كشف المعهد السعودي البحريني للمكفوفين عن إطلاق حملة (حاسب آلي لكل كفيف) قريباً، وذلك على غرار (آلة كاتبة لكل كفيف)، والتي سبق أن أطلقها المعهد، ولقيت دعماً من الجهات الرسمية والأهلية، مشيراً إلى أن وزارة التربية والتعليم عرضت تقديم 20 حاسباً آلياً (برنتو) للمعهد. وأوضح عبدالواحد الخياط مدير المعهد السعودي البحريني للمكفوفين -بمناسبة اليوم العالمي للعصا البيضاء والذي يصادف 15 أكتوبر من كل عام- أن مملكة البحرين تضم نحو ألف كفيف وضعيف بصر، وأن المعهد خرَّج طوال أكثر من 30 عاماً نحو 400 خريج. وعن التحديات التي يواجهها المعهد، أشار إلى أنها مطابقة للتحديات التي يواجهها جميع العاملين في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة، والمتعلقة بالدعم، داعياً إلى شراكة مجتمعية حقيقية بين القطاعين العام والخاص لخدمة هذه الفئة. لافتاً إلى أن عدد منتسبي المعهد اليوم 27 طالباً، فضلا عن 35 طالباً آخرين دمجوا في المدارس الحكومية، وما زال المعهد يقدم لهم الدعم عن طريق منتسبيه من المعلمين، فيما نوه إلى أن المعهد في طور التطوير من خلال إنشاء وحدة الإعاقة المتعددة التي تضم مكفوفين مصابين بإعاقات متعددة وتقدم إليهم في هذه الوحدة خدمات تأهيلية وتمنحهم المهارات التي تعينهم في حياتهم. وأضاف إن "الاحتفال بهذا اليوم يأتي تأكيداً لأهمية العصا في حياة المكفوفين كرمز وشعار للمكفوفين في الحركة والتنقل، إضافة إلى التأكيد على المجتمع بالوقوف بجانب المكفوفين ولصالح قضاياهم ومد يد العون لهم، كما أن الاحتفال يأتي متزامناً مع الاحتفال مع يوم البصر العالمي، الذي تم الاحتفال به قبل أيام، مؤكداً دعم القيادة لذوي الاحتياجات الخاصة عامة والمكفوفين خاصة". وأوضح الخياط أن دول العالم وخصوصاً الدول المتقدمة اهتمت بموضوع تعليم فن الحركة للمكفوفين وإدراك الاتجاهات، وذلك بتشجيع البرامج الخاصة بالحركة وإصدار التشريعات واللوائح لتنظيم المدن والشوارع وأرصفة المشاة وتقاطعات الشوارع وتحديد نقاط عبور آمنة للمشاة ووضع قواعد لتنظيم المرور، بحيث تضمن سيراً آمناً لجميع المواطنين راكبين أو مرتجلين أسوياء أو غير أسوياء. مبيناً أن الاحتفال يأتي أيضا متزامناً مع خطة دمج الطلبة المكفوفين بمدارس وزارة التربية والتعليم، حيث يقوم المعهد وبالتنسيق مع إدارة التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم بتفعيل هذا الدمج وإنجاحه. وأضاف مدير المعهد إن ادارة المعهد ووزارة التربية والتعليم قد عملوا سوية في تفعيل هذا الاحتفال من خلال تثبيت لوحات بمعظم المدارس تتضمن اسماء الفصول والقاعات والخدمات بخط برايل؛ مما يمكن الطالب الكفيف من الوصول الى مراده من خلال هذه اللوحات، مؤكداً أن ادارة المعهد تعمل جديا لوضع ممرات خاصة بحركة المكفوفين من البوابة الرئيسية الى داخل الصفوف والقاعات الامر الذي يسهل على الطلبة المكفوفين من الحركة داخل المعهد بيسر وأمان. وذكر أن العصا البيضاء هي عبارة عن عصا طويلة ذات ألوان بيضاء وحمراء يستخدمها الكفيف لتساعده على التنقل وتساعده على اكتشاف العقبات التي يواجهها أمامه، وصممت العديد من أنواع هذه العصا لكي تلائم المكفوفين، فمنها العصا الثابتة وغير الثابتة والتي يمكن طيها وتصنع هذه العصا من سبيكة الألمنيوم أو الألياف الزجاجية أو الخشب. وأوضح مدير المعهد أن العصا البيضاء تعتبر على المستوى العلمي أداة تعريف بالكفيف؛ لذلك فإنها تعطي مستخدمها حق الطريق وإفساح المجال لسيرهم من قبل الآخرين وخاصة من أصحاب السيارات، كما تعتبر العصا وعلى بساطتها وقلة تكاليفها من أكثر الأدوات العملية المساعدة على الحركة والتنقل. وفي سياق ذي صلة، تطرق في حديثه إلى مشروع توظيف المكفوفين، إذ بين المجلس النوعي للتدريب في قطاع تجارة التجزئة أطلق مرحلة البحث عن وظائف لعشرة مكفوفين من خريجي الثانوية العامة فما فوق، وذلك ضمن مشروع (ندعمهم) لتوظيف وتدريب وتأهيل وإدماج المكفوفين والذي يأتي بالتعاون مع وزارة العمل ومعهد بريدج لحلول التدريب وجمعية الصداقة للمكفوفين والمعهد البحريني السعودي للمكفوفين. يشار إلى أن المعهد السعودي البحريني للمكفوفين مؤسسة تعليمية خاصة بذوي الإعاقة البصرية، أنشئ قبل أكثر من 40 عاماً وتحديداً في العام 1974 باسم معهد النور للخليج العربي للمكفوفين، يتبع المكتب الإقليمي للجنة الشرق الأوسط لشؤون المكفوفين بالمملكة العربية السعودية، وكان يضم أعداداً كبيرة من الطلاب من دول مجلس التعاون العربية والدول الإسلامية، وكان يوفر السكن الداخلي وجميع احتياجات الطلاب وتذاكر السفر ومصروف الجيب والدراسة، وفي العام 1997 تم توقيع مذكرة تفاهم بين البحرين والمملكة العربية السعودية واختيار اسم المعهد البحريني السعودي للمكفوفين وحاليّا المعهد تشرف عليه رسميّاً وزارة التربية والتعليم في البحرين.