برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله اختتم قادة ورؤساء وفود الدول العربية ودول أمريكاالجنوبية أعمال قمتهم الرابعة أمس في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض. حيث تلا أمين عام مؤتمر القمة الدكتور عبدالعزيز الصقر البيان الختامي، جاء فيه: عقد قادة الدول العربية ودول أمريكاالجنوبية القمة الرابعة في الرياض خلال الفترة 28 29 محرم 1437ه الموافق 10 11 نوفمبر 2015م بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية. وبعد الترحيب بالحوار والتعاون القائم بين الإقليمين لتطوير شراكة استراتيجية قائمة على المصلحة والاحترام المتبادل. وبعد التأكيد على إدراك الجميع الدور المهم الذي تقوم به التكتلات والتجمعات الإقليمية. وإيمانا بحق الشعوب بالعيش في عالم مستقر ومزدهر خال من مخاطر الإرهاب والإسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، فقد تم: التأكيد على ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية الرامية لإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدسالشرقية على حدود سنة 1967م. التأكيد على ضرورة التواصل إلى حل سلمي للأزمة السورية وفقا لما جاء في بيان جنيف "1" و"مؤتمر فيينا". أهمية إيجاد حل للأزمة اليمنية عبر تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخاصة القرار 2216. دعم عملية الحوار السياسي الجارية في ليبيا تحت رعاية الأممالمتحدة. أعرب المجتمعون عن رفضهم لأي تدخل في شؤون دول المنطقة الداخلية من قبل قوى خارجية انتهاكا لميثاق الأممالمتحدة ومبدأ حسن الجوار. التشديد على أهمية احترام وحدة وسيادة واستقلال الدول وسلامتها الإقليمية وحل النزاعات بالطرق السلمية. دعوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للتجاوب مع طلب دولة الإمارات العربية المتحدة لإيجاد حل سلمي لقضية الجزر الثلاث (طنب الكبرى، طنب الصغرى، أبوموسى) يتوافق مع ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي. ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد عالم مستقر وخال من المخاطر التي يشكلها الانتشار النووي. إدانة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله ورفض ربطه بأي دين أو ثقافة أو عرق. الترحيب بنتائج الاجتماعات القطاعية تنفيذاً لما جاء في إعلان ليما. التأكيد على أن الاستثمار هو أحد أعمدة التنمية الاجتماعية والاقتصادية. الترحيب بالنجاح الذي حققته الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحد بشأن التغير المناخي. التأكيد على الدعم السياسي الكامل من الدول العربية ودول أمريكاالجنوبية من خلال قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 319 / 69 لاعتماد المبادئ الأساسية لعملية إعادة هيكلة الديون السيادية. أهمية تعزيز التواصل الثقافي والاجتماعي بين الإقليمين. الترحيب بما تضمنه "إعلان الرياض" باعتباره إعلانا غير مسبوق في شموليته وصدوره بدون أي تحفظ عليه. الترحيب باستضافة جمهورية فنزويلا البوليفارية للقمة الخامسة للدول العربية ودول أمريكاالجنوبية. ثم ألقى رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية نيكولاس مادورو مورس كلمة شكر فيها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وحكومته الرشيدة على حُسن التنظيم والإعداد لأعمال القمة. كما شكر كل الجهود التي بذلت من قبل جمهورية الارجواي بصفتها رئيسة ومنسقة منظمة الوحدة الجنوب أمريكية لإنجاح القمة، وكذلك جمهورية فنزويلا على استضافتها للقمة الخامسة لهذا اللقاء المرتقب لزيادة التكامل بين دولنا في جنوبأمريكا والدول العربية. وقال: قلوبنا وأبوابنا في فنزويلا مفتوحة لكم اخواننا العرب الذين دائماً ما فتحوا لنا الأبواب، حيث يعيش في بلدنا وبين ظهرانينا الكثير من السكان من أصول عربية. وبين فخامته أن أعمال القمة خرجت بالعديد من الرؤى والنتائج التي من شأنها تعزيز التعاون بين دول الإقليمين في مختلف المجالات. وقال: إن دول الإقليمين تحارب الإرهاب بكل أشكاله وتسعى إلى إشاعة وتكريس رسالة السلام والتقدم. عقب ذلك أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عن شكره لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة ورؤساء وفود الدول على مشاركتهم في أعمال القمة، وقال: "إخواني وأصدقائي، أتقدم لكم بخالص الشكر على مشاركتكم المثمرة وتحملكم عناء السفر للمشاركة في أعمال هذه القمة، راجياً من الله أن يكلل كل أعمالنا بالنجاح والتوفيق". ثم أعلن خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- انتهاء أعمال القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكاالجنوبية. بعد ذلك ودع خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي. ورأس وفد المملكة في القمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. وضم الوفد كلا من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي ووزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عصام بن سعد بن سعيد، ووزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير. وخلال جلسة العمل المغلقة الثانية التي سبقت الجلسة الختامية للقمة، أكد عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة في كلمته أن ما تموج به المنطقة العربية من صراعات معقدة وما تشهده من أزمات متفاقمة أساسها التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول العربية وتمتد بتأثيراتها وإفرازاتها السلبية إلى مختلف دول العالم وتؤثر مباشر على الأمن والسلم الدوليين، مما يتطلب جهدا اكبر وتعاونا أقوى لمواجهاتها وحلها. وأكد أن الأوضاع في اليمن تسير بخطى ثابتة نحو ما يصبو إليه الشعب اليمني الشقيق، وقال: «لن تتخلى دول التحالف العربي للدفاع عن الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية عن دورها الذي تقوم به حتى يتم استعادة الأمن والاستقرار في اليمن وإنهاء جميع صور التدخل الخارجي وإيجاد حل سياسي طويل الأمد بين جميع الأطراف». من جهته، أكد عاهل المغرب الملك محمد السادس، في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس الوزراء المغربي عبدالإله بنكيران، أن بلاده انخرطت في آليات منتدى التعاون العربي - الجنوب أمريكي إيمانا منها بجدوى التكتلات الجمهورية، ودورها في تعزيز علاقات الشراكة التضامنية والتعاون بين الدول. وقال بنكيران، بلسان جلالة ملك المغرب: "بصفتنا رئيس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، سنواصل جهودنا الدؤوبة لنصرة حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، كما أننا حريصون على مواصلة وكالة بيت مال القدس الشريف لعملها الميداني ومشاريعها الاجتماعية والصحية والتعليمية دعما لصمود إخواننا في القدس وحفاظا على الوضع القانوني للمدينة المقدسية وعلى هويتها العربية وموروثها الحضاري والإنساني". ونوه رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد الى أن هذه القمة تتزامن مع الذكرى العاشرة لانطلاق مسيرة التعاون العربي الأمريكي الجنوبي،بمبادرة من جمهورية البرازيل التي احتضنت عاصمتها سنة 2005م أول قمة لها، مشيراً إلى أن التعاون بين الإقليمين في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مستويات وبالوسع العمل على تعزيزها بالنظر إلى الإمكانات التي تتمتع بها البلدان وإثرائها بوضع أجندة تعاون فعالة تشجع على إيجاد حلول إنمائية تتوافق مع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. وقال: "حرصا منا على متابعة مقررات القمم السابقة ندعو إلى تفعيل مقترح تونس خلال قمة ليما والتعلق بتأسيس جامعات مزدوجة اللغة في الإقليمين". من جهته، خاطب رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي القمة مشيرا الى ما تتعرض له بلاده من مآس على أيدي الانقلابيين. وقال "تعلمون أن بلدي اليمن يمر في هذه الأثناء بظروف بالغة التعقيد والصعوبة بعد أن كان على أعتاب مرحلة تحول تاريخي كبير، فبعد أن كنا على مشارف النجاح النهائي في طريق الانتقال السياسي والسلمي للسلطة الذي حددت مراحله واستحقاقاته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، حيث أنجزنا بجهد دؤوب ومخلص حواراً وطنياً شاملا وجامعاً لكافة فرقاء الحياة السياسية ومكونات المجتمع اليمني والذي تم فيه استحضار ومناقشة كافة قضايا اليمن ومشكلاته منذ عشرات السنوات وتمخض عن هذا الحوار مخرجات وضعت معالجات حقيقية لمآسي الماضي وأرست المداميك الحقيقية ليمن اتحادي جديد يقوم على مبادئ العدل والمساواة والحكم الرشيد". وأردف الرئيس اليمني يقول: "حين أدركنا حجم الكارثة المروعة التي حلت بالوطن نتيجة طيشان (مليشيات الانقلاب) قررنا مضطرين توجيه نداء أخوي لأشقائنا الأوفياء الاماجد في مجلس التعاون لدول الخليج العربي، طلبنا فيه التدخل والوقوف إلى جانب اليمن والعمل على التصدي لعدوان تلك المليشيات الانقلابية ولمنع انزلاق اليمن من أن يكون مصدر تهديد لكافة الدول، خصوصاً والأطماع الإيرانية بأدوات الانقلابيين تطمح للسيطرة على باب المندب بما يمثله من أهمية إستراتيجية كحلقة وصل بين الشرق والغرب". ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين أن تقوم بذلك، قائلا إن من يؤمن بحل الدولتين عليه أن يعترف بالدولتين وليس بدولة واحدة وأن الشعب الفلسطيني يعتز بعلاقات الصداقة التاريخية الراسخة التي تربطه مع بلدان القارة الأمريكيةالجنوبية. وقال: "ان فلسطين وبما يربطها من علاقات تاريخية بدولة أمريكاالجنوبية بما في ذلك تواجد جالية من أصل فلسطيني في دولكم الصديقة منذ عهود بعيدة يمكنها أن تقوم بدور متميز في إطار تنمية وتطوير العلاقات العربية الأمريكيةالجنوبية فهم يشكلون جسور تواصل وصداقة متينة مع العالم العربي ويستطيعون أن يسهموا في تنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري والثقافي بين المنطقتين". وأضاف الرئيس عباس: "تعلمون جميعا أن السلام هو غايتنا المنشودة الذي نسعى إليه بكل عزم وتصميم وإرادة مخلصة إلا أنه لم يعد من المفيد تضييع الوقت في مفاوضات من أجل المفاوضات، خاصة بعد أن أفشلت حكومات الاحتلال المتعاقبة كل فرص السلام منذ مؤتمر مدريد بهدف بناء المزيد من المستوطنات الاستعمارية وإقامة جدران الفصل على أرضنا ونهب مصادرنا الطبيعية وفرض حقائق جديدة على الأرض تعمق الاحتلال فإلى متى ستظل إسرائيل تضع نفسها فوق القانون؟ وفي ظل قيام اسرائيل بتدمير الأسس التي بنيت عليها الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والأمنية معنا فإن ذلك يجعلنا نؤكد مجددا أنه لا يمكننا الاستمرار في الالتزام بتنفيذ تلك الاتفاقيات وحدنا". جانب من الحضور