لا أعتقد أنني الوحيد في الاعلام الرياضي الذي سيكتب اليوم عن محمد السهلاوي، لأن هذا اللاعب يؤكد من مباراة لأخرى أنه قادر على استغلال الفرص واقتناص الأهداف أمام المرمى، ليس فقط مع الأخضر، بل مع فريقه النصر، ولذلك كنا نؤكد قبل مباراة تيمور بالأمس أن المنتخب سيهز شباك الفريق الخصم، ولكن بهذه النتيجة وبهذا الكم المميز من الأهداف للسهلاوي، يمكننا القول أن الأخضر بخير وهجومه بألف خير. الأخضر وعلى مدى سنوات افتقد للاعب القناص أمام المرمى، القادر على ترجمة الكرات التي تصله الى أهداف، والذي باستطاعته قراءة الفريق الخصم وتوجيه لاعبي الوسط خاصة من يهيئ له الكرات، وباستطاعته التسديد والتجهيز، ومحاورة الدفاع داخل الصندوق، لتجتمع كل هذه الصفات في محمد السهلاوي، والذي يشهد له الجمهور بمختلف الميول أنه نجم بما تحمله كلمة النجومية من معنى. نعم، يهمنا انتصار الأخضر، ويهمنا تأهله ومنافسته وتقدمه في المركز العالمي، ولكن المهم أيضا أن يمثل الأخضر اللاعب القادر على إثبات وجوده، مهما كان اسمه ووزنه مع فريقه، الا أن اثبات الوجود مع المنتخب هو الأهم، لأننا مللنا سابقا من تواجد لاعبي النادي، والذين عندما يتواجدون مع المنتخب نجدهم في وادٍ، واللعب مع الأخضر في وادٍ آخر، والحق يقال أن سياسة اختيار لاعبي المنتخب تغيرت كثيرا لنجد اللاعب الكفء في المركز المناسب. السهلاوي وهو يسجل نصف أهداف المنتخب سيجعل الأعين تتجه نحوه أكثر من أي وقت مضى، لأن البعض كان يشكك في قدراته، لكنه يثبت من مباراة لأخرى، وبغض النظر عن مبارياته مع النصر، أنه لاعب منتخب من العيار الأصلي ولا خلاف على هذا الكلام، واذا تسابقت الجوائز له في المرحلة القادمة فلا غرابة في ذلك، فقط نريد إعلاما منصفا يعطي هذا النجم القدر الكافي من الدعم ليكون أفضل لاعب آسيوي في القريب العاجل. أسعدنا السهلاوي يوم أمس، كما أسعدنا بقية لاعبي الأخضر بالانتصار العريض والكبير على تيمور، ليس فقط نتيجة بل أداء مشرفا وعطاء مميزا داخل المستطيل الأخضر، ليكون منتخبنا أساس المنافسة الآسيوية كما هو حاله قبل سنوات طويلة، وليكون الأخضر على الموعد حاضرا، تهابه الفرق المنافسة، ويحسب له الجميع ألف حساب في كل مباراة، وفي أي بطولة كانت، وليكون السهلاوي عريس الانتصار الأخير على تيمور، فهنيئا لنا العشرة، وهنيئا لنا السهلاوي.