فيما تعهد وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر باتخاذ "كل الخطوات اللازمة" ضد عودة ظهور روسيا التي تتحدى واشنطن المحبطة في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط، ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس "بالموقف غير البناء" للولايات المتحدة التي ترفض بحسب قوله، مبدأ تبادل زيارات وفود من البلدين لبحث النزاع السوري. وقال آشتون كارتر: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحاط بلاده ب"غطاء من العزلة" لن يخلعه سوى تغيير جذري في السياسة. وأضاف منتقدا التدخل العسكري الروسي في أوكرانياوسوريا: "سنتخذ كل الخطوات اللازمة لردع نفوذ وإكراه وعدوان روسيا الضار والمزعزع للاستقرار". وأشارت صحيفة غارديان إلى أن النقد الذي وجهه كارتر -خلال الكلمة التي ألقاها في مؤتمر للجيش الأميركي - تضمن بعض أقوى العبارات التي صدرت عن إدارة الرئيس باراك أوباما حتى الآن والتي كانت مصممة منذ أن جاءت إلى السلطة على "إعادة ضبط" العلاقات مع روسيا ونقلها في اتجاه أكثر تعاونا. وقال كارتر أيضا: إن بلاده "لم ولن توافق على التعاون مع روسيا" طالما ظلت على مواصلة "إستراتيجية خاطئة" في سوريا لدعم عميلها بشار الأسد. وفي السياق، أعلنت الإدارة الأميركية أنها رفضت اقتراحا باستقبال وفد حكومي روسي رفيع المستوى لبحث التنسيق بسوريا، ما ينفي الأنباء التي تتحدث عن تقارب وجهات نظر الجانبين في هذا الإطار. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست: إن واشنطن غير مهتمة بالعرض الروسي طالما أن موسكو لا تقوم بمساهمة بناءة في جهود محاربة تنظيم الدولة، حسب تعبيره. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال: إن واشنطن رفضت إرسال وفد عسكري إلى روسيا واستقبال آخر منها لبحث "تعميق التنسيق في محاربة الإرهاب في سوريا". ووصف لافروف رد واشنطن على اقتراحات بلاده بغير البنّاء، في حين أبدى استعداد موسكو للتعاون مع مختلف الدول في مكافحة ما سماه الإرهاب. وتشكل هذه التصريحات المتطابقة نفيا لما يتحدث عنه الإعلام الروسي من أن خلافات موسكووواشنطن في سوريا هامشية، وأنهما يتفقان على الخطوط العريضة لعملياتهما الجوية هناك. من جانبه، قال الرئيس الروسي، خلال زيارة إلى استانا، بحسب تصريحات نقلها التلفزيون الروسي: "أعتقد أن هذا الموقف غير بناء ويبدو أن مصدر ضعف الموقف الأميركي هو عدم وجود خطة (حول سوريا). ليس هناك أي شيء لبحثه" مع الأميركيين. وأضاف: "لا أفهم كيف يمكن أن ينتقد شركاؤنا الأميركيون حملة مكافحة الإرهاب الروسية في سوريا وأن يرفضوا الحوار المباشر حول مسائل مهمة مثل التسوية السياسية" للنزاع. وتقول روسيا، إنها عرضت على الولاياتالمتحدة توجه وفد من المسؤولين الأميركيين إلى موسكو للتباحث في الأزمة في سوريا. وإزاء تحفظ واشنطن اقترحت توجه وفد برئاسة رئيس الوزراء ديميتري مدفيديف إلى واشنطن.