اختتمت أمس، ثاني أيام المرحلة الأولى من الانتخابات المصرية التي شملت 14 محافظة، وسط تراجع كبير في نسبة المشاركة بشكل عام، بالتزامن مع حالة تضارب حول النتائج المتوقعة، التي يُرجح أن يحصل فيها المنتمون لحزب النور (ممثل التيار الإسلامي الوحيد) نسبة لا بأس بها خاصة في الإسكندرية، أحد أهم معاقله، والتي كان الإقبال فيها مرتفعاً إلى حد ما. وبينما قالت غرفة عمليات مجلس الوزراء، إن الإقبال في اليوم الأول، الأحد، لم يتجاوز 15 بالمائة، من إجمالي عدد المقيدين في جداول الناخبين، أي قرابة 4 ملايين من 27 مليوناً وفق اللجنة العليا للانتخابات، أشارت معلومات ميدانية أن نسبة الإقبال اليوم الثاني، أمس، ربما تدور في نفس النسبة، لتكون الحصيلة الإجمالية تقريباً ما بين 28 30 بالمائة. محاولة وتضارب ورغم محاولة الحكومة المصرية معالجة ضعف التصويت في اليوم الأول، بأن أصدرت قراراً رسميًا باعتبار اليوم الثاني للعملية الانتخابية، أمس الاثنين، نصف يوم عمل لإتاحة الفرصة لموظفي الدولة بالذهاب إلى لجان الاقتراع، إلا أن ذلك قوبل بتجاهل شعبي.. ليصبح الرهان أكبر على المرحلة الثانية، التي تضم كتلاً تصويتية كبيرة (القاهرة مثلاً) لقلب معادلة الحضور. بالسياق، وبينما قال رئيس الوزراء، المهندس شريف إسماعيل، إن نسبة الإقبال تتراوح ما بين 15 إلى 20٪، متوقعاً زيادتها بختام اليوم الاثنين، نفى مستشار رئيس الوزراء لشئون الانتخابات، اللواء رفعت قمصان، وجود أي تجاوزات حتى الآن تؤثر على سير انتخابات مجلس النواب 2015. وأضاف قمصان في تصريحات على هامش مشاركته بغرفة العمليات المركزية للحكومة بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، إن أبرز المشكلات التي تم رصدها تضمن تأخر وصول القضاة إلى اللجان الانتخابية.. مشيراً إلى معلومات بأن نسب المشاركة في بعض المحافظات على مدار اليوم الثاني وصلت ل22 بالمائة، متوقعًا زيادة نسبة الإقبال. دعوة للمراجعة واختلف خبراء وسياسيون مصريون، حول أسباب ونتائج عزوف المواطنين عن المشاركة في التصويت. وبينما اعتبر المفكر الإسلامي الدكتور سيد نافع، تراجع نسبة الإقبال الجماهيري، إلى تراكمات وأخطاء عديدة ، أولها النظام الانتخابي نفسه، دعا في نفس الوقت إلى ضرورة مراجعة الذات لمعرفة سبب التراجع التصويتي، رغم مناشدة الرئيس السيسي للمصريين بالمشاركة. وأضاف في تصريح ل(اليوم) إنه على المؤسسات الرسمية التفاعل بشكل أكبر مع دعوات التغيير والمقترحات التي تقدم، منتقداً سياسة الاستمرار في "تجاهل الأصوات المخلصة" على حد وصفه. اطمئنان ولكن؟ من جهته، اعتبر رئيس مجلس إدارة المركز المصري للبحوث، والنائب السابق لجهاز أمن الدولة المصري، اللواء عبدالحميد خيرت، أن انتخابات مجلس الشعب السابقة، تسجل بطبيعتها تاريخياً، نسبة دنيا من الإقبال، لاعتبارات عديدة، تدور حول استغلال المال السياسي ورشوة الناخبين، أو استغلالهم دينياً. وأشار إلى ان الشعب المصري بطبيعته، يميل للحشد في المراحل المصيرية والحساسة، التي تحدد مستقبل البلاد، مثلما حدث في ثورة يونيو، و26 يوليو 2013، وكما تأكد في الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية، وكذا تمويل قناة السويس.. وبرر العزوف الواضح بأنه يعكس اطمئنان الغالبية للانتهاء من الإجراء الأهم، الانتخابات، بغض النظر عن المستوى أو النتيجة، لتنهي مرحلة الجدل، واستقرار مؤسسات الدولة. ولفت إلى أن المرأة وكبار السن كانوا كالمعتاد رمانة الميزان من حيث الإدراك بحرج المشهد، لذا سجلا حضوراً لافتاً للانتباه.