أثق كثيرا في السياسة الإدارية لنادي هجر، رغم أنني اتحفظ على قرارها الأخير بإقالة الصربي من الإشراف على الفريق الأول لكرة القدم عقب الخسارة الأخيرة أمام الفيصلي، ولكن كما يقولون (أهل مكة أدرى بشعابها) ومن هنا أتوخى أن يكون القرار في محله. في الموسم الماضي ساهم حصاد الفريق في الدور الأول ببقاء الفريق في دوري جميل، ويبدو أن البداية هذا الموسم مختلفة عن سيناريو الموسم الماضي على الأقل في الجولات الخمس التي انقضت من عمر الدوري، وهذا يتطلب جهدا مضاعفا على كافة الأصعدة من داخل البيت الهجراوي. إقالة المدرب إذا كانت صائبة، فهي جزء من الحل، وليس الحل كله، فاللاعبون مطلوب منهم رفع معدل القتالية داخل المستطيل الأخضر، والشعور بالقلق إزاء ما يتعرض له الفريق من خسائر متواصلة وآخرها في مباراتين متتاليتين أمام الخليج والفيصلي. اللعب بنظام خروج المغلوب هو ما ينبغي أن يفهمه جميع الهجراويين في المرحلة المقبلة، خصوصا أن الفارق النقطي بينهم وبين صاحب المركز السابع لا يتعدى الأربع نقاط، ما يعني أن الفرصة متاحة لهم متى ما وجدت العزيمة والإرادة، قبل أن يتسلل اليأس جراء الخسائر أن حدثت في المباريات القادمة. من وجهة نظري المتواضعة، فان الحل الأمثل لن يخرج من أقدام ورؤوس اللاعبين مع إعادة صياغة الروح القتالية التي ظهروا عليها في الموسم الماضي. هجر يملك إدارة منظمة لا تتأخر في صرف رواتب لاعبيها، وتعمل بصمت، وهي في اختبار صعب بعد نتائج الجولات الأولى من الدوري، ويتطلب منها خلق حالة جديدة تختلف عن الحالة التي ظهرت عليها في الموسم الماضي في عملية التهيئة والتحفيز للاعبيها. جمهور هجر هو الآخر غائب عن دعم فريقه في المباريات التي تقام على أرضه، ومطلوب منه التفاعل الجاد في المدرج بالعدد والمساندة والحراك الايجابي. لا أعرف لماذا يكون الحضور الجماهيري خجولا في مباريات الأحساء، وهم الذين صالوا وجالوا في المدرجات عندما كان فريقهم في الدرجة الأولى لسنوات طويلة، وكانوا يمنون النفس بصعود فريقهم لدوري الكبار، وعندما تحقق الحلم، بل وقدم لهم ناديهم مهر البقاء في الموسم الماضي، تراجع حضورهم في المدرج بدرجة مخيفة جدا. يبدو أن الظاهرة الجماهيرية لفرق الشرقية واحدة، حضور فعال في الأولى، واختفاء في دوري جميل، حدث ويحدث مع الخليج وهجر والفتح أيضا. ما السر؟