حاولت روسيا أمس حرف مسار "رباعي جنيف" باتجاه تحالف دولي جديد لمحاربة تنظيم داعش بدلا من التركيز على تسوية سياسية تستبعد الأسد، واجتمع في فيينا امس الجمعة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف؛ لبحث الأزمة السورية عقب لقاء ثلاثي بين كيري ونظيريه السعودي والتركي، واستهدف اللقاء الثلاثي الذي جمع كيري ووزير خارجية المملكة عادل الجبير والتركي فريدون سينيرلي أوغلو الاتفاق على موقف موحد يركز على حل سياسي في سوريا من دون الرئيس بشار الأسد، في مقابل أجندة روسية مختلفة. وأفادت وكالة الأناضول أن الأطراف الثلاثة بحثت "في اجتماع تنسيقي ثلاثي ذي طبيعة استشارية مقترحات لتسوية الأزمة السورية" من دون الإدلاء بتصريحات، واعلن لافروف ان موسكو تؤيد اجراء محادثات بين حكومة الرئيس السوري بشار الاسد "وجميع اطياف" المعارضة السورية. وصرح في مؤتمر صحافي مع نظيره الاردني ناصر جودة "موقفنا المشترك هو اننا نحتاج الى دعم الجهود لعملية سياسية في التسوية السورية". وأوضح أن "ذلك يتطلب بدء محادثات واسعة بين ممثلين عن الحكومة السورية وجميع اطياف المعارضة السورية الداخلية والخارجية، بدعم من لاعبين خارجيين". ونقلت قناة روسيا-24 التلفزيونية عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله إن جيشي روسيا والأردن اتفقا على تنسيق العمليات في سوريا من خلال آلية عمل في عمان. وشنت طائرات روسية تسع ضربات جوية استهدفت خمسة مستشفيات ميدانية على الاقل في محافظات سورية عدة، ما ادى الى مقتل مدنيين، وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال زيارة للعاصمة اليونانية اثينا أن الرئيس السوري بشار الاسد هو المشكلة في الازمة السورية وليس الحل، و"نحتاج الى العمل للتوصل الى حل سياسي. بشار الاسد ليس هو الحل بل هو المشكلة"، وقال فلاديمير تشيزوف، سفير روسيا لدى الاتحاد الأوروبي: إن نظام بشار الأسد كان من الممكن أن يسقط أمام تنظيم "داعش،" لولا تدخل القوات الروسية، وقتل 14 مدنيا على الاقل امس جراء غارات جوية استهدفت مدينة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في وسط سوريا، لم يعرف اذا كان مصدرها طائرات تابعة للنظام ام روسية، وشهد ريفا حماة وحلب معارك عنيفة، فيما تتجه فرنسا لتقديم قرار لمجلس الامن لمنع براميل الموت. وفي التفاصيل، فقد قصفت طائرات روسية خمسة مستشفيات ميدانية على الاقل في محافظات سورية عدة، ما ادى الى مقتل مدنيين وعدد من الكوادر الطبية، وفق ما اعلنت الجمعية الطبية الامريكية السورية ليل الخميس. وأفادت الجمعية في بيان على موقعها الالكتروني ان "ضربات جوية روسية استهدفت الثلاثاء مشفى ميدانيا في بلدة سرمين في ادلب"، اضافة الى ثماني غارات روسية سابقة على مستشفيات في سوريا. وتعرضت خمسة مستشفيات على الاقل تقع في محافظات حماة واللاذقية وادلب بالاضافة الى مستشفيين في حلب لغارات روسية منذ مطلع اكتوبر الحالي، بحسب الجمعية وناشطين والمرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: "قتل 14 مدنيا بينهم ستة اطفال في مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي جراء ثلاث غارات لم يعرف اذا كانت من طائرات حربية تابعة لقوات النظام ام روسية". وافاد المرصد امس بوقوع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة والفصائل المقاتلة في مناطق عدة في ريف حمص الشمالين تزامنا مع قصف جوي روسي على مناطق في ريف حماة الشرقي. وفي شمال البلاد، احصى المرصد امس "مقتل سبعة مدنيين، بينهم طفلان بالاضافة الى 11 عنصرا من داعش في عشر غارات، نفذتها طائرات حربية يعتقد انها روسية" الخميس على مناطق ومقار تابعة للتنظيم في مدينة الرقة، ابرز معاقل التنظيم في سوريا. وفي محافظة اللاذقية، افاد المرصد امس بقيام "الطائرات الحربية الروسية امس بسبع غارات في منطقة سلمى ومحيطها في جبل الأكراد" وهي المناطق التي يتركز فيها وجود الفصائل المقاتلة، كما شنت الطائرات الروسية وفق المرصد غارات جوية استهدفت امس مناطق في ريف حلب الجنوبي. وجرت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من طرف آخر في عدة محاور بناحية الحمرا وقرية الرحية بريف حماة الشرقي، وسط قصف متبادل وعنيف ترافق مع فتح الطرفين لنيران رشاشاتهما الثقيلة تزامن مع تنفيذ الطيران الروسي ضربات مكثفة على مناطق الاشتباك، ومعلومات مؤكدة عن تقدم وسيطرة للفصائل والنصرة على نقاط في المنطقة، أيضاً استهدفت الفصائل الإسلامية دبابتين لقوات النظام في محيط بلدة الحمرا ما أدى لإعطابهما، كذلك قصفت قوات النظام أماكن في قرى وبلدات الزيارة والقاهرة والدقماق والمنصورة وتل واسط بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، فيما تعرضت مناطق في أطراف بلدة كفرنبودة بريف حماة الشمالي، لقصف من قبل قوات النظام، ولم ترد أنباء عن إصابات. وتجددت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة اخرى، في محيط مساكن السبيل ودوار شيحان، ترافق مع قصف قوات النظام على مناطق في حي بني زيد، ولم ترد انباء عن خسائر بشرية، كذلك تستمر الاشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من جهة وقوات النظام من جهة أخرى، على عدة محاور من ريف حلب الجنوبي، واستهدفت الكتائب المقاتلة 3 آليات لقوات النظام بصواريخ تاو، ما أدى لإعطابها، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام، أيضا قصفت الطائرات الحربية الروسية أماكن في قرية العيس بريف الجنوبي وبلدة الزربة بريف حلب الغربي، حيث شهدت سماء ريفي حلب الجنوبي والغربي تحليقاً ل9 طائرات لأول مرة، فيما تدور اشتباكات في منطقة الملاح شمال مدينة حلب بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وجبهة أنصار الدين من طرف، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف آخر. إلى ذلك، أعلن السفير الفرنسي في الاممالمتحدة فرنسوا ديلاتر ان بلاده ستطرح قريبا بالاشتراك مع بريطانيا واسبانيا مشروع قرار امام مجلس الامن لإدانة القصف بالبراميل المتفجرة في سوريا. وبحسب دبلوماسيين فإن مشروع القرار سيوزع على اعضاء المجلس قبل نهاية نوفمبر الجاري. وقال السفير الفرنسي خلال جلسة لمجلس الامن خصصت لبحث الاوضاع في الشرق الاوسط إن "مناطق بأسرها هي اليوم تحت نيران القصف العشوائي للنظام، ولا سيما بالبراميل المتفجرة"، مشيرا الى ان هذا القصف يسرع فرار السوريين من بلدهم.