تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، افتتح وزير التجارة والصناعة رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة مساء اليوم , المؤتمر الوطني الخامس للجودة بعنوان " الجودة .. الخيار الاستراتيجي لتحقيق الاستدامة وتعزيز التنافسية" وذلك في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الانتركونتيننتال بالرياض. وألقى كلمة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين قال فيها : يطيب لي في هذا اليوم أن أشارككم هذه المناسبة العلمية المباركة بافتتاح المؤتمر الوطني الخامس للجودة الذي يشارك فيه نخبة من خبراء الجودة من داخل المملكة وخارجها بهدف دعم وتعزيز مسيرة الجودة في المملكة العربية السعودية. وأضاف: لقد تأسست المملكة على مبادئ إسلامية خالصة منذ أن وضع أولى لبناتها الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - واستمر جميع أبنائه من بعده على هذا النهج، ولا شك أن الجودة بمبادئها ومنهجياتها تنبع في الأساس من مبادئ ورؤى إسلامية عريقة، فالدعوة إلى إتقان العمل وتجويده مطلب شرعي، والارتقاء بجودة المنتجات والخدمات مطلب مهم لبناء الأرض وعمارتها وهدف لكل مواطن غيور يسعى لأن تكون بلادنا المباركة، مهبط الوحي وموطن الحرمين الشريفين، في مصاف الدول الأكثر تطورًا. وأوضح أن لمنهجيات الجودة وتطبيقاتها أثراً واضحاً على أكثر من محور من دعائم التنافسية التي حددها المنتدى الاقتصادي العالمي، وقد أطلقت المملكة العربية السعودية حزمة من المبادرات الاقتصادية والإصلاحات الهيكلية، التي تؤكد عزم المملكة الأكيد على المضي قدما في مسيرة التنمية المستدامة عبر خطوات واضحة للارتقاء بجودة السلع والخدمات وكفاءة الأسواق ودعم نشاطات الإبداع والابتكار، وصولا إلى المستوى الذي يحقق رضا المستفيد وسلامته ويعزز تنافسية ما ننتجه من سلع أو نقدمه من خدمات في جميع القطاعات. وأكد أن ضرورة تبني وتطبيق منهجيات الجودة في وقتنا الحاضر أصبحت أكثر إلحاحاً أمام مؤسساتنا الوطنية -خدمية كانت أم صناعية-، ونتطلع لأن يسهم مشروع الإستراتيجية الوطنية للجودة في صياغة نموذج وطني إطاري شامل لقطاعات العمل المختلفة تتكامل من خلاله الجهود الحكومية والخاصة لتحقيق الرؤية المستقبلية لأن تكون المملكة العربية السعودية بمنتجاتها وخدماتها معيارًا عالميًا للجودة والإتقان. وأضاف : إيماناً منا بمحور بناء الإنسان وتعزيز قدراته، تشمل المنظومة الوطنية للجودة محاور عمل مهمة لتأصيل مبادئ الجودة وتعزيز ثقافتها لدى مختلف شرائح المجتمع، كما تشمل إطلاق مبادرات تهتم بتطبيق فنون الجودة وممارساتها الاحترافية على أرض الواقع. وعبر أيده الله في ختام كلمته عن ثقته في أن يكون الجميع عند مستوى المسؤولية، وأن يضطلع كل منا بدوره وأمانته أمام الله أولاً ثم أمام الوطن والمجتمع، وسائلًا الله تعالى أن يوفق القائمين على هذا المؤتمر للخروج بتوصيات علمية محكمة تدفع مسيرة الجودة والإتقان قدماً، وأن يكون لهذه التوصيات انعكاساتها الإيجابية التي تنير الطريق نحو التميز والإتقان. وقد بدئ الحفل المعد بهده المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم. ثم ألقى الخبير بالأكاديمية الدولية للجودة بالولايات المتحدةالأمريكية جورج واتسن كلمة نيابة عن المتحدثين، أوضح فيها أن المؤتمر الوطني الخامس للجودة في المملكة العربية السعودية يأتي لزيادة المعرفة والعلم والحكمة التي تجعل الحياة في هذا العالم أفضل ، مبيناً أن الجودة في مفهومها العام تعني الممارسة التي تسعى إلى تحقيق الخير والتخلص من الأشياء السيئة. وأفاد أن المؤتمر سيعود بالفائدة على المجتمعين من خلال الأطروحات والمناقشات والتأملات الشخصية لكل واحد ، مما يتيح الفرصة لإيجاد طرق جديدة للتفكير تدفع إلى مراجعة الطرق القديمة في العمل والعادات وفي طريقة التفكير وأسلوب الحياة، مشيرًا إلى أن العادات القديمة التي قد تكون منعتنا من إحراز التقدم في سعينا الحثيث إلى الخير وتجنب الأشياء السيئة. بعدها ألقى معالي محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة الدكتور سعد بن عثمان القصبي كلمة أكد فيها أن الجودة في المملكة العربية السعودية لها تاريخ عريق بدأ منذ الأيام الأولى لتأسيسها، حيث حرص مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله على بناء دولة عصرية توفر الأمن وتحقق الاستدامة والرفاهية لجميع مواطنيها، مؤكداً أن هذا الاهتمام استمر من قادة هذه البلاد في المجالات كافة، وكان للتقييس نصيباً بارزاً فيها فكان قرار إنشاء الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس سنة 1392 ه - 1972 م لتكون أحد دعائم النمو والتطور لاقتصادنا الوطني، وأحد أوائل أجهزة المواصفات والتقييس في عالمنا العربي والإسلامي، وتبع ذلك حزمة من خطوات التطوير لهذا الجهاز المهم حتى تم سنة 1430 ه - 2009م تعديل مسمى الهيئة ليكون الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، وأنيط بها مسؤولية المرجعية الوطنية للجودة، تأكيدًا لاهتمام الدولة في مواكبة منهجيات التطور الإداري والصناعي في هذا المجال المهم وحرصًا على تعزيز التنافسية والاستدامة لاقتصادنا الوطني. وبين معاليه أن الرؤية السامية المستقبلية للجودة في المملكة تم تدشينها بهدف أن تكون المملكة بمنتجاتها وخدماتها معيارٌ عالميٌ للجودة والإتقان"، وذلك تأكيداً بأنه لا مجال أمامنا سوى حث الخطى في عالم المتغيرات السريعة لاستثمار كل الإمكانات المتاحة للارتقاء بجودة المنتجات ومستوى الخدمات، فلم تعد الجودة شعاراً أو ترفاً بل أصبحت خياراً استراتيجياً لتقدم الأمم ، وواحدة من أهم الدعائم لتطور الاقتصادات وأحد المعايير المؤثرة في تعزيز تنافسيتها. وأوضح الدكتور القصبي أنه منذ صدور الموافقة السامية الكريمة على عقد المؤتمر الوطني الخامس للجودة بادرت الهيئة في التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتشكيل لجنة توجيهية للمؤتمر شرعت في تنظيم أعمال المؤتمر وصياغة برامجه العلمية والتدريبية، وتم اختيار شعار المؤتمر ليكون: "الجودة .... الخيار الاستراتيجي لتحقيق الاستدامة وتعزيز التنافسية" ليعبر عن أهمية المرحلة التي نعيشها ويحفز تبني الممارسات الاحترافية لتحقيق الفاعلية في الوصول إلى أهدافنا التنموية، وفق مبادئنا وقيمنا الراسخة والمنبثقة من ثقافتنا الإسلامية وديننا الحنيف الذي يحثنا على الجودة والإتقان والإحسان. وأفاد أن ما يميز المؤتمر هو تبنيه منهجية المزج بين استعراض التوجهات المستقبلية والاستفادة من الخبرات والممارسات العالمية المتميزة واستعراض التجارب الوطنية الرائدة في جميع مواضيع جلساته العلمية، حيث تعكس هذه المنهجية حرص الجهات المشاركة في التنظيم على أن يحقق هذا المؤتمر نقلة نوعية لتبني ممارسات الجودة على أرض الواقع. ولفت النظر إلى أن البرنامج العلمي للمؤتمر يشتمل على 22 ورقة عمل ضمن ست جلسات تغطي المواضيع التالية الجودة والاستدامة المؤسسية، والجودة في التعليم، والجودة والتنافسية، والجودة في الصحة، والجودة في الخدمات، والإبداع والابتكار، كما يتضمن البرنامج جلسة خاصة عن مستقبل الجودة بالمملكة تستعرض من خلالها أهم المبادرات الوطنية في هذا المجال، متطلعاً أن يخرج من هذه الفعالية بمبادرات بناءة وطموحة تحقق أهداف هذا المؤتمر. بعدها كرم معالي وزير التجارة الرعاة والداعمين للمؤتمر , كما تسلم معاليه هدية تذكارية من معالي محافظ الهيئة بهذه المناسبة. وفي ختام الحفل افتتح الدكتور توفيق الربيعة المعرض المصاحب للمؤتمر.