عندما تقدم مباراة كبيرة على المستوى التكتيكي والانضباطي وتخسر النتيجة بشرف فإن الخسارة في هذه الحالة فقط يُمكن تقبلها رغم مرارتها؛ كونها أمرا واردا في عالم المستديرة، ولكن عندما تخسر المستوى قبل النتيجة، فهذا يؤكد أن الفريق يعاني من خلل فني وإداري كبير يجب أن نتوقف عنده. وعطفا على ما سبق فإن خسارة النصر بالأربعة أمام الأهلي في الجولة الماضية يجب أن لا تمر مرور الكرام سيما وأنها لم تكن مجرد خسارة عابرة يمكن تجاوزها أو ضياع ثلاث نقاط في سباقه على اللقب وبالإمكان تعويضها، بل كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير خصوصا وأنها امتداد للنتائج السلبية التي حققها منذ بداية الموسم. فالفريق أمام الأهلي ظهر باسمه ولونه بينما فنيا كان كالغريق الذي تتلاطمه الأمواج العاتية من كل الاتجاهات ولا يملك القدرة على مقاومتها، فاللاعبون في تلك الليلة المشؤومة كانوا كالأشباح لا روح ولا حماس ولا قتالية باستثناء لاعب أو لاعبين في الوقت الذي واصل خلاله المدرب داسيلفا مسلسل الفشل كالعادة وقدم الفوز لمنافسه على طبق من ذهب من خلال تشكيلته وطريقته وتغييراته الغريبة. وبلا شك أن هذه الخسارة المُهينة قللت من فرص احتفاظ الفريق بلقبه للعام الثالث على التوالي، وساهمت في إحباط جماهيره الوفية التي ما زالت تتساءل عن سبب ظهور الفريق بهذا الشكل المترهل والأداء المتواضع الذي لا يتناسب مع فريق بحجم النصر الذي يضم في صفوفه أفضل وأبرز العناصر المحلية. وفي اعتقادي أن رئيس النادي هو المسؤول عن الحال المائل الذي وصل إليه الفريق حتى الآن، فهو من أصر على بقاء المدرب المفلس داسيلفا، وهو من جدد عقد المدافع منتهي الصلاحية محمد حسين، وهو من تأخر في حسم ملفات اللاعبين الأجانب، وهو من وافق على تأخر بداية الإعداد للموسم الجديد وها هو الفريق يدفع فاتورة تلك الأخطاء الفادحة. أخيرا.. إذا كانت إدارة النادي حريصة على عودة الفريق لوضعه الطبيعي ولديها الرغبة في العمل لإعادة هيبته ومكانته بين الكبار والمنافسة على كافة البطولات فلا بد من خطوات تصحيحية سريعة يأتي في مقدمتها تسريح المدرب داسيلفا والبحث عن مدرب يتواكب مع إمكانيات الفريق الفنية، وكذلك منح مخالصة نهائية للمدافع محمد حسين والبحث من الآن عن بديل مناسب لقيادة خط الدفاع حتى وإن كان لاعبا غير آسيوي، وقبل هذا وذاك تسليم اللاعبين جميع مستحقاتهم المالية المتأخرة سواء مقدمات عقود أو رواتب أو مكافآت ثم تطبيق مبدأ الثواب والعقاب والتعامل معهم بحزم لفرض النظام والانضباط، أما خلاف ذلك فإن القادم سيكون أسوأ مما هو حادث الآن.