تتقدم الشعوب وتنمي ثقافة مواطنيها بقدر هذا التقدم أو بسرعة هذا التقدم، ومن مظاهر الرفاهية الاجتماعية في مجتمعاتنا الخليجية وجود المجمعات والمراكز التجارية الفارهة، التي تفي باحتياجات المواطن والزائر من كل شيء يرغب في شرائه او اقتنائه أو تناوله كذلك سعادة أطفالنا من وجود أماكن ترفيهية لهم ترسم البسمة على وجوههم وهذا كان الغرض الأساسي من إنشاء هذه الأماكن وهي توفير الراحة لكل مواطن وزائر يرغب في توفير كافة احتياجاته من مكان واحد توفيراً للوقت والجهد وتعب البحث والتنقل من مكان إلى آخر. لكن يحدث العجب العجيب في مجتمعنا وهو تواجد شباب ورجال بلا هدف داخل هذه المجمعات من اجل الإساءة لبناتنا ونسائنا وإيذائهم بأشكال مختلفة وملاحقة في كل مكان. لم يع أي شاب او رجل يقدم على هذه الأفعال أنها سهام موجهة تصيب المجتمع في قيمه الأصيلة والتي هي حق علينا من رجال وشباب ونساء وبنات أن نحافظ على هذا الموروث الأصيل ونوجه ونعاقب كل من يحاول المساس به ولكن لا بد ان ننظر إلى هذه الظاهرة بعين الاهتمام في وجود أوقات فراغ عند الكثير من الشباب غير مستثمرة وغير موجهة لأمور هادفة تشعرهم باحترام المجتمع لهم ولكن ما نراه الآن يعكس الإهمال الذي أوقع شباب الوطن فريسة لوقت الفراغ، تركهم الإعلام والمفكرون والباحثون لمواقع التواصل لتبث لهم السموم والبطولات والتأييدات الكاذبة والتغريدات المضللة، ونتيجة هذه العتمة والإهمال في الحوار الثقافي للشباب نرى منهم كبيرا في السن وتزوج ولا يزال يمارس التواجد غير الهادف في المجمعات التجارية إلى أن وصل به وأسرته إلى التفكك والطلاق الذي بدأ يزداد في مجتمعاتنا وهذا ما يهدف إليه المغرضون، وما نرى من مظاهر العنف والتخريب. نرى أيضا كل يوم جهوداً مضيئة لرجال الشرطة في تفكيك خلايا واستدراج وقتل والقبض على أفراد للأسف كلهم في سن الشباب وبدأت تظهر الجريمة بأشكال خطيرة تدفعني لأن اصرخ عالياً: يا أصحاب الدور الاجتماعي في الوطن. أين دوركم مع الشباب؟ أين برامجكم الهادفة لأوقات الفراغ؟ فلتشغلوا شبابكم قبل أن يشغلوكم. وما نراه اليوم من مظاهر الجريمة والإرهاب واستهداف واستدراج الشباب للترهيب. فلنصحح أفكار شباب الوطن للمحافظة على القيم الأصيلة وليتكاتف الجميع يدا واحدة لكبح المغرضين.