تحول عزاء شهداء الحيدرية بمدينة سيهات في محافظة القطيف إلى صورة كبيرة للتلاحم بين أطياف الشعب السعودي كافة، وبات سرادق العزاء مقصداً لكل المواطنين من مسؤولين ومواطنين. وظهر الموقع بشكل منظم بعد أن حددت الأدوار للجان العاملة فيه. وشهد أمس توافد أعداد كبيرة من المعزين من مختلف المناطق. وأكد المعزون على ضرورة الوقوف صفا واحدا ضد الإرهاب، وأن السبيل الوحيد لذلك بالتكاتف واللحمة الوطنية والاصطفاف حول القيادة الرشيدة، مشيرين الى ان الحدث الإرهابي وما أفرزه من لحمة وطنية تجلت بشكل واضح لكافة اطياف المجتمع السعودي والكيفية التي يجب على مؤسسات المجتمع المدني استغلالها لتعزيز ذلك المنهج القويم بين كافة ابناء الوطن، مشددين على ان الاعمال الاجرامية ساهمت في ابراز مدى التلاحم بين ابناء الوطن الواحد، وان الشعب السعودي يشترك في المصير الواحد والارض الواحدة والقيادة الواحدة. واشاروا الى أن الفكر الإرهابي لا يمت للدين الإسلامي بصلة، وهو فكر إقصائي يتسبب في إحداث القتل، ورأوا أن الإرهاب هدفه شق وحدة الصف وضرب اللحمة الوطنية وهو ما لن يتمكن بحول الله من تحقيقه أبدا. وذكروا ان الجرائم الارهابية التي وقعت في مختلف مناطق المملكة تؤكد على استهداف أمننا واستقرارنا ووحدتنا ويسعى مخططوها ومنفذوها لإذكاء نار الطائفية وإشعالها، وتأجيج الخلافات المقيتة خدمة للقوى الخارجية التي تحاول إشغال دولتنا. وأضافوا أن هذه الحوادث ترمي لشحن النفوس ونشر الفوضى والعنف دون أي إحساس بحرمة الدماء وعصمتها. مشيرين إلى أن يقظة الجميع وجهود رجال الأمن لم يستطع منفذوها تحقيق مقصدهم. وبينوا أن الوطن بأبنائه وبوعيهم لخطورة ما يحاك لهم، فوتوا على الجماعات الإرهابية الفرصة، حيث تجلى هذا الوعي بأبهى صوره في تقاطر الحشود الكبيرة والوفود الكثيرة إلى مواقع العزاء في سيهات، من مناطق المملكة، معزين ومواسين ومنددين بهذه الجريمة الشنعاء، ضاربين بذلك أروع الأمثلة على التضامن والتعاضد والاخاء. من جانب اخر رحب ذوو وأهالي شهداء الحيدرية بالوفود الزائرة من مختلف مناطق المملكة لتقديم واجب العزاء، مقدرين تجشمهم عناء السفر لمواساتهم. وثمنوا البادرة الطيبة التي تجسد عمق تلاحم هذا البلد المعطاء، وتقطع الطريق على كل متربص يريد المساس بالوحدة الوطنية بين أفراد الشعب، مشرين الى أن الزيارات هي رسالة واضحة وصريحة لكل من يحاول التفرقة بين أبناء الوطن؛ وإفشال مخططاتهم وما أرادوه. وشددوا على ضرورة التصدي صفا واحدا في وجه الاعداء الذين يتربصون بالوطن، داعين ان يكون الاجتماع بين ابناء الوطن الواحد متواصلا ومتلاحما ومتماسكا ومستمرا لما فيه خدمة الوطن، مؤكدين أن التفجير الارهابي لم يفت من عضد اللحمة الوطنية التي ازدادت قوة وصلابة. تلاحم وطني أفرزه مجلس العزاء