يؤكد المدرب الدولي مشعل اليوسف أن الكاراتيه السعودي في تطور مستمر نتيجة الدعم الذي تلقاه اللعبة من الاتحاد، وكذلك الإقبال المتنامي عليها من قبل الشباب، وبدأت المنتخبات السعودية في حصد النتائج من خلال المشاركات الخليجية، والعربية، والقارية، وعبر ألقاب ومستويات كانت محط الاشادة والاعجاب، ليقف (الميدان) مع المدرب اليوسف في هذا الحوار المتعدد الجوانب: ¿ لماذا اتجهت منذ البداية للعبة الكاراتيه؟ اتجهت للعبة الكاراتيه لحبي الشديد لها وميولي منذ صغري وتشجيع والدَّي -رزقني الله برهما-، فهما السبب الرئيسي في استمراري طول هذه السنين ونجاحي الذي حققته، وبدايتي كانت في لندن حينما كنت في سن الرابعة اضطرت أسرتي للانتقال هناك بسبب عمل والدي، وكنت وقتها صغيراً على المدرسة، وشقيقاي الأكبر مني سنًا يدرسان، وقد سجلا في معهد تدريب مجاور لسكننا آنذاك، وكنت أشاطرهما الوقت، فأذهب معهما وأراهما يتدربان ويلعبان، وبدأت أراقبهما بشغف، وأذكر أن والدي قام بشراء بدلة بمقاسي وكنت أرتديها، وأقوم بمراقبة تلك الحركات مع المدرب وتطبيقها رغم أنني لم أتقنها في صغري، فوضعتها كحلم أو أمنية لحظتها، وبدأت بدايتي الحقيقية مع الكاراتيه حينما عدت للوطن، وكنت في سن الابتدائية، دخلت كمتدرب في بعض المراكز والأندية للكاراتيه، وبعدها استمريت واتجهت لنادي النهضة في المنطقة الشرقية وشاركت في البطولات كلاعب منذ الصغر في ذلك الوقت في البطولات التي تقام للأندية والمراكز على مستوى المملكة حتى تم اختياري لاعبا في المنتخب السعودي بعد حصولي على أكثر من بطولة داخلية على مستوى المنطقة والمملكة وشاركت مع المنتخب في بطولات داخلية وخارجية، وتخصصت في هذه اللعبة، ثم تفرعت في عدة ألعاب للدفاع عن النفس، حتى وصلت لما أنا عليه الآن بفضل الله وتوفيقه.. ¿ مَن مِن المدربين الذين استفدت منهم وكان لهم الفضل بعد الله في صقل موهبتك؟ * هم كثر حقيقة، لكن أبرزهم صالح العريض وسعود الحربي وأحمد بهاء وهو من أسسني رحمة الله عليه وأتيلا التركي ومولود الأطرش وعبدالعزيز بوشعيب وهشام سعد وعمر العلي وأحمد الشراحيلي ومحمد علوش، وأقدم لهم التحية عبر "الميدان"، ولهم مني جزيل الشكر والعرفان.. ¿ عاصرت اتحادين للكاراتيه.. ما الفارق بينهما؟ وكيف تقيم تجربتك مع الاتحاد الحالي؟ الاتحادان كلاهما مدرسة للعبة الكاراتيه، وهدفهما واحد وهو "تطويرها وصنع أبطال كاراتيه يمثلون الوطن من مدربين وحكام ولاعبين"، ولن أنسى ما قدمه الاتحاد السابق برئاسة المؤسس لهذه الرياضة في المملكة، محمد القليش، وكذلك فريق محمد الطويان، والعقيد سعد الخليوي، والأمين العام صالح الزهراني، وجميع أعضاء مجلس إدارة الاتحاد وكل من ساهم معهم في تأسيس وتطوير هذه الرياضة لهم كل الشكر والتقدير والاحترام على ما بذلوه وقدموه لنا. أما الاتحاد الجديد فله مني كل الشكر والتقدير على بذلهم في رفع مستوى هذه اللعبة، حتى خرجت على أكمل وجه، تمثل وطننا الغالي من المحافل المحلية للدولية للعالمية، وقطف ثمار ما تم زرعه في أبناء منتخباتنا، وتطويرهم باستمرار من خلال المشاركات في البطولات الدولية المستمرة برئاسة عراب اللعبة رئيس الاتحاد السعودي للكاراتيه الدكتور ابراهيم القناص، الذي له الفضل -بعد الله- في نقل الاتحاد الجديد إلى ما هو عليه الآن واهتمامه بهذه اللعبة وأبنائها كان كفيلا بتحقيق ما تم تحقيقه، فله مني كل الشكر والتقدير من أعماق قلبي.. وأيضًا بهذه المناسبة أشكر الأمين العام محمد الجويسم، ومدير الاتحاد خالد الحبجر، ورئيس لجنة المنتخبات عبدالمطلب البرقاوي، وسكرتير الاتحاد عبدالحفيظ عاليه، وجميع أعضاء مجلس الإدارة والطاقم الفني والإداري على ما يبذلونه من جهد واضح لهذه الرياضة وأبناء المنتخب العزيز كفريق واحد متكامل.. ¿ من هم النجوم الأبرز في اللعبة محلياً؟ * كثر، ولا يمكنني حصرهم؛ لتميز كل واحد منهم عن الآخر بنجوميته، ولهم مني كل التقدير والاحترام. ¿ كيف ترى تطور اللعبة والاهتمام بها في المنطقة الشرقية؟ وما هي جهودكم في هذا الصدد؟ التطور حقيقة كبير بحمد الله، فالدولة من طبعها تهتم بطاقات الشباب، تسعى لتطويرهم وتنميتهم نحو الأفضل، وهذا جعل من رياضة الكاراتيه التي كانت تمارس كهواية قبل سنوات من قبل الشباب الى عالم الاحترافية لها نظامها وقوانينها ومكانتها في وطننا وفي جميع الدول كأي رياضة تنافسية.. ونحن ما زلنا في طور البدايات، ونطمح للمزيد من التقدم والتطور في المنطقة لدينا بعون الله.. ومن أبرز الجهود التي قدمتها لتطوير اللعبة في المنطقة الشرقية بالتعاون والتنسيق مع اتحاد اللعبة وزملائي المدربين جاءت عبر المحطات التالية وهي: -مشرف الكاراتيه بالمنطقة الشرقية لمشروع الملك عبدالله للتطوير في التعليم العام لعام 1434/1435ه. * عضو في لجنة تطوير الكاراتيه للاتحاد السعودي في المنطقة الشرقية لعام 1422ه. * عضو بالجهاز التنظيمي للدورات التدريبية في الكاراتيه بالمنطقة الشرقية لعام 1419ه. * تدريبي ونشر هذه اللعبة في المنطقة الشرقية في بعض المراكز الصيفية والصالات والاندية وإقامة بعض دورات التدريب البسيطة. وبعد تكليفي بمهمة الإشراف على مشروع "تطوير الكاراتيه في التعليم العام" -بالمنطقة الشرقية- عام 1434/1435 أسست لعبة الكاراتيه، وأدخلتها في التعليم العام بالمنطقة الشرقية منذ بداية المشروع في عدة مدارس بالدمام، والإقبال كان كبيراً جدًا، والتعاون من جهة إدارة التعليم معي وكذلك التطوير كان له دور كبير وفعال قد ساهم في تحقيق النجاح خلال الفترة التي قضيتها معهم في نشر وتطوير هذه اللعبة، وبعد مرور ما يقارب الثلاثة الأشهر تم اختبار ما يقارب أكثر من 220 لاعبا، وترقيتهم للحزام الأصفر بعد اجتيازهم بنجاح الاختبار، رغم أن الإقبال كان جميلا ومرضيا من قبل الطلاب، واللافت كان اهتمام وتشجيع أولياء الأمور، وحث الأهل أبناءهم على الاشتراك والانتظام بالحضور. ¿ ما هي نصائحك للاعبين الشباب والمتحمسين للانضمام لهذه اللعبة؟ نصيحتي لكل شاب أن يعلم أن مثل هذه الرياضات مهمة للنفس والبدن ولها أثر إيجابي للصحة، فمهم أن تدخل ضمن برنامجك وخططك اليومية.. وأخص الراغبين بالانضمام لهذه الرياضة أن المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وهذه رياضة تقام للدفاع عن النفس صحيح، لكنها مع التدريبات والاستمرارية ستصل بك لمعرفة أسرار هذه النفس، وكيفية قيادتها للأفضل والسيطرة عليها.. والتحكم في مشاعرها وحمايتها من أي استفزاز لا يستحق هدر الطاقة، وهذه القوة الحقيقية.. كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم: "ليس القوي بالصرعة، إنما القوي الذي يمسك نفسه عند الغضب". ورسالتي أيضا لجميع من دخل ومارس هذه الرياضة -رياضة لعبة الكاراتيه- من المدربين الوطنيين واللاعبين صنع أبطال لنا يمثلون الوطن في البطولات الداخلية والخارجية والمحافل الدولية لرفع اسم المملكة عالياً، ولا يفوتني أن أشيد بدور الرئاسة العامة لرعاية الشباب في هذا الصدد. ¿ حصلت على شهادة التصنيف العالمية كمدرب مؤخراً.. كيف كان مشوارك؟ وأين سيقف طموحك؟ * نعم هذا بفضل الله وتوفيقه أن يسر لي وأعانني على ذلك، حصلت على التصنيف العالمي كمدرب معتمد في الاتحاد الدولي WKF بعد اجتيازي الدورة التصنيفية العالمية للمدربين بنجاح التي أقيمت في ألمانيا وتشرفت باستلام شهادتي من رئيس الاتحاد السعودي للكاراتيه الدكتور ابراهيم القناص.. وقبلها تم تصنيفي مدربا معتمدا في الاتحاد الآسيوي بعد اجتيازي بنجاح الدورة التصنيفية الآسيوية للمدربين، وأيضا تم تصنيفي مدرب معتمد في الاتحاد العربي للكاراتيه بعد اجتيازي بنجاح الدورة التصنيفية الدولية العربية، وأيضًا اجتزت عدة دورات كثيرة محلية وخارجية قديمة كانت للمدربين.. وطموحاتي تدفعني لأستمر في طريقي بدون توقف بإذن الله ومواصلة التدريب الآن كمدرب، حتى تصل فنون هذه الرياضة بشكلها الصحيح لكل متدرب.. لنصنع أبطالاً مساندين في خدمة هذا الوطن الغالي.. وأنا مستعد ولي الشرف في خدمة وطني وأبنائه. ¿ كيف ترى اهتمام اتحاد اللعبة بالمدرب الوطني؟ الحمد لله اهتمام الاتحاد رائع وتنسيقه للدورات التي تخص المدربين والحكام لتصنيفهم محليًا ودوليًا تنسيق مثالي وإعداد مبارك، فهم بجهودهم يدفعون المدرب لينجز مفتخرًا في وطنه وشبابه.. كما أتمنى من جميع المدربين الوطنيين أن يبذلوا ما بوسعهم لنشر هذه اللعبة وتطويرها على الوجه الصحيح والمطلوب لصنع أبطال وجيل واعد بإذن الله. ¿ كلمة أخيرة.. ماذا تقول فيها؟ * ضع هرم النجاح الثلاثي أمام عينيك وأمضي: "الإرادة، ثم الخطة، ثم الاستمراية"، ومقولة دائما اكررها للمتدربين عندي وأبنائي أيضا.. "كن عنيدًا مع نفسك تكون قويًا أمام خصمك". البطاقة الشخصية -الاسم:- مشعل ابراهيم عبدالله اليوسف -العمر :- 34 عاما -الحالة الاجتماعية:- متزوج، ولي من الأبناء خمسة، ثلاث بنات وولدان عزام (11 عاما)،و إبراهيم (خمس سنوات) -الصفة: مدرب دولي، والآن مصنف مدرب دولي، وأُمارسُ هوايتي بالتدريب.. وأعطي حصصا في بعض المراكز والأندية.. والآن بإذن الله توجهي في تدريب احد الاندية في المنطقة الشرقية. -إداري المنتخب السعودي حاليًا. اليوسف في مدرسة للتدريب يتسلم إحدى الشهادات في إحدى البطولات