بعد بداية أسبوع قوية قلّص سوق الأسهم السعودية أرباح الأسبوع المنصرم لتصل إلى نحو 13 نقطة فقط بعد أن كانت المكاسب تتجاوز 170 نقطة، وذلك بفعل عمليات جني الأرباح التي اجتاحت معظم الشركات القيادية لكن لوحظ أن ذلك التراجع لكن يشمل جميع الشركات المدرجة بل هناك بعض الشركات خالفت توجه السوق وصعدت بقوة خلال الأسبوع الماضي مثل مبرد ودلة الصحية والقصيم الزراعية، وهذا الأمر يوحي بأن الارتداد الصاعد لم ينته حتى الآن وأن هناك احتمالية كبيرة بأن الصعود سيتواصل بداية هذا الأسبوع، لكن ذلك لا يعدو عن كونه ارتدادا فرعيا ضمن المسار الهابط الرئيسي خاصةً وأن الأسواق العالمية لم تدخل مرحلة الاستقرار بعد وهذا يجعلها عرضة للتراجع مما يؤثر على تداولات السوق السعودي. أضف إلى ذلك أن الشركات القيادية المؤثرة لم تكتمل إعلاناتها للربع الثالث خاصةً شركة سابك والتي من المتوقع أن تعلن عن نتائجها هذا الأسبوع، لذا فأي إعلان سلبي قد يؤثر على أداء السوق ويضغط عليه بشكل سلبي لكن كل ذلك مقرون بالقراءة الفنية للمؤشر العام وماهية سلوكه تجاه الدعوم والمقاومات الحالية. أما من حيث السيولة المتداولة فقد بلغت خلال الأسبوع المنصرم حوالي 27.2 مليار ريال فيما بلغت سيولة الأسبوع الذي قبله ما يربو على 20.6 مليار ريال، وهذا الارتفاع في السيولة يعضّد ما ذكرته آنفاً من أن الارتداد الصاعد سيكمل مسيرته خلال هذا الأسبوع بدليل ارتفاع السيولة مع ارتفاع السوق وتلك إشارة على أن الارتداد ما زال محافظاً على زخمه واتزانه. التحليل الفني بالنظر إلى الرسم البياني للمؤشر العام أجد أنه ما زال محافظاً على مساره الارتدادي الصاعد والذي بدأه بعد الثبات فوق منطقة 7,300 نقطة ورغم التصحيح الذي حدث خلال الجلسات القليلة الماضية، إلا أن الدلائل الفنية تشير إلى أن استمرار الارتداد ما زالت هي النظرة الأقرب حالياً لكن لا بد من عودة السيولة للارتفاع مجدداً واختراق مستوى 7,800 نقطة، حتى يواصل السوق ارتفاعاته حتى المقاومة الأهم حالياً عند 8,100 نقطة لأن تصرف المؤشر عندها له معانٍ كثيرة، فاختراق هذا الأخير يعني استمرار موجة الارتداد حتى مشارف 8,400 نقطة لكن الفشل في اختراقها والبقاء دونه، فيرجح بشكل كبير انتهاء الموجة الارتدادية وأن الهبوط سيتم استئنافه مجدداً، وهذا يعتمد في رأيي بشكل كبير على تحركات أسعار النفط بشكل أساسي ثم النتائج الربعية للشركات القيادية والتي لم يتم الاعلان عنها بعد. أما من حيث القطاعات فأجد أن قطاع الصناعات البتروكيماوية قد واجه مقاومة شرسة عند مقاومة 5,450 نقطة، ولم يتمكن من تجاوزها وهذا يفسر موجة جني الأرباح التي اجتاحت القطاع الأيام الأخيرة لذا فتجاوز تلك المقاومة يعزز من فرضية اكمال الارتداد الصاعد حتى مشارف 5,750 نقطة، أما عدم التجاوز فربما يدفع القطاع للتوجه لمنطقة 4,800 نقطة وبكسر هذا الأخير تزداد احتمالية انتهاء الارتداد الصاعد. أيضاً أجد أن قطاع المصارف والخدمات المالية فلم تتمكن حتى الآن من تجاوز مقاومة 17,500 نقطة وهي أهم مقاومة للقطاع خلال الفترة الراهنة لأن تجاوزها يعني موجة صعود متسارعة على القطاع ربما تدفع المؤشر العام للسوق إلى استهداف مناطق جديدة فوق 8,100 نقطة، وربما يكون لنتائج البنوك هذا الأسبوع أثر في هذا الأمر، لكن في المقابل لا بد من التنبيه على أن كسر دعم 16,500 نقطة سيدفع بالقطاع إلى استهداف مناطق دنيا جديدة ستضغط بدورها على المصارف المدرجة وبالتالي سيتأثر السوق سلباً بشكل لافت خلال الفترة المقبلة. أما من حيث القطاعات المتوقع أن يكون أداؤها إيجابياً لهذا الأسبوع فهي قطاعات التجزئة والاستثمار المتعدد والاستثمار الصناعي والنقل والاعلام. في المقابل أتوقع أن تشهد قطاعات الاسمنت والطاقة والزراعة والاتصالات والتأمين والتشييد والبناء والتطوير العقاري والفنادق أداءً سلبياً لهذا الأسبوع. أسواق السلع الدولية رغم الضغط الذي واجهه خام برنت خلال الأسبوع المنصرم إلا أن تمكن نهاية الأسبوع من الإغلاق فوق مستوى 50 دولارا ولا شك أن هذه علامة جيدة على مواصلة الخام لارتداده الصاعد الحالية ليتجه بعد ذلك لمستويات 56 دولارا ثم 59 دولارا وهي أصعب مقاومة سيواجهها الخام خلال المرحلة الحالية، وربما يكون لاستعدادات الدولار الأمريكي لاستئناف الصعود من جديد أثر سلبي على أسعار الخام على المدى القريب ولا يتأكد هبوط الخام إلا بكسره لدعم 46 دولارا للبرميل. أما خام نايمكس فلم يختلف كثيراً عن سابقه، فرغم التراجعات التي أصابته خلال الأسبوع المنصرم إلا أنه تمكن من الثبات فوق مستوى 46 دولارا للبرميل، وهذا الأمر يوحي بأن الارتداد الصاعد لم ينته بل ربما يواصل حتى مشارف 53 دولارا، لكن في المرحلة الحالية لا يمكن الحديث دخول الأسعار في مرحلة استقرار لأن المسار الهابط الرئيسي لم يعط إشارة على انتهائه وهذا يدعو إلى رفع درجة الحيطة والحذر خاصةً عند كسر دعم 42 دولارا للبرميل. من جهة أخرى أجد أن أسعار الذهب تمكنت وبنجاح من اختراق مقاومة 1,160 دولار للأوقية، وأعتقد أنها في طريقها لملامسة المقاومة الأهم عند 1,220 دولار والتي بتجاوزها سيصبح الطريق سالكاً حتى مستويات 1,420 دولار للأوقية لكن لنجاح الفرضية السابقة لا بد من الحافظ على دعم 1,160 دولار وعدم كسره مطلقاً. أسواق الأسهم العالمية لا شك أن ضعف الدولار خلال الأسابيع القليلة الماضية أعطت أسواق الأسهم والسلع حول العالم فرصة لالتقاط الأنفاس والعودة للون الأخضر من جديد، وهذا بالفعل ما حصل وأتوقع أن تستمر هذه المرحلة هذا الأسبوع أيضاً نظراً، لأن الدولار لم يعط حتى الآن إشارة انعكاسية تدل على انتهاء المرحلة التصحيحية الحالية والتي ستظهر بمجرد أن يتجاوز المؤشر مستوى 96.50 نقطة. أما مؤشر داو جونز الأمريكي فقد تمكن من الإغلاق فوق مستوى 17,200 نقطة للمرة الأولى منذ منتصف أغسطس الماضي وذلك في ثالث أسبوع من المكاسب السوقية، لكن بدأت بعض إشارات الضعف تظهر على المؤشر الأمريكي الأشهر خلال جلسات نهاية الأسبوع الماضي ويبدو من تلك الإشارات أن الارتداد الصاعد قد أوشك على النهاية وسيتم استئناف المسار الهابط مجدداً وذلك بعد كسر مستوى 16,400 نقطة. أيضاً أجد أن مؤشر نيكاي قد تمكن من الارتداد صعوداً بعد أن حافظ على دعم 17,400 نقطة، رغم أنه قام بكسر هذا المستوى كسراً وهمياً لكنه ما لبث أن عاد فوقه من جديد، لكن يبدو أن تداولات السوق الياباني لم تعد كما كانت وفي ذلك إشارة إلى أن الصعود الحالي لا يعدو عن كونه ارتدادا أخيرا للأعلى يعقبه الدخول في مسار هابط رئيسي، وذلك بعد الإغلاق دون مستوى 17,400 نقطة وهي أهم وأقوى دعم للمؤشر خلال الفترة الراهنة.