بعد أن أصدرت لجنة ألعاب كرة القدم بالاتحاد السعودي لكرة القدم بالتعاون مع لجنة المسابقات مؤخرا الجدول النهائي للبطولة التصنيفية (المناطق) المؤهلة إلى الدوري الممتاز لكرة قدم الصالات السعودي الأول، والذي سينطلق في التاسع من شهر شوال القادم وينتهي في السادس من شهر ذي الحجة المقبل بواقع عشر جولات، والانتهاء من تحديد توقيت ومكان إقامة المباريات وتوزيع نسخ من الجداول على كافة الأندية المشاركة بالإضافة للجهات ذات العلاقة ليتسنى للجميع تجهيز وترتيب أمورهم استعداداً لانطلاق الدوري. تقدم (الجزيرة) رصداً شاملاً لتاريخ هذه اللعبة من خلال هذا التقرير وكذلك الالتقاء بمدير منتخب المملكة العربية السعودية لكرة قدم الصالات سابقا الاستاذ عبدالرحمن عبد العزيز الحميدي، الذي قدم رؤيته الفنية والإدارية حول هذه البطولة في تنظيمها الجديد من واقع تجربته الكبيرة ومعاصرته واهتمامه بهذه اللعبة. وكان رئيس لجنة ألعاب كرة القدم بالاتحاد السعودي والمشرف العام على لعبة كرة قدم الصالات الدكتور صلاح السقا قد تحدث من خلال بيان أصدرته لجنة ألعاب كرة القدم بالاتحاد السعودي لكرة القدم بعد إعلان جدول البطولة التصنيفية (المناطق) المؤهلة لأول دوري سعودي لكرة قدم الصالات قائلا: الحمد لله تم الانتهاء من إصدار جداول دوري المناطق المؤهلة للدوري الممتاز السعودي لكرة قدم الصالات في نسخته الأولى بعدما اكتملت جميع الأندية المشاركة واستكملت كافة الشروط، حيث تم توزيع الأندية على خمس مناطق (الوسطى والشرقية والغربية والجنوبية والشمالية)، بحيث يشارك كل ناد في منطقته وذلك على حسب موقع كل نادي جغرافيا، وتطرق السقا لنظام الدوري التصنيفي للمناطق قائلاً: ان جميع مباريات دوري المناطق ستكون بنظام الذهاب والإياب والفرق المتأهلة ستشارك بإذن الله في الدوري الممتاز الذي سينطلق بعد انتهاء دوري المناطق، ووجه السقا الدعوة للأندية التي لم يتسنى لها تقديم طلب تسجيل اللعبة واكتمال شروطهم قائلاً: ان المجال مفتوح للأندية التي لم يتسن لها تسجيل اللعبة، إِذْ يجب على الأندية الراغبة تقديم طلب تسجيل اللعبة واستيفاء كافة الشروط المطلوبة وذلك للمشاركة في النسخة الثانية لدوري الصالات السعودي بمشيئة الله. وقدم السقا شكره لوكالة الرئاسة للشؤون الرياضية لجهودها الكبيرة في تحديد أوقات إقامة المباريات في مختلف الصالات والتنسيق بين كافة الألعاب الأخرى التي تقام في الصالات المغلقة. يذكر أنه قد تم توزيع كافة الأندية على خمس مجموعات (مناطق) وذلك على حسب الموقع الجغرافي والفرق المتأهلة سوف تشارك في الدوري الممتاز لكرة قدم الصالات، بينما ستشارك باقي الأندية غير المتأهلة في دوري الدرجة الأولى. البداية الحقيقية تحدث ل(الجزيرة) مدير منتخب المملكة العربية السعودية لكرة قدم الصالات سابقا عبد الرحمن الحميدي قائلا: على الرغم من حداثة تجربة لعبة كرة قدم الصالات في السعودية على الصعيد الرسمي وعدم وجود بطولة محلية لكرة قدم الصالات وبجهود كبيرة من إدارة المنتخب والمدرب واللاعبين تمكن المنتخب الوطني السعودي من الدخول ضمن الدول المصنفة لأول مرة في تاريخ اللعبة في (السعودية) والوصول للمركز (73) على العالم، متفوقا على دول كثيرة في (آسيا) وخلال (شهرين) فقط لعب المنتخب السعودية (9) مباريات دولية ما بين ودية ورسمية والاشتراك في بطولة واحدة غرب آسيا، حيث كان المنتخب خلال تصنيف شهر (9) (السعودية غير مصنفة) وفي تصنيف شهر (12) بداية دخول السعودية للتصنيف في عام 2012. وأضاف الحميدي يقول: بعد الدخول بالتصنيف العالمي لكرة الصالات أقيمت أول بطولة رسمية لكرة قدم الصالات في المملكة تحت مسمى بطولة المملكة العربية السعودية (الأولى) في كرة الصالات وبعد جهود كبيرة وبرعاية مجموعة (الطخيم) للتسويق نظمت في ثلاث مناطق خلال الفترة من السبت 1 - 5 - 1433ه الموافق 24 - 3 - 2012م إلى الثلاثاء 12 - 9 - 1433ه الموافق 31 - 7 - 2012م باشتراك (21) ناديا، بالإضافة إلى (38) هيئة حكومية وشركة. وبعد إقامة هذه البطولة تم اختيار اللاعبين ووضع خطة إعداد المنتخب الوطني السعودي لكرة قدم الصالات للاشتراك في الدورة الآسيوية الرابعة للصالات المغلقة (كوريا الجنوبية) أنشون 2013م.. واستعداد لبطولة الخليج الأولى في قطر وإقامة ثلاثة معسكرات في جدة وتونس وماليزيا وإقامة الدورة التدريبية الأولى لمشرفي التربية البدنية بوزارة التعليم تحت إشراف الاتحاد السعودي لكرة القدم والتي استمرت لمدة ثلاثة أيَّام بمشاركة 27 مشرفا في تخصص التربية البدنية من جميع مناطق المملكة تحت إشراف الاتحاد السعودي لكرة القدم وزارة التعليم، ضمن اتفاقية التعاون بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة والتعليم لنشر لعبة كرة قدم الصالات في جميع المستويات وجميع أنحاء المملكة. أساليب وطرق تطوير اللعبة وثمن الحميدي الجهود التي تقوم بها لجنة ألعاب كرة القدم ممثلة بالدكتور صلاح السقا ونائبه سياف المعاوي والجهود الجبارة من أجل نشر لعبة كرة الصالات في الوطن الغالي، وإقامة دوري مستقل على مستوى المملكة بمشاركة أكثر من 40 ناديا مقسمة إلى 10 مجموعات ويتأهل منها 20 ناديا لدوري الممتاز لكرة الصالات وهذا يؤكد على أن العمل يسير بطريقة احترافية ومهنية عالية. ويضيف قائلاً: مقارنة بدولة مثل لبنان متطورة جدا في كرة الصالات ولديها لاعبون محترفون خارج لبنان و11 ناديا فقط للعبة كرة الصالات بمشاركة القطاع الخاص والأندية والهيئات الحكومية والبنوك والجامعات، واقرب من ذلك تجربة الدوري البحريني لكرة القدم للصالات التي عملت شراكة في رعاية الدوري مع بنك التمويل الكويتي البحريني.. وكمدير منتخب سابق ومن وجهة نظر شخصية ومن محبي كرة الصالات ومن خبرة في المنتخب لمدة ثلاث سنوات لا بُدَّ من خلق الفرص وتهيئة كل ما بوسعه أن يقدم لنا منتجا وطنيا قادرا على المنافسة وتمثيل الوطن بصورة محترفة، للوصول إلى منصات التتويج بأسرع الطرق، وخير شاهد على هذا حينما تقابل منتخبنا الوطني مع بطل آسيا اليابان في كوريا 2013 مانشون الكل كان يراهن على خسارة المنتخب الوطني بفارق كبير جدا، لكن أثبتنا للكل أن اللاعب السعودي قادر على المنافسة وفرض موهبته لكنه يحتاج فقط إلى منافسة قوية واحتكاك مع منتخبات عالمية، وتوفير جو مناسب وصحي ودعم مادي ومعنوي في ظل وجود مواهب رائعة وتوفير فرص الإبداع لهم، وقد نال المنتخب شهادة كبيرة من مدرب المنتخب الياباني الإسباني العالمي (ميغيل رودريغو). ومن ضمن الخطط التطويرية للعبة اقترح المدير السابق للمنتخب السعودي عبد الرحمن الحميدي عدة خطط وأفكار ستضيف للعبة والدوري الكثير ومن ضمنها: - تسويق اللاعبين السعوديين للاحتراف خارجيا ويوجد أكثر من 10 لاعبين محترفين بدوري البحريني. - محاولة إقناع الأندية الجماهيرية الكبيرة، فمجرد مشاركة هذه الأندية يمنح الدوري اهتماما إعلاميا كبيرا وأجواء تنافسية رائعة وهذا عامل جذب مهم للجمهور. - البحث عن رعاة للدوري وبمبالغ معقولة في بداية البطولات لكي لا تعود الأندية وتدفع بنفسها مبالغ الإعاشة وتكاليف التنقل والمدربين وتحميلهم أعباء مالية إضافية تثقل كاهلها خاصة أن اغلب الأندية المحلية تعاني ماليا. - التغطية التلفزيونية شرط مهم لنجاح أي لعبة وسرعة انتشاره. - مشاركة الشركات والقطاعات العسكرية يساعد في قلة المصروفات ووجود مثل هذه القطاعات والشركات يساعد اللاعبين على إيجاد مصدر دخل ثابت وعمل مستمر. - جلب خبراء ومحاضرين دوليين معتمدين للحكام والمدربين وإجراء دورات تدريبية عالية المستوى. - وضع خطة متكاملة لضمان استمرار الدوري وعدم انسحاب الفرق وتسربها. - الاهتمام بتطوير بطولات على مستوى الفئات العمرية لضمان مستقبل اللعبة. - إنشاء اتحاد مستقل للعبة كرة قدم الصالات يهتم بها ويطورها ويكون المرجع الأساسي لها. - تطوير الخطط الموضوعة للمنتخب الوجه الحقيقي للوطن ووضع ميزانيات قادرة على المضي به في المنافسات القادمة ولعب مباريات ودية مع منتخبات متقدمة والمشاركة في بطولات عالمية وجلب مدربين فنيين خبراء في كرة الصالات للوصول إلى المستوى العالمي حسب الأهداف الموضوعة والخطة الاستراتيجية المرسومة. وفي نهاية حديثه قدم الحميدي الشكر الجزيل لكل من دعمه وسانده في مهمة نجاح الوطن الغالي في كرة الصالات على مدار ثلاث سنوات مليئة بالخبرة وخص بالشكر الأمير نواف بن فيصل صاحب فكرة نشر كرة الصالات في المملكة العربية السعودية والأمير عبد الله ابن مساعد بعد الموافقة على بداية أول دوري لكرة قدم الصالات والأستاذ احمد الخميس رئيس لجنة ألعاب كرة القدم سابقا والمدرب والخبير الدولي محمد علي عبد الرحيم ورئيس لجنة ألعاب كرة القدم الحالي الدكتور صلاح السقا على التواصل الرائع واللطيف ومشاركته في الأفكار والحوار واتخاذا القرارات. لمحات عن تاريخ اللعبة عالمياً وآسيوياً وخليجياً يذكر هنا أن كرة القدم للصالات هي لعبة رياضية مشابهة لكرة القدم المعروفة ولكنها تقام داخل صالات مغلقة، واعترف الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA بهذه اللعبة منذ عام 1989 أقيمت بطولة كأس العالم لكرة القدم للصالات (7) مرات كان آخرها 2012م. وأقيمت البطولة الأولى 1989م في مدينة روتردام بهولندا وشارك بها (16) منتخبا وحقق بطولتها منتخب البرازيل وهولندا ثانيا والولايات المتحدةالأمريكية ثالثا وبلجيكا رابعا وشارك من آسيا منتخبي السعودية واليابان. وعلى المستوى الآسيوي أقيمت البطولة الآسيوية لكرة القدم للصالات 13 مرة، فاز المنتخب الإيراني بهذه البطولة 10مرات وفاز بها المنتخب الياباني 3 مرات كان آخرها 2014م والتي أقيمت في تايلند. أما على مستوى دول الخليج العربي فكانت أول دولة بدأت كرة الصالات هي دولة قطر عام 2005 بوضع استراتيجية لبداية وانتشار اللعبة في قطر وضعها مدرب المنتخب السعودي الحالي.. ونظمت قطر دوري (محترفين) للعبة باشتراك عدد (10) أندية بداية من موسم 2006 / 2007.. كما نظمت دوري (للشباب) للعبة باشتراك عدد عشرة أندية بداية من موسم 2010 / 2011.. أما ثاني دولة بدأت كرة الصالات فكانت دولة الكويت موسم 2009 / 2010 بدوري محترفين لعدد (11) ناديا.. كما تم تنظيم دوري للشباب للعبة بدءاً بالكويت من موسم 2011 / 2012.. فيما كانت دولة الإمارات العربية المتحدة ثالث دولة خليجية تنظم دوري محلي لهذه اللعبة موسم 2009 / 2010 لعدد (13) ناديا. البطولة بين النجاح والفشل هناك أصوات أبدت تخوفا من عدم نجاح هذه البطولة عطفا على قلة الإمكانيات المادية للأندية التي ستشارك في البطولة التصنيفية خاصة في ظل تعدد الألعاب المختلفة وحجم الصرف عليها في ظل ضعف المخصصات المالية للأندية، إلا أن ذلك لا يمنع من القول انه في حال تضافر الجهود من الجميع لتحقيق الأهداف المهمة لإطلاق هذه البطولة والعناية بها وتطويرها مع أهمية الاستماع لكل الآراء التي يطرحها المهتمين والمتابعين لهذه اللعبة للخروج بتصور للخطوات التي لا بُدَّ من تعديلها، ومن أهمها عدم فرض شرط التعاقد مع لاعبين أجانب على الأندية إلا بعد انتهاء البطولة التصنيفية لاعتبارات هامة منها أن عقد أي لاعب أجنبي لن يقل بأي حال من الأحوال عن 5 آلاف دولار ولا نظن أن ناديا مصنفا درجة ثالثة مثلا يستطيع الإيفاء بهذا الشرط.