أكدت مصادر محلية يمنية السبت، أن مواجهات عنيفة اندلعت بين الحوثيين مسنودين بالقوات العسكرية الموالية للمخلوع علي صالح من جهة، والمقاومة الشعبية من جهة أخرى، في محيط مقر القوات الخاصة " الأمن المركزي سابقاً"، بمحافظة تعز جنوب العاصمة صنعاء. وقالت المصادر: إن مسلحي المقاومة شنوا هجوماً عنيفاً على مقر القوات الخاصة "أهم المعسكرات الواقعة في قبضة الحوثيين وقوات صالح"، وأحرزوا تقدماً كبيراً نحوها بعد سيطرتهم على نوبات الحراسة المحيطة بها. وأكدت المصادر، أن قتلى وجرحى سقطوا في صفوف الحوثيين والمقاومة دون أن تتضح حصيلتهم نتيجة استمرار المواجهات بشكل عنيف، ويستخدم فيها الطرفان مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. يأتي ذلك، في حين شن طيران التحالف العربي غارات جوية عنيفة على مواقع الحوثيين وقوات صالح في معسكر اللواء 35 بالمطار القديم، دون أن تتضح الخسائر التي خلفها القصف. وذكرت المصادر أن الحوثيين وقوات صالح قصفوا بشكل عنيف قلعة القاهرة التي سلمها رجال المقاومة للجيش الوطني الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي، الأسبوع الماضي. كما شنوا قصفا عنيفا بالدبابات على مواقع أخرى للمقاومة الشعبية وعلى الأحياء السكنية. وذكر سكان محليون أن قذائف أطلقها الحوثيون، الجمعة، تساقطت على أحياء الروضة وثعبات وتعز القديمة، وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية. الوضع الإنساني من جهة أخرى، عبرت مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ إزاء الوضع الإنساني المتدهور في مدينة تعز جراء نقاط التفتيش التي تقيمها اللجان الشعبية التابعة للميليشيات الحوثية في محيط المدينة. وقال المتحدث باسم المفوضية روبرت كولفيل: "إن الحواجز التي أقامها الحوثيون منذ أبريل الماضي، تشدد القيود على حركة المدنيين والسيطرة على الطريق الشرقي في تعز كما تقطع طرق الإمداد الرئيسية من مدن صنعاءوعدن وإب ولحج". وأضاف: "إن ما يزيد الأمر تعقيدا هو الاشتباكات العنيفة قبالة طرق الإمداد القادمة من الحديدة ليتحمل المدنيون في تعز العبء الأكبر من تبعات الحصار، وهم يكافحون من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية بما في ذلك المياه الصالحة للشرب". وأشار إلى أن أسعار المياه ارتفعت بنسبة 300 بالمائة، الأسبوع الماضي، بعد منع أعضاء اللجان الشعبية التابعة للمليشيا الحوثية وصالح المحليين والمقيمين من عبور نقاط التفتيش مع الماء والفواكه والخضروات وغيرها من السلع الأساسية. وأكد روبرت كولفيل عن سقوط 7655 ضحية من بينهم 2577 قتيلا منذ منذ 26 مارس الماضي وحتى 16 أكتوبر الجاري...لافتاً إلى أن المفوضية تلقت معلومات تفيد بمقتل ما لا يقل عن 15 مدنيا في مدينة تعز في 21 أكتوبر، بينهم طفلان وامرأة، وإصابة 73 مدنيا بينهم 13 طفلا وامرأتان، نتيجة القصف العشوائي الذي استهدفت مناطق سكنية من قبل أفراد اللجان الشعبية التابعة للميليشيا الحوثية. غارات أفادت مصادر محلية بأن ستة من مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية قتلوا وجرح آخرون، السبت، في غارة جوية شنها طيران التحالف العربي على موقع لهم بمديرية الرضمة بمحافظة إب. وذكرت المصادر أن الغارة أسفرت كذلك عن تدمير سيارة دورية عسكرية تابعة لهم. وكان قتلى وجرحى من مسلحي الحوثي قد سقطوا في سلسلة غارات شنها طيران التحالف على مواقع وتجمعات وآليات لهم بعدة مناطق في محافظة إب خلال الأشهر الماضية. ويواصل طيران التحالف منذ سبعة أشهر حتى اليوم، بناء على طلب الرئيس هادي شن غاراته المكثفة على معسكرات ومواقع وآليات المتمردين في عدة محافظات يمنية. إجراءات أمنية وفي عدن، شرعت الأجهزة الأمنية الرسمية في المدينة باستخراج بطاقات عسكرية مؤقتة لجميع أفراد المقاومة الشعبية في المحافظة، والذي من المقرر دمجهم في وقت لاحق مع أجهزة الأمن والجيش الرسمية. وأوضحت مصادر محلية أن السلطات الرسمية أصدرت أوامرها لجميع النقاط الأمنية التابعة المقاومة الشعبية، بالإضافة إلى توجيهها لقيادة المقاومة بنزع ومصادرة جميع الأسلحة المنتشرة في شوارع عدن. وأكدت المصادر أنه في حال تم إلقاء القبض على أي شخص يحمل السلاح ولا يحمل البطاقة العسكرية المؤقتة، سيتم مصادرة السلاح والقبض عليه. وأشارت المصادر إلى أن هذه الإجراءات جاءت نتيجة الانتشار الكبير للسلاح والمسلحين في شوارع مدينة عدن، بالإضافة إلى انتشار حوادث استهداف المدنيين والمواطنين بالرصاص الحي، حيث كان آخرها اغتيال أحد أفراد الهلال الأحمر الإماراتي، والذي يعمل في تقديم المعونات والمساعدات الإنسانية للمواطنين في مدينة عدن.