحم والتكاف والمحبة والتسامح ولا نملك في هذه اللحظات الا ان ندعو له بالرحمة والمغفرة وعزاؤنا الحار الى كافة اسرته وشقيقه الشيخ صالح كامل وابنائه وبناته وكافة اسرته وطلبة العلم وكل محبيه". وتحدث الدكتور (حسن حجرة) رئيس بلدية الطائف سابقا فقال:"إن اسرة آل كامل بيت علم وثقافة ومجتمع وكلهم اعرفهم ابتداء من والدهم الشيخ عبدالله كامل عندما كان عضواً في مجلس الوزراء فقد كان رحمه الله شخصاً فاضلاً وخدوماً للناس ثم جاء من بعده ابناؤه بدءاً من اخوهم د. حسن كامل رحمه الله اكبر الابناء وقد كان طبيب اطفال وموفق للخير، وبعده اخوهم م. عبدالعزيز الذي كان مهتماً بتطوير منطقة جدة التاريخية ثم الشيخ صالح كامل رئيس الغرفة التجارية ، والذي كانت ولازالت وستظل له افضال على جدة والغرفة التجارية واعمال التطوير في جدة. والشيخ عمر رحمه الله اعرفه عندما كنت رئيساً لبلدية الطائف فقد كان مسؤولاً عن نظافة الطائف بموجب عقد رسمي معه وكانت الطائف نظيفة بل مثالا للنظافة وكانت اسرة كامل مسؤولة عن نظافة الطائف فقاموا بواجبهم في ذلك الشأن خير قيام وشهد بذلك كل من شهد المرحلة. وانا أترحم عليهم جميعاً بدءاً من والدهم الى الدكتور عمر كامل وندعو الله ان يطيل في عمر الشيخ صالح كامل وهم في الواقع اسرة عريقة ومعروفة. وبيت آل كامل من اعيان مكة المعروفين وعندما انتقلوا لجدة خدموها كمواطنين صالحين ونحن نقول رحم الله شيخنا الفاضل الشيخ عمر عبدالله كامل وخالص العزاء لاسرته الكريمة". ويقول الاستاذ (طلال حسن غريب) مدير مدرسة سابق بجدة:" لقد كان للشيخ الدكتور عمر عبدالله كامل اياد بيضاء في اكثر من مكان ولقد ضرب بسهم في عدة مناح من مناحي الخير كان باذلاً سخياً كريماً جواداً .. وإن كنت لا أعرفه شخصياً لكني كنت اسمع من الثقات مدى حرصه على الخير وغيرته على الدين ودفاعه عن القيم والمثل ولا نملك في هذا المصاب إلا أن نعزي أنفسنا وأسرة آل كامل ونرجو الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة جزاء ما بذل وقدم لدينه ووطنه ومجتمعه "إنا لله وإنا إليه راجعون".