عبر المنتخب بوابة تيمور الشرقية بسلاسة ومرونة، وأتخم شباك المضيف بعشرة أهداف ولا أروع!!. الأخضر واصل عروضه المطمئنة نوعا ما، والروح المفقودة عادت من جديد، ومع ذلك بقي المتحلطمون "مكانك سر"!!. حقيقة لا أجد مبررا واحدا لأؤلئك المتحلطمين والناقمين والذين لا يعجبهم العجب، فما سمعته وشاهدته بعد اللقاء من ردة فعل بعض الجماهير وبعض الإعلاميين أكدت لي أن زامر الحي لا يمكن أن يطربنا أيا كانت الأحوال!!. أحيانا يخيل لي وجود عقد مزمنة وأمراض نفسية ساهم في تراكمها التعصب الذي زرعه الإعلام "الكريه"، وساهم في رعايته حتى وصلنا لمرحلة مستعصية أعيت معها كل السبل!!. منتخب الوطن حقق النقاط الثلاث، ونجومه أتخموا شباك الخصم بعشرة أهداف، وهناك من (يطنطن) ويستنقص ويلعب على أوتار مكشوفه "دافعها" الحقد، "وباعثها" التعصب الأعمى. انتقدنا المنتخب لسنوات طويلة، وسهام نقدنا تجاوزت حدود المعقول، عنّفنا سلطان بن فهد يوما ما، وقسونا على خلفه نواف، وتجاوزنا في حق عيد لدرجة بلغ معها السيل الزبى!!. جردنا نجوم الأخضر من وطنيتهم، ووصفناهم بأبشع الأوصاف، واتهمناهم عمدا بعدم إخلاصهم للمنتخب مقابل أنديتهم!!. لم نجرب ولو لحظة واحدة أن نطرح الثقة ونزرع الأمل ونشيع التفاؤل، نظرتنا بقيت سوداوية، ونوايانا فاقتها سوادا، وآمالنا تبخرت وذهبت أدراج الرياح!!. دعونا نفرح لمنتخبنا حتى وإن كان الفوز أمام تيمور، اتركونا نحلم حتى وإن كان الحلم مرهونا بتجاوز منتخبات ضعيفة كماليزيا وفلسطين، لا تصادروا أفراحنا، ولا تغتالوا آمالنا، طالما هناك عمل وأمل. عشرة أهداف كانت بحاجة لملايين القبلات على رؤوس صقورنا الخضر، عربون محبة ووفاء، وبداية عهد جديد، ومرحلة قادمة عنوانها "معاك يا الأخضر". قذائف شمالية يوما بعد آخر يثبت السهلاوي أنه نجم استثنائي بمستوياته الكبيرة مع المنتخب وأهدافه التي كسرت أرقاما ظلت صامدة لسنوات طويلة. من الظلم الحكم على مدرب المنتخب حاليا سواء بالسلب أو الإيجاب، فالهولندي لم تظهر بصماته بشكل واضح حتى الآن، وإن كانت كل المؤشرات تؤكد أنه سيكون ضالة الأخضر فنيا. جمهور وإعلام الأندية كان حاضرا بعد أهداف السهلاوي، وظهرت المقارنات بسرعة البرق وبات الكل يغني على ليلاه. سامي الجابر ومن قبله ماجد عبدالله أسماء لن تتكرر في تاريخ الكرة السعودية، ومع ذلك أرى أنه من الإجحاف مصادرة أرقام من خلفهما في المنتخب السعودي بدافع الأهواء والميول. منتخب الوطن للجميع، وعلى الجميع أن يتغنى بما قدمه نجوم الأخضر بعيدا عن ألوان الأندية التي كانت وما زالت معول هدم. ثقافة الفوز المتنامية في المنتخب مؤشر إيجابي، وتعطي إيحاءات مباشرة بأن ثمة عملا مضنيا وكبيرا لا نملك معه إلا أن نرفع القبعة احتراما للأجهزة الإدارية والفنية بلا استثناء. وعلى دروب الخير ألتقيكم بحول الله في الأسبوع القادم، ولكم تحياتي.