تقتفي الولاياتالمتحدة خطوات بعض البلدان الأوروبية في إلغاء الإعفاءات الضريبية على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. في 2016 سوف تعرف الولاياتالمتحدة ما إذا كانت الطاقة المتجددة تستطيع البقاء على قيد الحياة بدون الدعم الحكومي. في نهاية 2016 سوف ينتهي مفعول أهم إعفاء ضريبي للطاقة الشمسية، كما أن أكبر إعفاء ضريبي لطاقة الرياح انتهى بالفعل. هذه المساعدات من الحكومة الفدرالية قدمت إلى شركات تطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مبالغ كبيرة وصلت إلى 24 مليار دولار من 2008 إلى 2014، وفقا لبيانات من تجميع بلومبيرج. وأدى هذا إلى زيادة مقدارها 12 مرة في قدرة الطاقة التي تم تركيبها خلال العقد الماضي، الأمر الذي ساعد على تخفيض التكاليف بنسبة 10 بالمائة سنويا. لا تزال الطاقة الشمسية والرياح تولد معا أقل من 5 بالمائة من الكهرباء في الولاياتالمتحدة. ويأتي قرار إلغاء المساعدات في وقت تواجه فيه الصناعتان منافسة أقوى من الأسعار الرخيصة للغاية من الفحم والغاز الطبيعي. وقد هبط مؤشر أسهم الشركات العالمية للطاقة الشمسية بحدود 35 بالمائة منذ يونيو. وهبط مؤشر شركات طاقة الرياح بنسبة 20 بالمائة خلال الفترة نفسها. تتدافع شركات الطاقة الشمسية من أجل إنجاز المشاريع قبل نهاية 2016. أكثر من 8.5 جيجا واط من قدرة التوليد من الطاقة الشمسية سوف تدخل حيز الإنتاج في 2015، تعقبها على الأقل 11 جيجا واط في 2016. بدون الإعفاء الضريبي، الذي يعوض شركات التطوير عن 30 بالمائة من تكلفة المشروع، من المتوقع أن عمليات تركيب الطاقة الشمسية في 2017 سوف تتراجع بنسبة 70 بالمائة. رون ريش، رئيس مجموعة الصناعة "رابطة صناعات الطاقة الشمسية"، يقول إن إلغاء الإعفاءات الضريبية يمكن أن يكلف الصناعة 100 ألف وظيفة ويقضي على 25 مليار دولار من النشاط الاقتصادي. من خلال المساعدات، تظل الطاقة الشمسية في معظم أجزاء البلاد أكثر تكلفة من الغاز الطبيعي والفحم والطاقة النووية. لكن مع غياب المساعدات، تصبح الطاقة الشمسية أكثر تكلفة بنسبة 35 إلى 40 بالمائة. طاقة الرياح في وضع أفضل. يعود ذلك جزئيا إلى أنها مرت في هذه المرحلة من قبل. تراجعت عمليات التركيب بنسبة 90 بالمائة في 2013، حين انتهى مفعول أكبر برنامج فدرالي للمساعدات. تم تمديد الإعفاء الضريبي، البالغ 23 دولارا لكل ميجا واط ساعة، بأثر رجعي لتغطية المشاريع التي كانت قيد الإنشاء في 2014. لكن حتى بدون الإعفاء الضريبي، تستطيع توربينات الرياح الآن التنافس مع منتجات الوقود الأحفوري في أجزاء من تكساس وأوكلاهوما. في قرارها لتخفيض الدعم الحكومي، فإن الولاياتالمتحدة تقتفي مثال أوروبا. بعد سنوات من المساعدات السخية للطاقة المتجددة، قررت ألمانيا وإسبانيا وجمهورية التشيك تقليص المساعدات مؤخرا. وفي يناير تعتزم بريطانيا تقليص المساعدات إلى الألواح الشمسية التي يتم تركيبها على أسطح المنازل بنسبة 87 بالمائة. وكل هذا هو جزء من دورة استثمارية تتحرك في أطوار في مختلف أنحاء العالم، كما يقول جيجار شاه، مؤسس شركة صن إديسون: "الحوافز عملت على خلق صناعة عالمية تستطيع الانتقال إلى الأسواق الساخنة. في البداية كانت أوروبا، ثم الأمريكتان، والآن في الصين والهند وإفريقيا."